فى ساعة متأخرة من مساء الخميس الماضي وتحديدا الساعة العاشرة مساء انقطعت الاتصالات اللاسلكية بين السفينة السلام 98 وبين السلطات البحرية فى السعودية والبحر الأحمر بعدها وفى ساعات الصباح الأولى اكتشفت طائرات الإنقاذ التابعة للبحرية المصرية مئات الجثث من ركاب السفينة تطفو على مياه البحر الأحمر ليعلن نبأ غرق السفينة السلام98 وعلى متنها1272 راكبا بالإضافة الى 104 من طاقمها . وكان على متن السفينة 1200 مصريا و99 سعوديا و3 سوريين وسودانيان وكندى واحد بين ركاب وأفراد طاقم . ويأتي حادث السفينة السلام 98 بعد اقل من ثلاثة اشهر من غرق سفينة أخرى مملوكة لشركة السلام للنقل البحري وهى السلام 95 قرب مدخل قناة السويس بعد اصطدامها بسفينة شحن قبرصية فى أكتوبر الماضي وأسفرت عن مقتل شخصين وجرح آخرين . كما يأتي غرق السلام 98 كثالث حادث غرق لنفس الشركة بعد حادث غرق العبارة سالم اكسبريس فى سفاجا فى 14 ديسمبر 1991 وغرق حوالي 700 راكب كانوا على متنها بالإضافة لطاقمها , بعد اصطدامها بمنطقة شعاب مرجانية , بعد أن غير الربان طريق مروره لاختصار المسافة . مصادر بهيئة السلامة البحرية المسئولة عن تامين حركة مرور السفن فى الممرات المائية المصرية أكدت للمصريون أن السفينة السلام 98 غرقت مباشرة ولم تصدر أي إشارات استغاثة مما يؤكد أن عملية الغرق لم تستغرق دقائق , مما يشير الى حدوث اما انفجار ضخم بجسم السفينة شطره الى نصفين مما عجل بالغرق أو دخول السفينة فى منطقة شعاب مرجانية شطر السفينة لنصفين , لكن وكالة إنباء الشرق الأوسط قالت ان السفينة المنكوبة أرسلت إشارة استغاثة التقطتها العبارة سانت كاثرين قال فيها قبطان السفينة المنكوبة ان سفينتة توشك على الغرق , لكن الوكالة لم تذكر رد العبارة كاثرين على الاستغاثة. وتضيف المصادر انه فى كل الأحوال غرق السفن الثلاث المملوكة للشركة المدكورة سواء فى أكتوبر من العام الماضي بالقرب من مدخل قناة السويس او فى ديسمبر من عام 1991 فان هدا يؤكد أن الشركة المالكة تستخدم سفنا انتهى عمرها الافتراضي , لا تقوى على الإبحار فى اعالى البحار. وأضافت المصادر أن الشركة لديها أيضا سفن سياحية تعمل فى النيل وهناك الكثير من المخاوف منها. وتصديقا لكلام المسئول البحري فى هيئة السلامة البحرية فقد أكدت مصادر فنية بشركة ترسانة الإسكندرية أن السفن الثلاث التى غرقت منذ عام 1991 وحتى الأن لم تكن سفن ركاب وإنما كانت عبارة عن سفن نقل بترول وبضائع خرجت من الخدمة منذ أعوام لتقطيعها كحديد خردة إلا أن الشركة المذكورة اشترتها وطلبت من الترسانة البحرية بالإسكندرية تجهيزها لنقل الركاب رغم اعتراض الفنيين بشركة ترسانة الإسكندرية على مطالب شركة السلام نظرا لتهالك جسم السفينة وضرورة تبديله بالكامل وليس ترقيعه كما فعلت الشركة. .والسفينة المنكوبة وفقا للسجلات البحرية الموجودة فى شركة لويدز البريطانية للتامين على السفن كانت قد انتقلت ملكيتها الى شركة السلام للنقل البحرى عام 1998 وان السفينة بنيت عام 1970 . وتقول الشركة إن السفينة المنكوبة مسجلة فى بنما وليس فى مصر وإنها حصلت على شهادة صلاحية إبحارها من منظمة ايطاليه فى أكتوبر عام2005 وليس من مصر كما هو مفروض ومتبع.