أقر النظام السوري بفقدانه السيطرة على مدينة تدمر التاريخية وسط البلاد، وسيطرة مقاتلي تنظيم "داعش" عليها. وأفادت وكالة أنباء النظام الرسمية (سانا)، أن "قوات الدفاع الشعبي(تابعة للنظام) انسحبت من أحياء تدمر بعد تأمين خروج معظم الأهالي واستقدام تنظيم داعش الإرهابي أعدادا كبيرة من إرهابييه الذين يحاولون الدخول إلى المواقع الأثرية للتحصن داخلها". وأشارت (سانا) إلى أن القوات المسلحة التابعة للنظام "تصدت لتحركات وهجمات مقاتلي داعش على المحطة الثالثة لنقل النفط وعدد من النقاط العسكرية في محيط حقل جزل بريف تدمر وكبدتهم خسائر في العتاد والأفراد". ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري، لم تسمّه أو تبيّن مهمته، قوله إن قوات النظام دمرت 5 عربات مصفحة ل"داعش" وقتلت وجرحت العشرات من عناصره في غارة جوية على رتل لهم على محور السخنة (70 كلم شمال شرق تدمر) - تدمر. ولفت المصدر إلى وقوع اشتباكات عنيفة في الحي الشمالي لمدينة تدمر، لم يبّين نتائجها. وكان ناشطون سوريون أعلنوا، مساء أمس الأربعاء، سيطرة تنظيم "داعش" على مدينة تدمر بشكل كامل بعد انسحاب قوات النظام السوري غربا باتجاه ريف حمص الشرقي. وتثير سيطرة "داعش" على المدينة الأثرية في تدمر، مخاوف من نهب أو تدمير الآثار الموجودة فيها وفي متحفها، خاصة بعد أن قام التنظيم خلال الأشهر الماضية بتدمير عدد من المواقع والمدن الأثرية في المناطق التي يسيطر عليها مثل متحف الموصل بمدينة الموصل شمالي العراق، وآثار مدينتي النمرود والحضر التاريخيتين شمالي العراق، ما أثار موجة من الإدانة من قبل المنظمات الأممية المهتمة بالآثار، بحسب رصد مراسل "الأناضول". وتدمر الأثرية (بالميرا باللاتينية) الواقعة وسط مدينة تدمر الحديثة، هي إحدى أهم المدن الأثرية عالمياً، وورد اسمها في ألواح طينية تعود إلى القرن الثامن عشر ق.م، سكنها الكنعانيون والعموريون والآراميون، وتتميز بأن معالم الحاضرة القديمة شبه متكاملة، وتتوزع الأطلال فيها على مساحة تتجاوز 10كم2 ويحيط بها سور دفاعي من الحجر المنحوت، وآخر للجمارك من الحجر واللبن، وتتوزع بيوتها حسب المخطط الشطرنجي. وأهم معالمها المعابد، منها "الإله بل" و"بعلشمين" و"نبو" و"اللات" و"ارصو"، إلى جانب الشارع الطويل وقوس النصر والحمامات ومجلس الشيوخ، والسوق العامة، ووادي القبور، والمدافن البرجية، كما يوجد في مدينة تدمر متحف كبير يضم آثاراً تعود لأكثر من 30 قرناً من الزمن.