فسر محللون ومراقبون للشأن السياسي المصري استقبال القاهرة لعدد من القضايا العربية الشائكة والسعى لإيجاد حلول لإنهائها وعلى رأسها الأزمة السورية والليبية والأزمة الأخيرة بين الحوثيين واليمن بأنها مساعٍ جادة من قبل رئاسة الجمهورية والرئيس عبد الفتاح السيسي لإعادة الدور التاريخى لمصر عبر العصور. المحللون أكدوا أن السيسى يمنح اهتمامًا كبيرًا بالشأن العربى والدولى ربما يفوق ما يمنحه للقضايا المصرية الداخلية وذلك بتنقله المستمر من دولة إلي أخري واستقباله رؤساء ووفود الدول بين الحين والآخر لتحسين صورة مصر أمام العالم. من أبرز الدلائل على مساعي السيسي لتحسين علاقات مصر الخارجية بأشقائها العرب إعلان السفير بدر عبد العاطى المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أن مصر سوف تستضيف الملتقى الموسع للقبائل الليبية خلال شهر مايو الجاري مشيرًا إلى أنه يتم الآن تحديد موعد الملتقى بالتنسيق مع القبائل الليبية والأمم المتحدة، وذلك حرصًا على توحيد الشعب الليبي ونبذ الفرقة التي تهدده. من ناحية أخرى أكد عبد العاطي أن مصر ستستضيف يومى 8 و9 يونيو المؤتمر الموسع للمعارضة والقوى الوطنية السورية مشيرًا إلي أن المؤتمر سيعقد تحت رعاية المجلس المصري للشئون الخارجية الذى استضاف الاجتماع الأول للمعارضة. كما أعلن السيسي من قبل تحرير 27 إثيوبيًا من الاختطاف في ليبيا واستقباله لهم في أرض المطار. وقال السيسى خلال استقباله الإثيوبيين العائدين من ليبيا فى مطار القاهرة: "يجب رسالتى توصل لكل الناس، إننا كنا مهمومين جدًا لأشقائنا صحيح الإثيوبيين ليس لهم حدود مباشرة مع ليبيا ولكن لهم شقيقة هى مصر وأشقائهم فى مصر". قال الدكتور محمد السعدني الخبير السياسي ونائب رئيس جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا إن ما يقوم به السيسي يأتي في إطار إيمان مصر بدورها في المنطقة فمصر ستظل الشقيقة الكبرى لجميع الدول العربية برغم كل الظروف. وأضاف السعدني في تصريحات خاصة ل"المصريون" أن استقرار الدول العربية كلها من استقرار مصر كما أن هذه الأحداث ستعظم دور مصر في المنطقة العربية لأن الدول العربية هتعرف أنها ليس لها قيمة بدون حماية مصر مشيرًا إلى أن مصر تعمل من أجل أن تكون الدولة الأهم في المنطقة العربية لبيان دورها العظيم أمام العالم وكله وأمام من يريدون أن يطيحوا بها. أكد د.عمرو هاشم ربيع الخبير السياسي، أن ما يحدث من استقطاب مصر للدول العربية في أزماتها يعد جزءًا من الدور الذي يرغب السيسي في أن يلعبه ليعيد لمصر وضعها، مؤكدًا أن دور مصر الإقليمي يفرض عليها ذلك. وأشار ربيع في تصريح خاص ل"المصريون" إلى أن السيسي يلعب دوره بالحنكة فمصر دولة عربية ومركزية في المنطقة وهذا يكلفها أعباء وتحملها لهذه الأعباء دليل على تحسن أوضاعها أو محاولة الرئيس تحسين الأوضاع. وعبر ربيع على أن الأمن القومي المصري مرتبط إلى حد كبير بكثير من هذه الأزمات فقناة السويس مرتبطة بباب المندب (اليمن) وكذلك ما يحدث في سوريا بفعل بشار الأسد له أثر على مصر فمصر تربطها مصالح وعلاقات مع كل دول الخليج ومساعدتهم سيؤثر على مصر فتردي أوضاعهم سيعود بالضرر على مصر.