توقيت القبض على غزلان والبر يزيد صراع الإرشاد والدولة غموضًا بعد أيام قليلة من الخلاف الذي طرأ على الساحة بين قيادات مكتب الإرشاد التي كانت تدير الجماعة قبل 30 يونيو، وبين المكتب الجديد الذي جرى انتخابه في فبراير من العام الماضى، اعتقلت قوات الأمن غالبية قيادات طرف الصراع الأول، في محاولة وصفها مراقبون أن قوات الأمن تسعى لترجيح كفة على أخرى. وتتبنى كفة مكتب الإرشاد السابق، وعلى رأسها محمود عزت نائب المرشد السابق، ومحمود حسين، عضو مكتب الإرشاد، والقيادات المعتقلة مؤخرًا: محمود غزلان عبد الرحمن البر ومحمد طه وهدان، التمسك بالسلمية، في حين أن القيادة الجديدة ترى أن المنهج الثوري هو الأفضل لإدارة الأزمة الراهنة. قيادي إخواني فضَّل عدم ذكر اسمه فسَّر اعتقال غزلان والبر ووهدان بمحاولة من جانب الأجهزة الأمنية لإثارة الشباب وحثهم على تبنى إستراتيجية هجومية كى تملك المبرر الكافى لاستمرار القمع لكل مشارك في الحراك الحالى سواء من الإخوان أم لا. وأضاف القيادي ل"المصريون" أن هذا لا يعني مطلقًا أن ظروف اعتقال البر وغزلان مرتبطة بهذا التوجه لدى الأجهزة الأمنية، والأمر لا يعنى سوى توافر كامل المعلومات عن أماكن تواجد القيادتين في هذا التوقيت. وأشار القيادي إلى أن البعض يرجح أن يكون كشف مكانهما من نتائج اعتقال طه وهدان، حيث تعرض للتعذيب الشديد للإدلاء بمعلومات حول أماكن اختفاء بقية القيادات. وأوضح القيادي أن خيار الإدارة الحالية المنتخبة للإخوان هو المقاومة والقصاص، موضحًا أن القصاص هنا هذا ليس عنفًا، بينما الأجهزة الأمنية تسعى جاهدة لإثارة عموم الشباب الثوري وعلى رأسهم شباب الإخوان والقوى الإسلامية الأخرى. وتابع أن هدف الإثارة تصعيد أكبر من جانب الشباب حتى يتبنوا به خيار العنف والفارق واضح جدًا فالعنف سينتج من ضرب عشوائي لأهداف على أساس الهوية أو الانتماء للنظام دونما تيقن من ارتكابها لجرائم في حق الثوار أم لا. من جانبه أكد أحمد رامي، القيادي الإخواني، أنه من الناحية العملية القبض على البر وغزلان لا يترتب عليه ارتباك فى العمل حيث إن أيًا منهما لا يمارس أي دور منذ فض رابعة. وأشار رامي إلى أن الأثر المعنوي لاعتقالهما هو الباقي، الذى سيتجاوزه الإخوان كما تجاوزوا ما هو أقسي من ذلك بكثير. واعتقلت قوات الأمن القياديين بجماعة الإخوان المسلمين محمود غزلان، عضو مكتب الإرشاد، وعبد الرحمن البر مفتي الجماعة وعضو مكتب الإرشاد بمحافظة الجيزة، بعد أيام من اعتقال محمد طه وهدان، عضو مكتب الإرشاد السابق، وأحد أذرع جناح محمود عزت. ويأتي اعتقال الثنائي الإخواني ذلك بعد ساعات من إعلان الأجهزة الأمنية، أنها رصدت مخططات لجماعة الإخوان، تستهدف جمع معلومات استخباراتية، وتنفيذ عمليات عدائية ضد أجهزة الدولة. وتسبب آخر مقالات البر، في خلاف مع شباب الإخوان حول الاستمساك بالسلمية، إذ قال: "أيها الثوار الأحرار، إنَّ ثباتَكم وصُمودَكم واستمساكَكم بالحقِّ، واستمرارَكم فى ثورتِكم السلميةِ، وإبداعَكم فى حراكِكم الرائعِ؛ لهو فى ذاته نصرٌ مبينٌ، وإرهاصٌ وبشيرٌ بالنصرِ العظيمِ للخيرِ على الشرِّ، وللحقِّ على الباطلِ، وللحضارة على الهمجية". وحكم على البر بالإعدام في قضية قطع طريق قليوب ضمن آخرين. وغزلان هو الأمين العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين خلفًا لإبراهيم شرف وظل في موقعه حتى اعتقاله في نهاية 2001 وإحالته للمحاكمة العسكرية. وشغل منصب المتحدث الرسمي للجماعة، وتم إلغاء منصبه كمتحدث للجماعة بعد تصريحات أثارت الجدل، واختير بعده كل من أحمد عارف وياسر محرز كمتحدثين باسم التنظيم". وتشهد الجماعة صراعًا بين فريقين يدعي كل منهما حقه في إدارة الجماعة، يضم الفريق الأول أعضاء مكتب الإرشاد الذي كان يدير الجماعة قبل 30 يونيو، ويتزعمه محمود عزت النائب الأول السابق لمرشد الإخوان ومحمود حسين الأمين العام السابق للجماعة (المقيم في تركيا)، ومحمود غزلان المتحدث السابق باسم الجماعة، وعبد الرحمن البر الملقب بمفتي الجماعة، ومحمد طه وهدان مسئول لجنة التربية في الجماعة. ويأتي على رأس الفريق الثاني أعضاء مكتب الإرشاد الذي تم انتخابه في فبراير 2014، ويتزعمه محمد كمال مسئول الإخوان في جنوب الصعيد (الذي يتردد أنه القائم بأعمال مرشد الجماعة)، ومحمد سعد عليوة مسئول الإخوان بالجيزة، وحسين إبراهيم الأمين العام لحزب الحرية والعدالة، وعلي بطيخ عضو مجلس شورى الجماعة.