من أقوال نابليون بونابرت: " في مصر لو حكمت لن أضيع قطرة واحدة من النيل في البحر، وسأقيم أكبر مزارع ومصانع أطلق بها إمبراطورية هائلة، ولقمت بتوحيد الإسلام والمسلمين تحت راية الإمبراطورية ويسود العالم السلام الفرنسي". هذا هو نابليون بونابرت يضع برنامجا لكل من يريد حكم مصر، برنامج لخصه في الحفاظ على مياه النيل، والنهضة الزراعية والصناعية، وتوحيد الاسلام والمسلمين تحت راية واحدة، بغض النظر عن كون نابليون مجرد محتل غاصب للأرض بنظر كل الشعوب العربية والاسلامية ،ولكن الرجل عبر عن قيمة مصر في أقواله المأثورة: لو لم أكن حاكما على مصر لما أصبحت إمبراطورا على فرنسا، وقوله: في مصر قضيت أجمل السنوات، ففي أوروبا الغيوم لا تجعلك تفكر في المشاريع التي تغير التاريخ، أما في مصر فإن الذي يحكم بإمكانه أن يغير التاريخ . نابليون العدو الذى أحتل أراضينا ( من 1798م – 1801م ) ، رغم قصر المدة التي قضاها في مصر(3 سنوات) إلا أنه أستطاع ان ينقل مظاهرالنهضة الاوربية الى مصر ليتعرف المصريون على حجم الظلام الذى عاشوه فى ظل حكم المماليك والدولة العثمانية، واستطاع أن يدفع العلماء والمهندسين والجغرافيين ( اكثر من 150 عالما و2000 متخصص من خيرة الفنانين والرسامين والتقنيين ) الذين قدموا معه الى تحويل مصر الى ورشة عمل ومركز من أكبر مراكز البحث العلمي، وخرج العلماء الفرنسيين بثروة علمية هائلة عكفوا على دراستها لعقود طويلة جميعها استفادت منها أوربا بل والعالم كله، هذا هو العدو الذي عرف قيمة مصر وقدرها بين الأمم، ولمن لا يقرأ التاريخ عليه فقط ان يبحث فى كتاب " وصف مصر " ليتأكد كم كان ومازال اعداؤنا ادرى بقيمة مصر أكثر من أهلها . الحكومات المصرية زمن المخلوع كانوا أكثر الناس إهدارا لقيمة مصر وثرواتها، حكموا البلاد والعباد بيد من حديد، نهبوا الثروات، أهدروا كرامة الانسان ودفعوا خيرة عقولنا للهجرة خارج أوطانهم، مشاريعهم في أغلبها مشاريع فاشلة هدفها التربح والاسترزاق وعقد الصفقات مقابل العمولات والسمسرة لبيع الشجر والحجر والبلاد والعباد، لم نر مركز بحث علمى واحد يهتم بدراسة مصر واحوالها واحوال شعبها واهتمت به الدولة أو طبقت أبحاثه على أرض الواقع، الكتاب والجغرافيون والعلماء جميعهم نتاج افكارهم وأبحاثهم حبيسة الأدراج وكأنها كم مهمل، حكامنا أهملوا الزراعة وأفسدوها، وباعوا المصانع وأغلقوها وشردوا عمالها، وأعتمد الاقتصاد المصري فقط على الاستثمار الأجنبى والسياحة وعائدات قناة السويس ( الذى قدر بحوالى 217 مليار دولار فى العام الماضى ) وغضوا البصرعن تسلل الكيان الصهيونى ووصوله إلى منابع النيل، وعن المصانع الكيمائية التي تلقى بمخلفاتها ونفايتها في البحر والنيل، حولوا سماء القاهرة إلى سحابة سوداء خانقة وملوثة، غيروا طعم الحياة إلى مر علقم، نسفوا التاريخ وشوهوا صفحاته، فتحول على أيديهم إلى صورلأبطال من ورق وأصنام تعبد من دون الله، وانجازات وهمية يستحى الإنسان من ذكرها . واليوم لا نسمع إلا نفس النغمة التى كان يرددها المخلوع وأيتامه من أن مصر بحاجة للاستثمار الأجنبي، والمعونة الأمريكية وإلا فالاقتصاد سينهار ونعانى الجوع والتشرد وتعلن مصر إفلاسها، وكأن مصر كتب عليها التسول والاستجداء من الخارج، أو كأنها لا تملك من المقومات والثروات ما يغنيها ..!!