حملت الحكومة الليبية المؤقتة قوات "فجر ليبيا" المناهضة لها في الغرب الليبي مسؤولية تطورات الأوضاع الأخيرة في مدينة سرت (وسط البلاد) والتي أعلن تنظيم الدولة "داعش" سيطرته علي أجزاء منها أمس بعد انسحاب قوات الأخيرة. وأعلنت الكتيبة 166 التابعة لقوات فجر ليبيا انسحاب قواتها يوم أمس من قاعدة "القرضابية" الجوية ومشروع "النهر الصناعي"، ما أدى إلى سيطرة تنظيم الدولة "داعش" على الموقعين فيما برر القائد الميداني بالكتيبة 166 سليمان التارقي في تصريحات صحفية له أمس الانسحاب بأنه "كان لترتيب الصفوف وجزء من خطة معدة لمواجهة المجموعات المسلحة التابعة للتنظيم". وتعليقا علي ذلك قالت الحكومة الليبية المنعقدة شرقي البلاد في بيان تلقت الأناضول نسخه منه إن "الحكومة الليبية المؤقتة تحمل ميليشيات فجر ليبيا ما آلت إليه الأوضاع في مدينة سرت وما يترتب على ذلك من سفك للدماء وتدمير لمقدرات الوطن وانتشار وتمدد الجماعات الإرهابية إلى كافة المدن ". وخلال البيان الصادر، اليوم السبت، أكدت حكومة الثني أنها "تتابع بقلق شديد تطور الأوضاع في مدينة سرت وسيطرة تنظيم داعش على المرافق الحيوية في المدينة ومنها مطار سرت الدولي".
أضاف الحكومة الليبية المؤقتة أن "كافة الشواهد تدل على أن تنظيم داعش ما هو إلا الوجه الآخر لميليشيات فجر ليبيا وهم يتبادلون الأدوار فيما بينهم في التنكيل بأبناء الشعب الليبي وتدمير ممتلكاتهم "، علي حد قول البيان. ويقاتل قوات فجر ليبيا منذ أشهر في مدينة سرت الليبية مسلحي تنظيم الدولة "داعش" الذي سيطر في وقت سابق علي عدة مواقع في المدينة و مقار حكومية طالبا مبايعة أميرة أبوبكر البغدادي من خلال خطب دينية يلقيها مشايخ تابعين له عبر إذاعة سرت المحلية التي استولي عليها في وقت سابق . وبحسب بيان الحكومة المنبثقة عن البرلمان المنعقد في مدينة طبرق (شرق) فإن "مطار سرت الدولي له أهمية كبيرة وموقع استراتيجي وهذا الأمر يعد مؤشرًا خطيرًا يوضح سعي هذا التنظيم للاستيلاء على المؤسسات والمنشآت النفطية القريبة من المطار واستخدامه قاعدة للإمداد العسكري ". كما حذرت حكومة الثني من "استخدام ميناء المدينة لإدخال الإرهابيين إلى ليبيا واستخدامه أيضًا نقطة انطلاق للهجرة غير الشرعية التي تشكل خطرًا على ليبيا ودول حوض المتوسط ". وتابع بيان الحكومة "مليشيات فجر ليبيا اليوم تقدم على خطوة خطيرة أخرى بتسليمهم للمؤسسات الحيوية كقاعدة القرضابية وميناء المدينة لهم جهارًا نهارًا " متعهدة في ذات الوقت "ببذل كافة المساعي لاستعادة سرت من قبضة الإرهاب واستعادة كافة منشآتها الحيوية ".
و أشارت الحكومة إلي أن "تنظيم داعش بدأ فعليًا بتنفيذ مخططه القاضي بالاستيلاء على المنشآت النفطية للحصول على تمويل لعملياته الإرهابية" مطالبة في الوقت ذاته المجتمع الدولي "برفع حظر التسليح عن الجيش الليبي قبل فوات الأوان " بحسب البيان . كما دعت الحكومة الليبية المؤقتة مجلس الأمن الدولي "لتحمل مسؤولياته الأخلاقية والسياسية تجاه ليبيا والليبيين" موضحة أن " داعش لا يشكل خطرًا على ليبيا فقط بل يشكل خطرًا على حوض المتوسط وأوروبا ودول الجوار
