فجر البيان الذي أصدره رئيس البرلمان الألماني، نوربرت لامرت، حول إلغائه لقاءا مقررا مع الرئيس عبد الفتاح السيسي في مطلع شهر يونيو المقبل في برلين، جدلا واسعا في مواقع التواصل الاجتماعي بمصر، حيث تباينت الآراء والتعليقات التي ظهرت على مواقع فيسبوك وتويتر، واتسمت تلك التعليقات بنبرة سخرية لاذعة، سواء منها التي كانت مؤيدة لموقف رئيس البرلمان الألماني أو المنتقدة له. وجاءت "لامرت خلية نائمة للإخوان" و"ميركل عضو في الإخوان" تعليقات ساخرة اشتعلت بها صفحات مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، كردود فعل متباينة إزاء رفض رئيس البرلمان الألماني نوربرت لامرت لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي في برلين. بعض التعليقات ذهبت وبأسلوب ساخر إلى التهديد بمقاطعة المنتجات الألمانية و بالأخص السيارات الألمانية الفاخرة التي يفضلها المصريون: "أنا أحب أحذر الألمان .. احنا لو قاطعنا منتجتكم هتندموا .. الشعب المصري كله يركب مرسيدس وبي ام واودي.. يعني هيتخرب بيتكم". ويعلق آخر متهكما أن هنالك "علاقة نسب بين الإخوان والألمان...يعني عندك مثلا ابن خيرت الشاطر واخذ بنت ميركل". وجاء تساءل احد المعلقين متهكما ان كانت ميركل عضو في جماعة الإخوان المسلمين، قائلا: "أصلا ميركل كانت بتاخد دروس في جامع ميونيخ". ومن جهته علق أحدهم، ويحمل حسابه على تويتر اسم"العمدة"، ويدعو في تغريدته قائلا" اطردوا ألمانيا من الاتحاد الأوروبي...اطردوها من الفيفا"... الكاتب المعروف علاء الأسواني، دخل على خط الجدل، وكتب تغريدة متهكما على الإعلام المصري: "نوربرت لامرت رئيس البرلمان الألماني ألغى لقاءه مع السيسي احتجاجا علي انتهاك حقوق الإنسان في مصر. سنسمع قريبا تسريبات تثبت أن لامرت خلية نائمة". من جانبه ،علق الصحفي المصري عمروخليفة، منتقدا نظام السيسي، حيث قال في تغريدة على تويتر: " طبعا رئيس البرلمان الألماني حيطلع مشارك خيرت الشاطر في سوبر ماركت في ألمانيا او نسيب خالة بديع طبعا". وقال أيضا: "النظام متخيل بعنجهيه سياسيه أن أسطورة الإستقرار واكلة مع الكل. سيادتك متخيل إن رئيس البرلمان الألماني سنه أولي سياسة؟". ولم تقتصر الانتقادات والسخرية على التعليقات والبيانات، بل امتدت إلي إطلاق "هاش تاج" عبر تويتر "اطردوا السفيرالألماني"، ولكن هذه الدعوة سرعان ما تحولت إلى مواجهة بين الطرفين المؤيد والمعارض. كما أطلق "هاش تاج" آخر علي موقع تويتر بعنوان"كلمة_للسيسي_الأصيل". وفيه علق أحد المعارضين لبيان رئيس البرلمان الألماني قائلا: "الشعب وراك يا ريس، لا يهمك أمريكا ولا ألمانيا ولا إيران ولا تركيا ولا أي دولة ايا كانت، بنحبك يا ريس". وقال كاتب آخر: "أحرق دمهم بابتسامتك وإحنا وراك وبنسندك نحمي ونبني بلدنا بزعمتك." وبالمقابل هاجم مغردون مؤيدون لموقف رئيس البرلمان الألماني، الرئيسَ السيسي، وقال أحدهم: "أول هاش تاج مدفوع الأجر، أريد أن اسألهم عن معني "الأصيل" هل هي غير المغشوش؟ هل القتل والاعتقال والخيانة أصالة؟"، وكتب مدون آخر: "الواحد لما يبص عالهاش تاج ده بيحس انه في بلد تانية، جسدت ايه وتقدم ايه هي الناس دي مش عايشة معانا ولا هما هبل".، وقال آخر في تعليق له يقارن فيه بين مقابلة سابقة لرئيس البرلمان مع الرئيس المعزول مرسي، ورفضه لمقابلة السيسي: "رئيس البرلمان الألماني ...ببساطة قابل المنتخب ورفض المنقلب". مؤشر على الانقسام في الشارع ويرى محللون بأن ردود الفعل المتباينة على مواقع التواصل الاجتماعي، تشكل إلى حد ما مؤشرا على الأصداء الواسعة التي خلفها قرار رئيس البرلمان الألماني لدى فئات الشباب بالخصوص، وأجواء الانقسام في الشارع المصري، إزاء الأحكام القضائية التي صدرت مؤخرا باعدام الرئيس المصري السابق محمد مرسي وعدد من قيادات جماعة الإخوان المسلمين. وبينما وجد قطاع من الشباب في هذه المسألة، مناسبة لاطلاق حملة انتقادات وسخرية تجاه نظام السيسي وتسليط الضوء على انتهاكات حقوق الانسان في البلد والتحسر على ثورة 25 يناير2011 التي أطاحت بنظام الرئيس المخلوع حسني مبارك. انبرى آخرون للدفاع عن الحكومة المصرية والتذكير بأن السيسي "بطل" انقذ مصر من حكم الإخوان المسلمين في 30 يونيو 2013.