أصدر "ائتلاف أقباط مصر"، تقريرًا يرصد به تقييم لدور وأداء الرئيس عبد الفتاح السيسى على مدار عام من توليه الحكم لمصر بالتحديد فى مبدأ المواطنة الكاملة المنصوص عليه بالمادة الأولى من الدستور المصرى ومدى تفعيله واقعياً، بالإضافة لتوصيات طرحها الائتلاف فى البيان طامحاً فى أخذها فى الاعتبار. وجاء فى مقدمه التقرير، أن ائتلاف أقباط مصر يعلم أعضاؤه المسلمين والمسيحيين وفروعه الستة عشر علم اليقين مدى ضخامة التحديات التى قابلها السيسى فى بداية حكمه لمصر، وبالأخص الجانب الأمنى فى محاربة الإرهاب والجانب الاقتصادى فى رفع معدل النمو الاقتصادى بالإضافة لجوانب عديدة وتحديات صعبة قام بأنجاز بعضها وفى طريقه لاستكمال البقية. وقد اختص الائتلاف من تلك الجوانب مبدأ المواطنة الكاملة ومدى تحققها بعد عام من تولى السيسى لرئاسة الجمهورية، حيث رصد الائتلاف التزام السيسى بتوحيد الشعب المصرى بمسلميه ومسيحيه فى النهوض بالوطن من خلال أسلوبه الخطابى وأعماله الميدانية وتمسكه الدائم بتواجد ممثلين عن المؤسسات الدينية سواء الإسلامية أو المسيحية فى كافة المحافل الوطنية وجعل قادة تلك المؤسسات فى مقدمة الصفوف للتعبير عن مدى احترامه وتقديره لهم. كما ركز التقرير على سعى الرئيس فى الارتقاء بالمواطنة من خلال امتثال المواطن له، حيث قام فى مطلع يناير للعام الحالى وفى عشية عيد الميلاد المجيد بزيارة هى الأولى لرئيس جمهورية للكاتدرائية لتهنئة الأقباط بالعيد وخاطبهم بالمحبة والود والسلام وكان مردود الزيارة مرحبا به بشكل مبهر لدى جميع المصريين. وكان لموقف السيسى فى حادثة استشهاد عشرين قبطيًا على يد داعش بليبيا فى نهاية فبراير الماضى وحفظ حق الرد السريع بضرب معاقل داعش بدرنة قبل الذهاب إلى الكاتدرائية وتقديم واجب العزاء للبابا تواضروس الثانى وكان لهذا الموقف الأثر الكبير فى نفوس عموم المصريين والأقباط بشكل خاص حيث شعر الشعب باسترداد كرامته دون النظر عن عقيدة ضحايا الإرهاب. وجاءت تصريحات السيسى مؤخرًا مع الإعلام الأوروبى مرضية تماماً، حينما ذكر أن هناك أعدادًا لمشروع قانون موحد لدور العبادة فى مصر حيث يمثل هذا المشروع تعظيمًا لمبدأ المواطنة وقطع سببا رئيسيا وأساسيا من أسباب الفتن الطائفية التى تحدث على خلفية بناء كنيسة أو ترميمها. على جانب آخر قدم الائتلاف توصيات بعدة نقاط أثرت بالسلب فى نزول مؤشر المواطنة حيث رصدت تباطؤ وتراخى أمنى فى حالات اعتداء على الأقباط وبالأخص فى الصعيد وتصاعدت أغلبها فى المنيا بداية من أحداث جبل الطير مروراً بأحداث قرية الجلاء وقرية العور ثم قرية الناصرية والمحزن فى الأمر تكرار أحداث العنف الطائفى فى تلك المناطق أكثر من مرة دون ردع. كما أثر فى انتقاص المواطنة استمرار الجلسات العرفية فى الكثير من الحالات السابقة مما يسقط هيبة الدولة فى الأعمال بالقانون والدستور، بالإضافة لجريمة التهجير القسرى والتى حدثت بالمطرية، ومؤخرًا ببنى سويف وشدد الائتلاف على جانب التمثيل العادل فى المساواة فى الوظائف والتعيينات حيث وجد ضعفا شديدا فى عدد وزراء الأقباط بحكومة محلب الأخيرة وانعدام وجودهم فى حركة المحافظين الأخيرة وطرحت التوصيات المقدمة فى التقرير على تفادى تلك الأسباب والدواعى لانخفاض مؤشر المواطنة الكاملة فى تقييم أداء الرئيس السيسى. واختتم الائتلاف تقريره بتأكيد كامل دعمه ومساندته للرئيس الوطنى عبد الفتاح السيسى بعد عام من توليه الرئاسة وضم هذا العام نجاحات عديدة وإخفاقات قليلة ولأننا شركاء فى هذا الوطن فنحن نؤيد النجاح ونسعى لتغيير الإخفاق من أجل وطن أفضل لكل المصريين.