حذرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إدارة الرئيس باراك أوباما من عواقب تنفيذ مخططه بتوسيع الحرب على "تنظيم الدولة" إلى خارج سورياوالعراق، لتشمل أيضا شن حروب ضد فروع التنظيم في دول أخرى, أبرزها ضد تنظيم "أنصار بيت المقدس" في شبه جزيرة سيناء المصرية. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 3 مايو أن إدارة أوباما تخطط لمحاربة "تنظيم بيت المقدس" بسيناء، الذي يقلق كثيرا النظام الحالي في مصر. وتابعت" من الخطورة من الإقدام على هذه الخطوة, التي تحتاج إلى دراسة متأنية, لأن فروع داعش في دول المنطقة متفاوتون في القوة والموارد, ولا يمكن التعامل معهم بنهج واحد, كما أنهم يشكلون تهديدا لمصالح الولاياتالمتحدة بدرجات مختلفة أيضا". وفي تعليقه على إعلان إحدى قبائل سيناء محاربتها تنظيم "أنصار بيت المقدس", الذي أطلق على نفسه "ولاية سيناء", بعد انضمامه لتنظيم الدولة "داعش", حذر الخبير الأمني اللواء محمود قطري من مغبة هذا الأمر, وطالب الحكومة بتغيير استراتيجية مقاومة الإرهاب, بدل الزج بالمدنيين السيناويين في معارك مسلحة. وأضاف قطري ل"الجزيرة" أن مثل هذا الإعلان سيؤدي إلى مجازر غير مسبوقة، مشيرا إلى أن وضع الأسلحة في أيدي المدنيين, من شأنه أن يقود إلى اقتتال أهلي. وتابع أن الوضع في مصر مختلف عما هو في العراق، مشيرا إلى أن الدولة في مصر مسيطرة على عكس الدولة العراقية. واقترح الخبير الأمني الاستعانة بأفراد من القبائل وضمهم إلى الشرطة والجيش, كي يكونوا أدلة في المنطقة, التي خبروها طويلا، مناشدا السلطات المصرية مواجهة عداوتها الآخذة في الاتساع مع قبائل سيناء وأهاليها. وكان تنظيم "أنصار بيت المقدس" وزع بيانا في 27 إبريل على الأهالي في مناطق بجنوب رفح حمل عنوان "تهديد ووعيد", يتوعد فيه كل من يستجيب لبيان منسوب لقبيلة الترابين يدعو القبائل إلى مواجهة مسلحي "ولاية سيناء". وجاءت عملية توزيع البيان متزامنة مع قرار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الأخير بتمديد حالة الطوارئ وفرض حظر التجول في شمال سيناء. وقد بث التنظيم صورا لملثمين تابعين له يتجولون بأريحية في جنوب رفح, حيث معقل قبيلة الترابين. وأبدى البعض تخوفه من أن يكون بيان قبيلة الترابين ورد "ولاية سيناء" عليه مؤشرا ربما على بدء حرب قد لا تقف عند حدود المنشورات, وأن يشكل ذلك بداية مواجهة مسلحة على أسس قبلية في سيناء، تكون قبيلة الترابين فيها بمواجهة تنظيم ولاية سيناء. واتهم البعض السلطة بمحاولة تشكيل ميليشيات مسلحة على غرار تجربة الصحوات أو الحشد الشعبي في العراق, كما رأى مراقبون آخرون أن دعوة بعض القبائل إلى الاحتشاد في وجه مسلحي تنظيم ولاية سيناء يطرح تساؤلا إزاء مدى قدرة السلطات المصرية على السيطرة على الأوضاع في سيناء، وعما إذا كان هذا المنحى يشكل إقرارا من السلطات بالفشل في مواجهة "الإرهاب", بالإضافة إلى أن توفير السلاح في أيدي المدنيين أمر خطير, خاصة في المجتمعات القبلية, كما أنهم غير مدربين جيدًا مثل الجيش والشرطة. وكانت قبيلة الترابين أصدرت بياًنا، نقله الشيخ موسى الدلح أحد رموز القبيلة تعليقا على قيام عدد من أبناءها بعمليات استعراض مسلح, قال فيه :"إن ما نقوم به هو دفاع شرعي، عن أهلنا وبيوتنا وعارنا ومالنا يكفله لنا الله وكافة الأعراف والقوانين الشرعية والوضعية".