شهدت الأيام القليلة الماضية حالة احتقان بين الجهاز الفني للمنتخب المصري الأوليمبي لكرة القدم ومسئولي اتحاد الكرة بسبب التقصير في العناية بالبرنامج الإعدادي للمنتخب في الفترة الماضية والخاص بالتصفيات الإفريقية المؤهلة إلي دورة الألعاب الأوليمبية لندن 2012. ويرى هاني رمزي المدير الفني ضرورة تغير البرنامج الإعدادي لعده أسباب علي رأسها نقل أقامة التصفيات من مصر إلي المغرب في الفترة من 26 نوفمبر إلى 10 ديسمبر المقبل، فضلا عن إلغاء بعد المباريات الودية التي كان مقرر أن تقام في الفترة الأخيرة وأخرها لقاء بيلاروسيا. وأكد رمزي أنه كان من الضروري خوض المنتخب ثمانية مباريات خلال شهر أكتوبر المنصرم من ساعات ونوفمبر المقبل علي أن تقام المباريات خارج مصر حتى يتعود اللاعبين علي الأجواء الخارجية بعد نقل التصفيات من القاهرة، ووضع الجهاز الفني قائمة بأسماء المنتخبات التي يريد أن يواجهها وديا علي رأسهم نيجريا والسنغال خاصة وأن المنتخبين تأهلا في المرحلة النهائية في التصفيات الأوليمبية ويلعبان ضمن المجموعة الثانية. وقال المدير الفني أن المرحلة القادمة مهمة للغاية ويجب الاستعداد الجيد للتصفيات، وكان المنتخب الاوليمبي قد وقع في المجموعة الأولى للتصفيات الإفريقية المؤهلة للاوليمبياد والتي تضم جنوب إفريقيا والجابون وكوت ديفوار. ويبدأ الفراعنة مبارياتهم بالدورة المؤهلة لاوليمبياد لندن أمام الجابون يوم 26 نوفمبر ثم يلاقي كوت ديفوار في التاسع والعشرين وأخيرا يواجه جنوب إفريقيا في الثاني من ديسمبر. وقد شهدت أيضا الأيام الماضية صدام بين هاني رمزي وفتحي نصير المدير الفني لاتحاد الكرة خاصة وأن الأول اتهم المشرف العام علي المنتخبات الوطنية بإهمال المنتخب الأوليمبي خلال فترة الإعداد وفشله في استقدام منتخبات للعب معا وديا، وأضاف المدير الفني أن دور فتحي نصير لم يكن واضحاً خلال فترة الإعداد قبل لقاء المنتخب الأخير أمام النيجر ، مبدياً استياءه لعدم قيام الأخير بتهنئة اللاعبين، بعد فوزهم على النيجر بثلاثة أهداف في تصفيات أمم إفريقيا. في الوقت نفسه، كان البرنامج يتضمن المشاركة في دورة شمال إفريقيا الودية التي ستستضيفها المغرب في الفترة من 1 إلى 7 نوفمبر، على أن يلتقي المنتخب الأوليمبي في المباراة الافتتاحية مع النيجر يوم 1 نوفمبر يليها مواجهة السعودية يوم 4 نوفمبر ثم المباراة الثالثة أمام قطر يوم 7 من نفس الشهر. إلا أن المنتخب لم يتمكن من المشاركة في الدورة بسبب تعنت مسئولي الأندية من الأجهزة الفنية في إرسال لاعبيهم للانضمام للمنتخب خلال تلك الفترة التي تشهد سخونة المنافسة بمباريات الدوري العام، وهناك أندية تعتمد في تشكيلها الأساسي علي اللاعبين الشباب مثل المقاولون العرب، رغم أن رمزي أكد أن المشاركة بالدورة ستجعله يستقر علي التشكيل الأساسي لمنتخبه قبل تصفيات لندن. وفي هذا الصدد، أكد عامر حسين رئيس لجنة المسابقات إنه تقدم باقتراحين لمجلس إدارة اتحاد الكرة حتى يتجنب حدوث أزمة تؤثر على الدوري بسبب مشاركة المنتخب الأوليمبي في دورة شمال إفريقيا، الأول هو اتخاذ قرار بإقامة المرحلتين الخامسة والسادسة من الدوري بدون اللاعبين المتواجدين ضمن صفوف المنتخب، وبعدما رفضت أندية الدوري الاقتراح، اعتذر الجهاز الفني للمنتخب الأوليمبي عن عدم المشاركة في الدورة وتعويضه بمباراتين وديتين يومي 13 و16 نوفمبر المقبل أثناء توقف لقاءات الدوري استعدادا لمواجهة البرازيل. ورغم أنه تم الاتفاق على أن يلتقي الأوليمبي مع منتخب السنغال خلال اليومين تلقى اتحاد الكرة صدمة جديدة بأن اعتذرت السنغال عن عدم مشاركة فريقها الأوليمبي في المباراة الثانية يوم 16 والاكتفاء بمباراة واحدة. إلا أن الدكتور علاء عبد العزيز المدير الإداري للمنتخب نجح في الاتفاق على مباراة مع بيلا روسيا يوم 11 من نوفمبر المقبل، وأكد أنه جار الاتفاق حالياً مع المنتخب الأوليمبي النيجيري لإقامة مباراة أخرى بالقاهرة قبل توجه الفريق النيجيري للمغرب، علما بأن المنتخب المصري سيتوجه للمغرب يوم 18 من نوفمبر للمشاركة في التصفيات. وعلي الرغم من الأزمات الكثيرة التي تحيط بالمنتخب إلا أن حازم الهواري عضو مجلس إدارة الاتحاد والمشرف العام علي المنتخب الأوليمبي يقف في موقف المشاهد، بل تدخل فقط عندما أجبر سمير زاهر علي اتخاذ قرارا بمنع الأجهزة الفنية للمنتخبات الوطنية المختلفة من التصريح في وسائل الإعلام إلا من خلال موافقة مجلس الإدارة أو المشرف العام أو المدير الفني للمنتخبات، وهو القرار الذي رفضته الأجهزة الفنية للمنتخبات. من جانبه، أكد طارق السعيد، مدرب المنتخب الأوليمبي أنه على الرغم من نقل تصفيات أولمبياد لندن إلى المغرب إلا أن فرص مصر في التأهل للأولمبياد ما زالت قائمة، مشيرا إلى أن الجميع سيبذل كل الجهد من أجل تحقيق هذا الحلم الذي يراود كل المصريين، مؤكدا أنه مهما كانت سلبيات هذا القرار على أداء المنتخب الأوليمبي واستعداداته إلا أن أمان مصر أهم من أي بطولة. وقال السعيد أن المجموعة التي وقع فيها المنتخب في المرحلة النهائية من التصفيات متوازنة إلى حد كبير، مشيرا إلى أن الجهاز الفني والإداري يجمع حاليا المعلومات عن منتخبات الجابون وجنوب أفريقيا وكوت ديفوار. وعلي الرغم من تصريحات مدرب الأوليمبي، إلا أن الجهاز الفني فقد تركيزه وبدأ في تعديل أوراقه من جديد خاصة وان خوض التصفيات في القاهرة كان يعطي المنتخب ميزة استغلال عاملي الأرض والجمهور وهو ما سيفقده في المغرب خاصة وأن البعض يري أن اللعب هناك في الفترة الحالية صعب لاسيما في ظل الاحتقان بين جمهور مصر ودول المغرب العربي منذ لقاء مصر والجزائر في تصفيات المونديال.