سخر الكاتب الصحفي وائل قنديل من مراسم التأمين والترويج لزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي لالمانيا من قبل مؤيديه في الداخل والخارج. ورأي قنديل في مقال نشر له اليوم السبت تحت عنوان "سيس غنخ امون في المانيا" ان النظام يحاول ان يصطاد شهادات اعتراف به كونه يتشكك في شرعية وجوده في الحكم ، ومن ثم لم يعد يعبأ بوضع مساحيق على وجهه الاستبدادي البشع، متصوراً أن "محاربة الإرهاب" تضمن الاستمرارية"، حسب قوله. ووصف قنديل الاجواء المصاحبة لزيارة السيسي برلين بانها تزداد سخونة وهزلية، قائلا:" كلما اقتربت لحظة هبوط طائرة "تحيا مصر" في الأراضي الألمانية، إذ يواصل ما يسمى وفد "الدبلوماسية الشعبية" فقراته المسلية في المدن الألمانية، مواصلاً عروضه السياسية والإعلامية التي لا تختلف، شكلاً ومضموناً، عن الخطاب السياسي للزعيم، خليط فريد من الأوهام والأكاذيب الركيكة، تُقدَّم بأداءٍ تمثيلي يبعث على الملل، ولا تكفي لإقناع طفل"، حسب قوله. واشار قنديل الى ان الاعلام المصاحب للسيسي والمروج له هو نفسي اعلام علاء وجمال مبارك قائلا:" روابط المشجعين ذاتها لم تتغير". وقال قنديل:" الحاصل أن شعب السيسي يتعامل معه مثل شخصية "المبروك" في التراث الشعبي، لا يهم ما إذا كان يقول كلاماً معقولاً أم لا، لا يتوقف أحد عند مؤهلاته في الحكم والإدارة، بل يتحوّل إلى "تابو"، أو "تميمة مقدسة"، الاقتراب منها أو المساس بها، يستنزل اللعنات على من يجرؤ على النقد أو المناقشة". وتابع قائلا:" في ألمانيا، كما في أميركا، يعرض عبد الفتاح السيسي بضاعته الوحيدة، خدمات أمنية، للبيع أو للإيجار، في سوق "الحرب على الإرهاب"، مع اختلاف جوهري، يتعلّق بالعوائد، فبعد أن كان المطلوب طائرات أباتشي ومعونات مالية، انخفضت المطاليب إلى إمكانية الرضا بصورة تذكارية مع مستشارة ألمانيا، أو حوار في محطة تلفزيونية أو صحيفة، مسبوقاً بلقب "الرئيس". فالحاصل أن النظام لم يعد يشغله سوى اصطياد شهادات اعتراف به، مدفوعاً بذلك الإحساس بالخواء والعدم، الذي يجعله يتشكك، طوال الوقت، في شرعية وجوده في الحكم، ومن ثم لم يعد يعبأ بوضع مساحيق على وجهه الاستبدادي البشع، متصوراً أن "محاربة الإرهاب" تضمن الاستمرارية". واختتم قنديل مقاله قائلا:" لقد اجتمع السيسي برؤساء أحزابه، قبل أن يشد الرحال إلى ألمانيا، وتخيّل السُذَّج، أمثالي، أنه سيقدِم على خطوة تبدو تمسّحاً في الديمقراطية، بالدعوة إلى انتخابات نيابية، غير أنه بقي مخلصاً لمحدودية قدراته حاكماً، وضيق أفقه السياسي، وخرج الجميع من اللقاء، يضربون كفاً بكف، ولا يجرؤ أحدهم على الاعتراف بأنه "مغفّل كبير".