ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية, أن التقارب الذي يبدو في الأفق, بين السعودية وحركة حماس, من شأنه أن يحيد الدور المصري في الملف الفلسطيني, على حد قولها. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 5 مايو أن إسماعيل هنية القيادي في حركة حماس كان دعا السعودية قبل أيام لاستئناف وساطتها لتحقيق المصالحة الفلسطينية بين حماس وفتح. وتابعت الصحيفة أن مسئولين آخرين في حماس أشاروا أيضا إلى أن هناك إشارات سعودية إيجابية بشأن استئناف الوساطة بين حماس وفتح. ونقلت "جيروزاليم بوست" عن القيادي في فتح في الضفة الغربية أمين مقبول اتهامه لحماس بأنها تحاول إشراك السعودية في القضايا الفلسطينية، من أجل تحييد الدور المصري، وتجنب الالتزام باتفاقيات المصالحة السابقة مع فتح. وكان نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية كشف الجمعة 1 مايو, لأول مرة, عن مساع تبذلها السعودية للتوصل إلى اتفاق جديد لتحقيق المصالحة الفلسطينية بين حركتي "فتح"و"حماس". وأفاد هنية خلال خطبة صلاة الجمعة في مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، أن الحركة ترحب بتجديد جهود المملكة العربية السعودية من أجل تطبيق المصالحة، مؤكدا أن للرياض دور كبير في تحقيق المصالحة وتطبيق اتفاق "مكة 1". وأشار نائب رئيس المكتب السياسي ل"حماس" إلى أن حركته جاهزة لاستئناف المباحثات حول ملف المصالحة، مشددا على التزام حركته بالاتفاق الموقع. يذكر أنه تم التوصل إلى "اتفاق مكة" بين حركتي "فتح" و"حماس" في 8 فبراير 2007، برعاية العاهل السعودي الراحل، الملك عبد الله بن عبد العزيز، وقد أسفر الاتفاق عن تشكيل حكومة وحدة وطنية، إلا أن هذا الاتفاق انهار بعد عدة أشهر إثر عودة الاشتباكات المسلحة بين الطرفين وانتهت بسيطرة "حماس" على القطاع. وأشار إسماعيل هنية إلى أن مسئولية حكومة الوفاق نصت على ثلاثة مهام، "إعادة إعمار القطاع ورفع الحصار، وتوحيد المؤسسات الفلسطينية بالضفة وغزة، إضافة إلى التحضير لانتخابات رئاسية وتشريعية ومجلس وطني بالتوافق مع الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير، مستنكرا تعطل الإعمار وغياب العمل على الانتخابات، وعدم المساواة بين الموظفين. كما اتهم نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، السلطة الفلسطينية وحكومة الوفاق بتعطيل المصالحة، والتنصل من مسئولياتها تجاه قطاع غزة. وفي الشأن المصري، أكد هنية أن حركة حماس تقف على مسافة واحدة من جميع مكونات الشعب ودول الأمة، مشددا على عدم وجود أي دور أمني أو عسكري لحماس في سيناء أو خارجها، مشيرا إلى أن جناح حماس العسكري قدم دعما لوجيستيا للأمن المصري على الحدود مع غزة. يذكر أن الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر بحث خلال لقاء الخميس 30 إبريل، جمعه بنائب رئيس الوزراء الفلسطيني زياد أبو عمرو، في رام الله، سبل تطبيق المصالحة، وإنهاء الخلافات بين حركتي "فتح" و"حماس"، فيما بين مصدر فلسطيني أن كارتر يبذل مساعي وساطة بمساندة السعودية استعدادا إلى اتفاق "مكة 2".