عندما قال رئيس الوزراء إبراهيم محلب إنه نجح في القضاء على الفساد المالي ولم يبق إلا الفساد الإداري.. لم يكن الرجل، في سياق منفصل، عن هوجة "التهجيص" والهوس به في الإعلام وفي غيره.. بل كان فقط كلامه بمثابة، خاتم النسر الرسمي الذي اعتمد "دولة الهجاصين" رسميًا. عندما أعلن عن "علاج الكفتة"، اعتقدنا أنها زلة لسان طريفة، من مخترع "الكفتة" عبد العاطي.. رغم أن الإعلان عنه كان في مؤتمر صحفي رسمي، حضره ذوو الأكتاف المثقلة بالرتب اللامعة والثقيلة.
لم نعتقد أن اختراع الكفتة، كان تعبيرًا عن مرحلة حقيقية تؤسس ل"دولة التهجيص"، ولكن بمضي الوقت، تجلت الصورة تدريجيًا.. وتبين أنها سياسة تتبعها "دولة الظل".. التي تمسك بالريموت وتحرك "العرائس" من داخل المكاتب الميري. المشكلة أن "التهجيص" لا يتم حبكه بشكل يقنع الناس.. مثل علاج الإيدز وفيروس C بصباع الكفتة.. ولعلنا نتذكر قصة استيلاء قوة من الضفادع البشرية المصرية على الأسطول السادس الأمريكي، وأسر قائده.. وهى الرواية التي أصر على إذاعتها وتأكيدها إعلامي مصري شهير.. وعندما "ضحك" عليه الناس.. استضاف "صحفية" في اليوم التالي، شرحت تفاصيل خطة الاستيلاء على الأسطول الأمريكي، وكأنها كانت إحدى واضعي خطة الهجوم والاستيلاء عليه.. ولم يطرف لها جفن!!
وفي بداية الحملة العسكرية للتحالف العربي على الحوثيين الشيعة باليمن، سربت ذات الأبواق خبرًا عن "مواجهة" بين الأسطولين المصري والإيراني في عدن، وأن الأخير هرب مهزومًا إلى جهة غير معلومة.. وهو الخبر الذي نفته إيران وقالت إن أسطولها موجود في مهمة بالقرب من الصين.. ولا توجد له قطعة واحدة بالقرب من الشواطئ اليمنية.. فيما التزمت القاهرة الصمت ويبدو أن القصة كانت "عجباها"!.
مساء أمس الأول 2/6/2015، قال الزميل عادل حمودة في مداخلة لقناة "النهار"، إن ضباطًا من الأمن الوطني في مصر، قاموا بتأمين مباريات كرة قدم كبيرة في الدوري الألماني!! شوفتو إزاي؟!
تخيلوا.. ألمانيا غير قادرة على تأمين مباريات كرة القدم.. وأن شرطتها أقل كفاءة من الشرطة المصرية.. فطلبت من القاهرة أن ترسل لها ضباط أمن وطني.. ولا ندري ما إذا كان الضباط وحدهم هم الذين أمنوا تلك المباريات.. أم أرسلت مصر معهم جحافل من الأمن المركزي؟!.
وعلينا أن ننتبه هنا أن عادل حمودة يقول هذا الكلام، فيما تجرى مباريات كرة القدم في الدوري المصري بلا جمهور.. لأن الشرطة عاجزة عن تأمينها.. فيما يلاحق أجهزة الأمن المصرية عار ستاد بورسعيد (مقتل أكثر من 50 مشجعًا من جماهير النادي الأهلي).. وعار حادث ستاد الدفاع الجوي، حيث قتل 22 شابًا في حادث "تدافع" بسبب قسوة الشرطة!!
ولكن ماذا نقول: إنها دولة "الهجص" و"الهجاصين". عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.