الفارق بينهم وبيننا انهم يبدعون في صناعة البشر ونحن نبدع في تفكيكهم وهدمهم..في اليابان يسمون عامل النظافة ( مهندس الصحة ) ويتراوح راتبه ما بين 5000 دولار الى 8000 دولار شهرياً، ومهندس الصحة في اليابان يمتلك سيارة خاصة ويحصل على رعاية صحية كاملة وتامين طبي شامل وفي بيته كل الضروريات والكماليات.. نحن نسميه ( الزبال) ويكفيه أن يحصل على قوت يومه!! في اليابان يرتفعون بمعنوياته ويرسخون في عقله وفكره انه عنصر فعال في المجتمع وانه لا يقل عن الطبيب او المهندس او المدرس..الخ. كل انسان في اليابان وفي مصر وفي كل الدنيا يعلق لافتة على صدره مكتوب عليها " ارجوكم...أشعروني بأهميتي"! يستيقظ مهندس الصحة كل يوم وهو يشعر باهميته فينتج ويبدع وينظف بنفس راضية وقلب مطمئن ورغبة جامحة في تقديم أفضل ما لديه. اذا لم يستيقظ " مهندس الصحة " الياباني يوما ما وهذا لن يحدث الا اذا اصطحبه عزرائيل في رحلة اللاعودة ستتوقف الحياة في اليابان فالياباني يقدس النظافة ولا يمكن ان يعمل في غيابها، والياباني يحرص على صحته ومهندس الصحة بالتأكيد هو حامي حمى صحته. سيهرولون اليه ليعرفون سبب عدم ذهابه للعمل، اذا كان لديه مشكلة سيحلونها على الفور فالحياة ليست حياة بدون مهندس النظافة. وعندما يحضر مهندس الصحة الكل يجب ان يساعده في مهمته، الكل في خدمة مهندس الصحة، أشعروه بانه عظيم ووفروا له ما يمكنه من التعبير عن عظمته. عندنا الزبال يستيقظ وهو يشعر بدونيته، يذهب لعمله متأففاً وكيف يذهب لعمل لا يقدره وبشر يصنفونه باعتباره زبال ولا أكثر من ذلك؟!. عندما يغيب الزبال يلعنونه ويلعنون تمرده ..ليس من حق الزبال ان يتمرد، عليه فقط ان يعمل فهو زبال. واذا غاب الزبال استمرت الحياة فهل تتوقف الحياة اذا غاب الزبال؟! لا نتوقع من الزبال ان يقدم افضل ما لديه ولن نستطيع اجباره على ذلك فبقدر ما يأخذ سيعطي. اذا ذهب زبالنا المصري الى اليابان سيتحول الى مهندس صحة واذا جاء الينا مهندس الصحة الياباني سيتحول بكل تأكيد الى زبال..في النجاح أو الفشل ابحث عن الادارة.