وإنها أي السفينة المنكوبة حصلت على مسح هيكلي اجرى بمعرفة إدارة الأمان الدولي فى يونيو الماضي. وفى السياق نفسه يؤكد المهندس محمد توفيق منصور وزير النقل ان السفينة المنكوبة خضعت لجميع إجراءات السلامة الضرورية , الا انه قال لا نعرف حتى الآن السبب وراء غرق السفينة المنكوبة وان غرقها مازال سرا . غير أن مصادر مطلعة قالت ل"المصريون" إن غرق السفينة يرجع إلى الحمولات الزائدة التى اعتادت عليها السفن المصرية فى مواسم الحج والعمرة حيث يصل الركاب الى أكثر 5 ألاف راكب ، و أكد بعض الناجين أن السفينة لم تكن مزودة بجواكت النجاة أو بأية أدوات للإنقاذ ، فيما عزت مصادر ارتفاع عدد ضحايا السفينة إلى رفض مصر مشاركة طائرات الاباتشي الموجودة في الأسطول الخامس البريطاني بدولة البحرين كما أكدت نفس المصادر أن بعض الماكينات تعرضت للعطب أثناء الرحلة مما أدى الى غرقها وان مجموعه سفن السلام من أقدم السفن المصرية والتى تحتاج الى تجديدات و تزويد بوسائل تكنولوجيه حديثه كما زعم الوكيل السعودى للسفينة بان السفينة كانت فى حالة جيدة قبل ابحارها على جانب اخر تجاهل تماما موقع شركة السلام للنقل البحرى على الانترنت الاشارة من قريب او من بعيد لحادث غرق السلام 98. وحسب اخر الانباء فان البحرية المصرية تمنكت من انتشال 180 من الناجين الذين تعلقوا اما باجزاء من السفينة او بالقوارب العشرة فقط التى تمكنوا من انزالها او ربما تكون قد انفصلت عن السفينة اثناء غرقها , كما تم انتشال عشرات الجثث التى طفت على سطح الماء . .وحسب الرصد الاولى للبحرية المصرية فانة تاكد ان السفينة قد غرقت عند خط عرض 27.08 درجة شمالا وخط طول 34.57 درجة شرقا اى منتصف المسافة بين ميناء سفاجا وميناء ضبا السعودى . وقد قال اللواء محفوظ مرزوق رئيس هيئة موانى البحر الاحمر ان العبارة السلام 98 غرقت على بعد 92 كم من الغردقة اثناء رحلتها من ميناء ضبا السعودى الى سفاجا والتى كان مقررا ان تصلة حوالى الساعة 2 صباح امس الجمعة. وقد اعلن ابو بكر الرسيدى محافظ البحر الاحمر حالة الطوارى القصوى بمستشفيات البحر الاحمر التى هى بالفعل كانت فى حالة طوارى بعد تحطم اتوبس سياحى ومصرع 14 سائحا صينيا وجرج 30 اخرين منذ ايام . مصادر بميناء الاسكندرية اكدت للمصريون انه لا توجد شركة نقل بحرى سواء للركاب او للبضائع تستخدم سفن جديدة او متوسطه الحالة وانما جميع تلك الشركات خاصة التابعة للقطاع الخاص تستخدم سفن انتهى عمرها الافتراضى وتجرى عليها بعض الاصلاحات لاعادة ابحارها . وقالت المصادر ان هناك كثير من الرشاوى تقدم سواء فى مصر اوخارج مصر للحصول على شهادات وهمية تؤكد سلامة تلك السفن للابحار على غير الحقيقة. على جانب اخر كانت المصريون قد اكدت منذ ثلاث اشهر استنادا الى تاكيدات من مسئولين بهيئة السلامة البحرية بعد حادث غرق العبارة السلام 95 قرب مدخل قناة السويس بان حركة الملاحة فى البحريين الابيض والاحمر غير امنة بسبب توريد احد الشركات لانظمة مراقبة بالاقمار الصناعية غير مطابقة للمواصفات , كما ان العديد من الفنارات والانوار الملاحية فى البحريين الابيض والاحمر لا تعمل رغم تقاضى تلك الشركة الخاصة (بيكون) تكاليف ذلك . وهدا ما اكدة تقرير للجهاز المركزى للمحاسبات عند فحص اعمال مصلحة الموانى والمنائر قد تغيير اسمها الى هيئة السلامة البحرية . وتوقعت المصادر استمرار الحوادث البحرية فى البحريين الابيض والاحمر طالما ظلت اجهزة المراقبة بالاقمار الصناعية لا تعمل بالكفأة المطلوبة وطالما تحصل شركات النقل على شهادات صلاحية وهمية بالابحار . وقد رفضت البحرية المصرية مشاركة سفن بحرية امريكية او اسرائيلية فى عمليات الانقاذ . على الجانب الأخر قرر مجلس الشعب الانعقاد الدائم للجنة المواصلات من اجل التحقيق فى الحادث ومعرفه اسبابه ومن جانبه اكد المهندس عزت بدوى وكيل اللجنة ان تكرار حوادث غرق السفن يحتاج لوقفه وان المجلس قرر الانعقاد الدائم للجنة من يوم السبت للتأكد من سلامة الاشتراطات اللازمة لسلامة السفينة وكشف اوجه القصور.