* كم من نجم يتصدر المشهد ويشار إليه بالبنان وينحنى له الناس احتراماً، وهو فى الحقيقة مجرم.. يقترف ما يرتكبه آحاد الناس ويحاكمون عليه ويقبعون فى أقبية السجون، بينما هو حر طليق.. عن مهارة إفلات علية القوم من العقوبة أتحدث.. ربما تبدو الصورة أكثر وضوحاً من خلال هذه الحدوتة التى يقال إن وقائعها دارت بالعراق.. فى غرزة على ضفاف الفرات.. رجل أنيق هادئ يجلس بمفرده كل ليلة يضرب الحجرين فى صمت ثم ينصرف بهدوء.. ذات ليلة داهمت الغرزة كبسة مباحث قبضت على خمسة حشاشين ثم أحيلوا للمحاكمة بتهمة التعاطى. فى المحكمة حكم القاضى بالحبس ثلاث سنوات لكل متهم.. من بين المحكوم عليهم رجل كان يتطلع فى وجه القاضى بتركيز شديد، إلى أن تأكد أنه هو نفسه ذلك الرجل الأنيق الصامت زبون الغرزة الدائم.. وفى ليلة الكبسة تمكن من الانسلاخ بهدوء وثبات فلم يقبض عليه.. طلب المحكوم عليه أن يتحدث فأذِن له القاضى.. قال الرجل: يا حضرة القاضى.. من يتعاطى حجرين حشيش يعاقب بثلاث سنوات حبس؟ّ!.. قال القاضى وهو يتحاشى النظر للرجل متظاهراً بترتيب الأوراق: أيوة.. فكرر الرجل السؤال بطريقة تلفت انتباه القاضى وتذكره بأنه من رواد الغرزة قائلاً: يا باشا..يا باااااشا..اللى يحشش فى الغرزة ياخد تلات سنين؟!!.. فتطلع إليه القاضى من تحت النظارة وقال: آه.. اللى يحشش.."ويتمسك".