ذكرت صحيفة "الديلي تليجراف" البريطانية أن الهزيمة, التي تلقتها قوات النظام السوري بمدينة جسر الشغور بمحافظة إدلب في شمال غرب سوريا, هي مؤشر قوي على انهيار عسكري أوسع لنظام بشار الأسد. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 25 مايو أن هذه الهزيمة تفتح أيضا الطريق أمام المعارضة السورية لمهاجمة محافظتي حمص وحماة في وسط سوريا من الغرب بعد هجوم تنظيم الدولة "داعش" من الشرق. وتابعت الصحيفة أن دفاعات النظام السوري تتهاوى سريعا أمام هجمات مقاتلي المعارضة على عدة جبهات, وهو ما يرجح اقتراب سقوط نظام الأسد. وكانت مجلة "الإيكونومست" البريطانية ذكرت أيضا في وقت سابق أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد, وداعميه, ممثلين بإيران وحزب الله وروسيا, لم تعد لهم اليد العليا, في ظل النجاحات, التي يحققها الثوار السوريون على الأرض. وأضافت المجلة في تقرير لها في 10 مايو أن الوضع على الأرض بدا بالاختلال الآن لصالح المعارضة السورية, حيث فقد نظام الأسد الشهر الماضي مدينتي إدلب وجسر الشغور ومدينتين أخريين في شمال غرب سوريا لصالح المعارضة، كما تمكن انتحاري من الوصول إلى قلب دمشق, وتفجير نفسه, بالرغم من خضوع العاصمة لرقابة مشددة، بالإضافة إلى أن مدينة اللاذقية الساحلية ومسقط رأس عائلة الأسد أصبحت الآن في مرمى نيران الثوار. وتابعت المجلة أن نظام الأسد يعاني أيضا نقصا في الرجال، وذلك على الرغم من استخدامه لميليشيات أجنبية، وأن قوات إيرانية وأخرى تعود لحزب الله انسحبت من بعض المناطق في جنوبسوريا، وذلك من أجل تكثيف الحماية على دمشق وعلى الحدود مع لبنان، حيث تشن جبهة النصرة وجيش الفتح هجمات عنيفة. وأشارت أيضا إلى أن جنود النظام السوري يتذمرون إزاء استخدامهم وقودا للمعارك، وأن خلافات تجري في أوساط الأجهزة الأمنية التابعة للنظام. وأضافت "الإيكونومست" أن الثوار السوريين أصبحوا أكثر تنظيما، وأن عدة جماعات -منها جبهة النصرة- اندمجت في جيش واحد هو "جيش الفتح", الذي تمكن من السيطرة على إدلب، وأن الفرصة مواتية لسيطرة المعارضة على مدينة حلب. وأشارت المجلة أيضا إلى أن المعارضة السورية تتلقى الآن دعما خارجيا أكثر من أي وقت مضى، وأن نظام الاسد يواجه مشاكل اقتصادية تؤثر عليه وعلى حلفائه، وذلك في أعقاب انخفاض سعر النفط الذي ترك أثره على حليفيه, إيران وروسيا, موضحة أن كل الدلائل تشير إلى أن نظام الأسد بات أضعف من أي وقت مضى. وحقق مقاتلو فصائل المعارضة السورية -ومن بينها جبهة النصرة- تقدما خلال الأسابيع الأخيرة في محافظة درعا (جنوب) حيث سيطروا على معبر نصيب الحدودي مع الأردن، كما سيطروا على مواقع عدة أبرزها مدينة إدلب مركز المحافظة الواقعة شمال غرب البلاد ومدينة جسر الشغور الاستراتيجية. ورأى محللون في سقوط جسر الشغور ضربة كبيرة لنظام الأسد، لكون سيطرة المعارضة المسلحة عليه تفتح الطريق أمام احتمال شن هجمات في اتجاه محافظة اللاذقية، المعقل البارز لنظام السوري, ومناطق أخرى تحت سيطرته في ريف حماة (وسط). وتتزامن هذه التطورات مع قرار نظام الأسد نقل عدد من المحاكم من مدينة حمص إلى محافظة طرطوس الساحلية (جنوب اللاذقية), التي تعد من معاقل النظام، بينما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية عن رئيس مجلس الدولة محمد الحسين قوله إن القرار كان قد اتخذ عام 2013 بهدف الانتقال إلى أماكن أكثر أمنا. وكان المقدم محمد حمادو -وهو قيادي بكتائب المعارضة السورية- صرح ل"الجزيرة" مؤخرا بأن "النظام يسعى جاهدا لإخراج قواته من محيط إدلب بأقل الخسائر ليزج بها في معركة الساحل، بسبب النقص الكبير في قواته، وتخلي بعض الميليشيات الشيعية، لا سيما العراقية والإيرانية عنه"، مضيفا أن الثوار "لن يتوقفوا عند جسر الشغور".