مرصد التكفير التابع لدار الإفتاء: الدعوة إلى مواجهة رجال الأمن وتهريب المساجين تسعى لإشعال الفوضى وتخريب البلاد
وصفت دار "الإفتاء المصرية"، البيان الذي أصدره أكثر من 150 هيئة وشخصية إسلامية أمس باسم "علماء الأمة" ويدعو فيه إلى مقاومة النظام الحالي وكسره ب "التحريضي، الذي أصدره مجموعة من الدعاة الموالين لجماعة الإخوان الإرهابية". واتهم "مرصد التكفير والآراء المتطرفة" التابع لدار الإفتاء، الموقعين على البيان من وغيرها ب "التحريض ضد مصر ومؤسساتها الأمنية والقضائية"، فيما وصفه بأنه "محاولة يائسة لزعزعة استقرار البلاد وأمنها"، قائلاً (إن الله لا يهدي كيد الخائنين)، و(إن الله لا يصلح عمل المفسدين). وكان علماء من السعودية ومصر وتركيا وسوريا واليمن وفلسطين والهند وباكستان وماليزيا أفتوا في البيان الذي جاء تحت عنوان "نداء الكنانة"، بأن الرئيس الأسبق محمد مرسي هو "الرئيس الشرعي للبلاد، وأن الإجراءات اللاحقة التي اتُّخذت معه، والأحكام التي صدرت بحقه وحق الرافضين للانقلاب باطلة شرعًا، ومنعدمة قانونًا، ويجب على الأمة شرعًا السعي في فكاك حاكمها المنتخب وتحريره من أسره". وشدد الموقعون على البيان على وجوب التصدي للسلطة الحالية في مصر، والعمل على كسرها والإجهاز عليها، وضرورة القصاص ممن ثبوت تورطهم من "الحكام والقضاة والضباط والجنود والمفتين والإعلاميين والسياسيين، وكل من يَثْبُتُ يقينًا اشتراكُهم، ولو بالتحريض على انتهاك الأعراض وسفك الدماء البريئة وإزهاق الأرواح بغير حق". واعتبر "مرصد التكفير" في بيان له أن "تلك الدعوات الهدامة التي جاءت في البيان التحريضي بالتخلص من النظام المصري وقوات الجيش والشرطة ورجال القضاء والإعلام، هو إفساد في الأرض حذرنا الله سبحانه وتعالى منه فقال {وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأرض بَعْدَ إِصْلاَحِهَا ذلكم خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ}، وجعل عقوبة المفسدين شديدة ومغلظة في الدنيا والآخرة فقال سبحانه {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ}. وقال المرصد إنه يستنكر "تحريض من أطلقوا على أنفسهم علماء الأمة على النظام المصري والدعوة إلى كسره والإجهاز عليه، والادعاء زورًا بأن هذا يحقق المقاصد العليا للشريعة، وهو أبعد ما يكون عنها، معتبرًا فعلهم التحريضي إفساد في الأرض وليس من باب الإصلاح، فكيف يتأتى الإصلاح من خلال دعوة تحرض على مؤسسات الدولة ورجال الدين والقضاء والشرطة، وتنشر العنف والفوضى في البلاد". وأضاف أن "الدعوة إلى تهريب المساجين التي تضمنها البيان تسعى لإشعال الفوضى وإشاعة الجرائم وتخريب البلاد، من أجل إخراج أتباعهم المعتقلين في قضايا الإرهاب، سواء المحكوم عليهم أو الذين لا يزالون قيد المحاكمة". وحذر "مرصد التكفير" ب "دار الإفتاء المصرية" من "الانسياق واتباع تلك الدعوات الغادرة والهدامة التي تحض على قتل الأبرياء والاعتداء على رجال الجيش والشرطة والقضاء والإعلام وأيٍّ من أبناء مصر"، وقال إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حذر من التحريض على القتل فقال من أعان على قتل مسلم ولو بشق كلمة جاء يوم القيامة مكتوبًا على جبينه آيس من رحمة الله. في المقابل، قال بيان "علماء الأمة"، إن "هذه المنظومة (التي تحكم مصر حاليًا) قتلت الآلاف بغير حق، واعتقلت عشرات الآلاف بلا مسوِّغ، وحكمت بالإعدام والسجن على الآلاف من خيرة رجال مصر ونسائها في قضايا ملفقة، وطاردت الآلاف داخل مصر وخارجها، وشردت آلاف الأسر، وظاهرت أعداء الأمة عليها، وفصلت تعسفيًّا مئات القضاة وأساتذة الجامعات والمدرسين والأئمة والخطباء وغيرهم؛ فارتكبت -بذلك وغيره - المنكرات كلها، وانتهكت الحرمات جميعها". وتابع البيان: "يجب شرعًا على الأمة: حكامًا وشعوبًا، مقاومة هذه المنظومة، والعمل على كسرها والإجهاز عليها بالوسائل المشروعة كافة؛ حفاظًا على ثوابت الأمة، وحرصًا على المقاصد العليا للإسلام. وقال إن "كل من تم اعتقاله من قِبَل هذه المنظومة الإجرامية بسبب رفضه للانقلاب ومطالبته باحترام إرادة الأمة وحريتها، وبخاصة النساء، يجب على الأمة السعي في بذل كلِّ غالٍ وثمين، في سبيل تحريرهم، وفكاك حبسهم، بالوسائل المشروعة في دين الله". واعتبر أن معاونة ما وصفها ب "المنظومة الإجرامية ومساعدتها على الاستمرار بأية صورة من الصور هو من المحرمات شرعًا، والمجرمات قانونًا، ومشاركة صريحة في الجرائم التي ترتكبها، ومرتكب للنهي في قول الله تعالى: "وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ". "سورة هود: 13".