ذكرت صحيفة "صنداي تليجراف" البريطانية أن النجاحات التي يحققها تنظيم الدولة "داعش" منذ 2013 , تعود إلى طبيعة التكتيكات والاستراتيجية, التي يتبناها في توسعه ونشر نفوذه. وأوضحت الصحيفة في تقرير لها في 24 مايو أن تنظيم الدولة يعتمد على استراتيجية ترويع الخصوم عن طريق اتباعه أسلوب الدعاية الواسعة, التي تخدم هذا الغرض. واستطردت " الرئيس الأمريكي باراك أوباما سبق أن وصف مسلحي تنظيم الدولة بأنهم مجرد مجموعة من الهواة", وتابعت "ربما يميل أوباما الآن إلى الندم على تقليله من شأن مسلحي تنظيم الدولة, الذين باتوا على وشك تشكيل دولة قابلة للحياة والاستمرار أكثر من أي وقت مضى، خاصة في أعقاب استيلائهم على مدينة تدمر الأثرية، ليصبحوا مسيطرين على نصف مساحة سوريا". وتساءلت الصحيفة "كيف تمكن تنظيم الدولة من إلحاق هذا القدر من الإهانة بالقوة العظمى في العالم؟", موضحة أن بعض الضباط البارزين في الشرطة العراقية تحدثوا عن وصول صور على هواتفهم المحمولة لزملائهم من الضباط, الذين ذبحهم مسلحو تنظيم الدولة. وكانت صحيفة "الجارديان" البريطانية ذكرت أيضا أن "الانتصارات" المتلاحقة التي يحققها تنظيم الدولة "داعش" في العرق وسوريا, تشكل "ضربة موجعة" للتحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة. وأشارت الصحيفة في تقرير لها في 22 مايو إلى سقوط مدينة تدمر السورية بأيدي تنظيم الدولة، موضحة أن هذا الحدث جاء بعد أيام من سيطرة تنظيم الدولة على مدينة الرمادي العراقية, وهو ما يفرض على الرئيس الأمريكي باراك أوباما إعادة النظر باستراتيجيته إزاء هذا التنظيم. . ونقلت الصحيفة عن وزير الدفاع الأمريكي السابق روبرت جيتس قوله إن بلاده لا تملك استراتيجية من الأصل بشأن سوريا أو العراق، وإنها تتصرف وفق تطورات الأمور في البلدين أولا بأول. وتابعت الصحيفة أن برنامج الولاياتالمتحدة لتدريب قوات المعارضة لمواجهة نظام الرئيس السوري بشار الأسد تسير ببطء ولا تتقدم بالسرعة المطلوبة، وأنه لا أحد يستمع للمطالبة بضرورة فرض حظر للطيران بسوريا لحماية المدنيين. وأوضحت "الجارديان" أن هذه الأمور تركت أثرها السلبي على مصداقية أوباما بشأن سورياوالعراق، مؤكدة أنه لا يمكن إلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة, إلا إذا تم إسقاط النظام السوري, الذي بدأ يضعف في الأسابيع الأخيرة. وكان تنظيم داعش سيطر بشكل كامل في 21 مايو على مدينة تدمر الأثرية بريف حمص الشرقي وسط سوريا، فيما انسحبت القوات النظامية السورية من كل مواقعها ومقارها فى المدينة، بما فيها سجن تدمر والمطار العسكرى (شرق) وفرع البادية للمخابرات العسكرية (غرب). وفي اليوم نفسه, أعلن التنظيم أيضا أن مقاتليه تمكنوا من السيطرة على محطة النفط الثالثة ومنطقة الصوانة الواقعة على الطريق الواصل بين مدينتي تدمر ودمشق، وكذلك على حاجز البصيري بعد انسحاب قوات النظام. وفي 22 مايو, أعلن تنظيم "داعش" أيضا سيطرته على بلدة الصوانة وحاجز البصيري في الطريق الرابط بين مدينتي تدمر ودمشق، مؤكدا مقتل أكثر من خمسين من أفراد قوات النظام السوري في عمليات ملاحقة مستمرة لهم في بادية الشام, إثر استهداف رتل كان ينسحب من تدمر باتجاه حمص. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في 21 مايو إن عناصر التنظيم "انتشروا في كل أنحاء تدمر بما فيها المنطقة الأثرية في جنوب غربها والقلعة في غربها، كما سيطروا على المجمع الحكومي ومؤسساته بالمدينة، وعلى المتحف الذي يضم عددا من مقتنيات أشهر المدن الأثرية في البلاد". وحسب بيان للمرصد, نشرته "الجزيرة", أسفرت معركة تدمر -التي استمرت ثمانية أيام- عن مقتل 462 شخصا على الأقل، هم 71 مدنيا و241 من قوات النظام وقوات الدفاع الوطني الموالية لها، و150 عنصراً من تنظيم الدولة.