"ابتسامة ودموع وجثة على رمال الصحراء".. قد لا تستمر ابتسامة الأبناء طويلًا وسرعان ما تتحول لدموع في مقلات الأمهات، وحزن عميق داخل صدور الأقرباء على جثة ملقاة على أطراف طريق أو دهاليز سلم أو رمال صحراء. إسلام صلاح الدين عطيتو، طالب بالفرقة الرابعة هندسة عين شمس، ذهب إلى جامعته ليؤدي امتحانات آخر العام فإذا بقوات من الأمن تلقي القبض عليه من داخل الحرم الجاماعي او من أمامه، حسب رواية الطلاب، أول أمس في مشهد صوره شهود عيان بأنه دليل أننا لا نعيش في دولة القانون والدستور. بعد مرور 24 ساعة، وجدت جثت إسلام في صحراء التجمع الخامس وأعلنت وزارة الداخلية في بيان لها، تصفيته بدعوى تورطه في مقتل العقيد وائل طاحون، الضابط بمصلحة الأمن العام، فى حادث تبادل نيران رغم أن روايات أصدقائه تثبت اختطافه من قبل قوات الشرطة من أمام الجامعة، لتذهب روح إسلام ضحية صراع سياسي لا خاسر فيه إلا الشعب. علق زملاؤه بكلية الهندسة جامعة عين شمي، على ما حدث مع صديقهم بقولهم، أن القتل لكل معارض بات "شعار رفعه النظام الحالي ووزارة الداخلية بقيادة اللواء مجدي عبد الغفار حتى أصبح سفك الدماء شيئًا طبيعيًا دون مراعاة لحقوق الإنسان"، محذرين من جر الوطن إلى طريق مجهول لا نهاية له. وأعلن اتحاد طلاب كلية الهندسة بجامعة عين شمس تقديم استقالته، احتجاجًا على مقتل الطالب "عطيتو"، مطالبين مجلس الكلية بفتح تحقيق فورى لمحاسبة كل من تواطأ فى تلك الواقعة، واتخاذ كل الخطوات القانونية التى تثبت اختطاف الطالب من داخل الكلية، موضحين أن الكلية تحتوى على كاميرات مراقبة، مطالبين بالاطلاع على محتوياتها. وفي اعتراف خطير يشكك في صحة ونزاهة رواية وزارة الداخلية حول مقتل الطالب "إسلام صلاح الدين"، أكد عميد كلية هندسة جامعة عين شمس الدكتور أيمن عاشور، أن الطالب إسلام، أدى امتحان الفترة الصباحية أول أمس الثلاثاء 19 مايو مما يشكك بشكل كبير في صحة رواية الداخلية، ويؤكد أن الطالب تم اختطافه بالفعل من أمام كليته وعقب خروجه من الامتحانات، تمت تصفيته على يد الأجهزة الأمنية. حالات مشابهة يعد إسلام الحالة الثالثة، خلال يومين، بعد تصفية شابين في العمرانية أمس، اتهمتهما الداخلية بمحاولة قتل قاضي حلوان، كما قامت الشرطة بتصفية ثلاثة شبان في قرية البصارطة بدمياط، وقبلهم سيد شعراوي في قرية ناهيا بالجيزة. وفي محافظة الفيوم، قتل الأمن شابين في منطقة البرمكي بالفيوم، وهما مؤمن حشمت أحمد، 24 سنة، ويعمل نجارًا، وكريم حسني عويس 25 سنة، موظف بشركة المياه بإطلاق الرصاص عليهما خلال سيرهما بالشارع، حسب الروايات. وتكرر نفس السيناريو في منطقة الإبراهيمية بالشرقية، عندما قتل الأمن ثلاثة شباب معارضين للنظام، وقالت انهم قتلوا نتيجة انفجار قنابل كانوا يزرعونها، فيما أفاد شهود عيان وكذا تقارير التشريح، وجود رصاص 9 ملم من النوع الذي تستخدمه الداخلية المصرية. وفي محافظة الإسكندرية وفي منتصف مارس الماضي، تم تصفية المهندس أحمد جبر، بعد اقتحام مقر إقامته بمنطقة سيدي بشر شرق بالإسكندرية، وإطلاق الرصاص الحي عليه أمام طفليه، بينما ألقت قوات الشرطة القبض على زوجته. وسبق أن قتل الأمن في 9 مارس الماضي، المواطن سيد شعراوي من قرية ناهيا بمحافظة الجيزة وسط أهله وأطفاله. وفي محافظة القليوبية، وفي نهاية إبريل الماضي، قتل الأمن بمدينة الخانكة محمد صابر العسكري، بعدما اعتقلته من أمام متجر "كارفور" في مدينة العبور، واقتادته إلى أحد المقار الأمنية، ثم أعلنت قوات الشرطة بعد ذلك مقتله خلال مقاومته للقوة الأمنية. شاهد الصور..