أشارت صحيفة "الديلي تليجراف" البريطانية إلى انقسام الحلفاء الغربيين بشأن طريقة التعامل مع تنظيم الدولة "داعش", بعد الانتصارات الأخيرة, التي حققها في العراقوسوريا. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 22 مايو أن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند دعا العالم للتحرك لإنقاذ مدينة "تدْمر" الأثرية السورية، في وقت قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إنه لن يغير من موقفه تجاه تنظيم الدولة، وأنه لن يرسل قوات أمريكية لمحاربته على الأرض. وكان تنظيم داعش سيطر بشكل كامل في 21 مايو على مدينة تدمر الأثرية بريف حمص الشرقي وسط سوريا، فيما انسحبت القوات النظامية السورية من كل مواقعها ومقارها فى المدينة، بما فيها سجن تدمر والمطار العسكرى (شرق) وفرع البادية للمخابرات العسكرية (غرب). وفي اليوم نفسه, أعلن التنظيم أيضا أن مقاتليه تمكنوا من السيطرة على محطة النفط الثالثة ومنطقة الصوانة الواقعة على الطريق الواصل بين مدينتي تدمر ودمشق، وكذلك على حاجز البصيري بعد انسحاب قوات النظام. وفي 22 مايو, أعلن تنظيم "داعش" أيضا سيطرته على بلدة الصوانة وحاجز البصيري في الطريق الرابط بين مدينتي تدمر ودمشق، مؤكدا مقتل أكثر من خمسين من أفراد قوات النظام السوري في عمليات ملاحقة مستمرة لهم في بادية الشام, إثر استهداف رتل كان ينسحب من تدمر باتجاه حمص. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في 21 مايو إن عناصر التنظيم "انتشروا في كل أنحاء تدمر بما فيها المنطقة الأثرية في جنوب غربها والقلعة في غربها، كما سيطروا على المجمع الحكومي ومؤسساته بالمدينة، وعلى المتحف الذي يضم عددا من مقتنيات أشهر المدن الأثرية في البلاد". وحسب بيان للمرصد, نشرته "الجزيرة", أسفرت معركة تدمر -التي استمرت ثمانية أيام- عن مقتل 462 شخصا على الأقل، هم 71 مدنيا و241 من قوات النظام وقوات الدفاع الوطني الموالية لها، و150 عنصراً من تنظيم الدولة. ومن جهة أخرى, أفادت وكالة "أعماق" التابعة لتنظيم "داعش" أن قوات النظام السوري نقلت جميع السجناء من سجن تدمر إلى جهة مجهولة قبل انسحابها من المدينة.