صرحت الدكتورة فاطمة العوا، مسئولة مبادرة التحرر من التبغ بمنظمة الصحة العالمية بأن اليوم العالمي للامتناع عن التدخين هذا العام، يركز على القضاء على الاتجار غير المشروع في التبغ كجانب من جوانب مكافحة التدخين بصفة عامة. وقالت العوا – خلال مؤتمر صحفي عقد اليوم الخميس بمركز إعلام الأممالمتحدة بالقاهرة – إن الاتجار غير المشروع والتهريب يؤدي إلى سهولة الوصول للتبغ وبسعر أقل وتقويض جهود الحد من التدخين وذلك لأن منتجات أرخص تشجع على استهلاك أكبر. وأضافت العوا، أن الاتجار غير المشروع والتهريب يقلل من عائدات الضرائب بالنسبة للحكومات وزيادة تكاليف محاربة الجريمة المنظمة وزيادة التكاليف على دافعي الضرائب فضلا عن زيادة الأعباء على الأسر وتفويت الفرص على أفراد الأسر للإقلاع عن التدخين نتيجة انخفاض سعر التبغ. وأوضحت أن الاتجار غير المشروع في التبغ ومنتجاته يتراوح قيمته ما بين 1 إلى 50% من إجمالي سوق التبغ في دول إقليم شرق المتوسط وتصل إلى 20% في دولة مثل الإمارات مضيفة أن إجمالي العائدات المفقودة تبلغ أكثر من 40 مليار دولار سنويا وأن منطقة شرق المتوسط تسجل معدلات عالية لتعاطي التبغ تصل إلى 36% بين المراهقين و32% بين البالغين. وشددت مسؤولة مبادرة التحرر من التبغ بمنظمة الصحة العالمية على أن الكميات المهربة التي تم ضبطها من التبغ الممضوغ ارتفعت من 69 طنا عام 2012 إلى 75 طنا عام 2014, فيما يصل حجم الإيرادات التي يمكن أن تجنيها الحكومات من القضاء على الاتجار غير المشروع بمنتجات التبغ إلى 3ر31 مليار دولار سنويا على الأقل فضلا عن إمكانية إنقاذ أرواح أكثر من 164 ألف فرد من الوفاة المبكرة أغلبهم من سكان الدول المتوسطة والمنخفضة الدخل. وأكدت العوا، أن هناك أكثر من 20% من سكان مصر مدخنين, مشيرة إلى أن النسبة تصل إلى أكثر من 50% في بعض الفئات العمرية بين الرجال.. وحذرت من أن شركات السجائر نفسها هي التي تقوم بتهريب السجائر والتبغ للتهرب من دفع الضرائب وأيضا لزيادة سوق التدخين بصفة عامة, موضحة أنه في دول مثل جنوب إفريقيا وكندا على سبيل المثال كلما انخفض سعر التبغ, ارتفع استهلاك السجائر والتبغ, ولذا تعود الحكومات إلى رفع الأسعار. وأشارت فاطمة العوا إلى أن السيطرة على التهريب وعلى السوق السوداء للتبغ, من شأنه أن يعزز إجراءات الحكومات لمكافحة التبغ، لافتة إلى أن مصر تفرض حاليا ضرائب تصل إلى 70% من إجمالي سعر السجائر والتبغ، مشددة على أن القضاء على الاتجار غير المشروع بمنتجات التبغ سيؤدي إلي رفع أسعار منتجات التبغ وتراجع معدلات الاستهلاك والحد من حالات الوفاة المبكرة, وزيادة الإيرادات الحكومية.. وأضافت “لهذا تتمثل نقطة الانطلاق الحقيقية في التصديق على بروتوكول القضاء على الاتجار غير المشروع بمنتجات التبغ”، لافتة إلى أن مصر ودول إقليم شرق المتوسط لم تصدق حتى الآن على بروتوكول القضاء على الاتجار غير المشروع بمنتجات التبغ. وحذرت العوا أيضا من أن تدخين الشيشة لمدة ساعة يوازي تدخين ما بين 100 إلى 200 سيجارة، مشيرة إلى أن التبغ الممضوغ يعد ثالث أكثر أنواع التبغ انتشارا في مصر بعد السجائر والشيشة. وينجم عن تهريب منتجات السجائر وتبغ الشيشة (النارجيلة) والتبغ الممضوغ عبر الحدود, انخفاض أسعار منتجات التبغ واتساع نطاق انتشارها،وزيادة معدلات استخدامها وتعاطيها, ومن ثم إلى عواقب صحية وخسائر اقتصادية فادحة بسبب إهدار المال على تعاطي التبغ وإنفاق الأموال على علاج الأضرار الصحية الناجمة عنه.