سلط الكاتب فهي هويدي الضوء على التصعيد في لغة الخطاب الاعلامي خلال الايام الماضية ، مشيرا الى اربعة من مقدمي البرامج وصفوا الناقدين للاوضاع الراهنة بانهم خونة وعملاء يدعون لاسقاط الدولة ويعادون الجيش والشرطة. وفي مقال تحت عنوان "التصعيد ليس حلا" قال هويدي عن حديث الاعلاميين عبر شاشات التلفزيون الاسبوع الماضي:" ترددت في أحاديثهم ومواعظهم عبارات صريحة ذكرت أن هؤلاء الذين ينتقدون ليس لهم مكان في مصر.. وإذا لم يعجبهم الحال فعليهم أن يغادروا، وقد استخدم أحدهم وصفا أكثر صراحة، حيث دعاهم لأن «يغوروا» بعيدا عنها، وهي كلمة مقابلة لمصطلح «في ستين داهية»!". واضاف:" هذه اللغة جديدة في الخطاب الإعلامي. لأننا لم نسمع خلال العام الأخير وصفا للناقدين والمعارضين بأنهم «خونة»، ولم يسبق أن دعوا إلى مغادرة البلاد وأن «يغوروا» بعيدا عنا". واشار هويدي الى ان هذه اللغة التحذيرية التي تلوح بالعين الحمراء كان لها صداها في بعض الكتابات التي نشرتها عدة صحف. مع فرق أساسي هو أن بعض الصحف احتملت آراء أخرى مقابلة في حين قنوات التليفزيون مغلقة تماما أمام الرأي الآخر. واكد هويدي ان "التنسيق بين المؤسسة الأمنية وإدارات التوجيه المعنوي وبين أغلب مقدمي البرامج التليفزيونية لم يعد سرا، وقد كشفته وأثبتته بعض التسريبات التي رآها الجميع. منها أيضا أن الكلام خطير ويتجاوز السقف الذي يتحرك في حدوده الإعلامي العادي، وحين يتردد الكلام ذاته على أكثر من قناة في توقيت متقارب فإن احتمال المصادفة في ذلك التتابع يصبح مستبعدا". منها كذلك أن تلك الحملة أطلقت بعد أيام قليلة من نشر خلاصة تقرير جهاز الأمن الوطني الذي سبقت الإشارة إليه. منها أيضا أن تحذير الناقدين وتخويفهم جاء بعد تعالي تلك النبرة في بعض الكتابات، إضافة إلى تململ كثيرين من ثقل الأعباء المعيشية في ظل تنامي مؤشرات الغلاء واستمرار الركود الاقتصادي. واختتم هويدي مقاله قائلا :" رغم الجهد الذي يبذله الإعلام التعبوي في إشاعة التفاؤل فإن مختلف الأدلة والقرائن تشير إلى أن الأمل في الانفراج السياسي والاقتصادي لا يزال بعيد المنال".