كشف عمرو موسى الأمين العام السابق للجامعة العربية النقاب عن أن "هناك العديد من أجهزة العالم تدرس حالياً إعادة ترتيب المنطقة العربية وتشكيل كيانات جديدة، وهو ما يجب ان تنتبه له دول المنطقة ويستدعي تدخلاً سريعاً وحازماً لوقف ما وصفه ب "المهزلة". وقال موسى اليوم الخميس (14|5) خلال مشاركته في الجلسة العامة بمنتدى الاعلام العربي الذي ينعقد حاليا في دبي: "العالم يتغير وعلينا أن نتغير ولكن لا يجب أن يكون ذلك من خلال الفوضى الخلاقة ولا بد أن يحصل كل مواطن عربي على حقوقه، فهل تريد الدول العربية أن تكرر الأخطاء التي حدثت في القرن الماضي، وإذا كان العكس فيجب علينا تغيير أنفسنا والسير في الاتجاه الصحيح" بحسب ما ذكرت القدس برس. واضاف خلال الجلسة التي حملت عنوان "التحولات السياسية في المنطقة": "هناك أخطاء في المجتمعات العربية وأخطاء في إدارة الحكم في بعض الدول العربية وهناك تأثير خارجي تسبب بالوضع الذي نعيشه الآن، فقد حدثت تغيرات جوهرية بالمنطقة بسبب سوء إدارة الحكم، والعالم يحتفل حالياً بمرور 100 عام على اتفاقية سايكس بيكو التي وُقعت عام 1916، ورسّمت الحدود العربية، وهناك من المحللين من يرى حتمية التغيير بعد مرور كل هذه الفترة الطويلة". وشدد موسى على انه لا بد أن يتوجه العالم لحل المشكلة النووية الإسرائيلية وعدم قصر الحديث عنها، مشيرا إلى أن الملف النووي الإيراني أخطر، والاتفاق المزمع حول البرنامج النووي الإيراني، يصاحبه تأثيرات خطيرة على خارطة المنطقة، واستهانة كبيرة بالكيان العربي، وهو ما أفصحت عنه الدبلوماسية الإيرانية من السيطرة على أربعة عواصم عربية، وزعمها أن بغداد ليست عاصمة عربية، وهو ما يضر بالمصلحة العربية وهيبة العرب ككيان قوي وله جذوره الضاربة في عمق التاريخ". واضاف موسى: "إن عاصفة الحزم التي قامت بها الدول العربية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية كان ردا مناسبا على الاتفاق الإيراني النووي، ورسالة قوية من الدول العربية مفادها اننا لن نقبل بتدهور المنطقة، وان العالم العربي سيواجه الأزمات الإقليمية بجدية فلم يعد هناك مجال لتقبل وعوّد من الغرب باحتواء الامر، وترتيب أولويات البيت العربي الذين هم أدرى وأولى بترتيبه. وتابع: "آن أوان الردود العربية الجدية بعيداً عن البيانات والشجب ومن هنا كانت عاصفة الحزم التي أعادت الأمل لليمن"ورأى موسى أن الحركات الإرهابية مجرد مرحلة، وتنظيم الدولة الإسلامية لا تعدو كونها "سحابة داكنة" في الحاضر العربي ولن تستمر طويلاً، لأن "تلك الجماعات ما هي إلا ردود فعل ناتجة عن الجهل الذي أستمر لسنوات، وسوء الحكم الذي كرّس للفرقة والعنصرية والشحن المذهبي ولن تتمكن من تشكيل دولة فهذا يعارض منطق القرن الواحد والعشرين، فنحن عالم عربي واحد يجب أن نتعايش مع بعض رغم اختلاف الدين والمذهب والعرق". وحول الدور المصري في المنطقة قال موسى: "هناك مخططات ترمي إلى إبعاد مصر عن دورها الرئيس والمركزي كلاعب مهم في المنطقة"، وأكد على أهمية دور مصر في إحداث التوازن بين الدبلوماسية الناعمة للدولة التركية، والخشنة لإيران، فقرار انضمام مصر لعاصفة الحزم كان قراراً سليماً وجاء لأن هذه القضية عربية بحتة ولا يجب أن تغيب القاهرة عن المشرق العربي. وحول الازمة السورية والليبية شدد موسى على ضرورة تفعيل الجهود عربية في كل من سورية وليبيا لمنع الانهيار الشامل، كما تعجب موسى بطلب البعض بتدخل أمريكا وأوروبا لحل المشكلة السورية، وقال: "هذا خطأ، فالحل يجب أن يكون عربياً"، على حد تعبيره.