على إيقاعات "الروك" الصاخبة، أحيت فرقة "بلاسيبو" البريطانية، حفلاً موسيقياً حضره الآلاف، تميز عن سائر العروض الفنية التي احتضنتها منصة "السويسي" المُخصصة للموسيقى الغربية، ضمن فعاليات مهرجان "موازين" بالعاصمة المغربية، وسط انتقادات للفرقة باعتبارها مؤيدة ل"المثلية الجنسية". "بريان مولكو"، أبرز نجوم فرقة "بلاسيبو" المؤلفة من ثلاثة أعضاء، أمتع، أمس الثلاثاء، جمهور "موازين" بأدائه المُبهر في العزف على آلة القيتار، مُؤدياً أشهر أغاني الفرقة "النوم مع الأشباح" وغيرها، وسط تفاعل جماهيري لافت. وتعد فرقة "بلاسيبو" إحدى أشهر فرق الروك العالمية، حيث أصدرت منذ انطلاقتها سنة 1996 عدداً من الألبومات الغنائية الناجحة، جعلتها تتصدر لسنوات قائمة أفضل فرق "الروك". الآلاف الذين توافدوا على منصة "السويسي" المخصصة للموسيقى الغربية، لحضور حفل "بلاسيبو" ينتمون لفئات عمرية مختلفة، وإن طغى على الحضور العنصر الشبابي المُنفتح على هذا "الروك" كأحد الألوان الموسيقية الشهيرة، رغم انحصار الإنتاج الفني المخصص له عالمياً، لصالح أصناف غنائية صاعدة كموسيقى "الميتال"، وباقي أنواع الموسيقى الإلكترونية. في المقابل، رسم عازف القيتار بالفرقة، ستيفان أوسلاد، على جسده رقم 489، في إشارة إلى الفصل الذي يحمل ذات الرقم في القانون المغربي، ويجرم "المثلية الجنسية"، الأمر الذي أثار موجة استياء لدى ناشطون في موقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك"، معتبرين أن الفرقة تحاول من خلال هذا الفعل "تمرير رسائل تخل بقيم المغاربة". وفي تدوينة له على "فيسبوك"، قال مواطن يدعى ياسين الإبراهيمي: "لا دعوى لنا نحن كمغاربة بميولات هذه الفرقة الجنسية، ولم نطلب منها رفع الشعارات والنضال من أجل حقوق المثليين، وإنما استضفناهم في المهرجان الذي يعد الأهم في المغرب من أجل تقديم حفل فني". من جانبه، قال مواطن آخر يدعى عبد الصمد بنعباد، في تدوينة أخرى: "ما قامت به هذه الفرقة يعد تدخلاً في شؤون المغرب، ولا أفهم كيف سمح منظمو المهرجان لها بتمرير رسائل سياسية عبر مهرجان فني، هؤلاء لا يحترموننا أبداً كمغاربة". فيما قال مواطن ثالث يدعى عبد الرحمن بنعلي: "شاهدوا صورة عازف بلاسيبو العاري، والمرسوم على جسده رقم 489 في إشارة لفصل تجريم المثلية، حتى تعرفوا لما ننهض مهرجان موازين". وكتب عضو حزب العدالة والتنمية المغربي، حسن حمورو ، على صفحته في "فيسبوك" قائلاً: "لا حول ولا قوة الا بالله قناة تلفزيونية تنقل سهرة ليلة الثلاثاء (في إشارة إلى حفلة بلاسيبو) لمجموعة غنائية أعضاؤها شواذ جنسياً". وتنص المادة 489 من قانون العقوبات المغربي على أن "كل مجامعة على خلاف الطبيعة يعاقب عليها بالحبس من ستة أشهر إلى ثلاث سنوات"، وهذه المادة تُستخدم لتجريم "المثلية الجنسية" في البلاد. من جهته، قال قائد فرقة "بلاسيبو"، بريان مولكو، في ندوة صحفية عقدها أمس الأول الإثنين، على هامش مشاركته في فعاليات الدورة ال14 لمهرجان "موازين-إيقاعات العالم"، إنه على قناعة تامة، بأن "الروك سيستعيد انتشاره الجماهيري، رغم انخفاض وتيرة الإنتاج الموسيقي في هذا اللون الغنائي بالمقارنة مع ألوان أخرى كالموسيقى الإلكترونية وموسيقى البوب العالمية". وتستضيف منصة "النهضة" حفلات الموسيقى الشرقية، فيما "السويسي" تستضيف الحفلات الغربية، في حين تشكل عروض الشوارع أحد الفقرات المهمة التي تنشط في أهم شوارع العاصمة الرباط. يشار إلى أن فعاليات الدورة الحالية للمهرجان الذي تنظمه جمعية "مغرب الثقافات" (جمعية غير ربحية) انطلقت يوم 29 ماي/أيار الماضي وتستمر حتى ال6 من الشهر الجاري، بحضور مغنيين غربيين، وعرب كبار. و تتوزع الحفلات الموسيقية على منصات مختلفة في العاصمة الرباط، ومدينة سلا المجاورة.