وزراء آخر زمن، زمن فقد فيه بعض الوزراء هيبتهم ومكانتهم واحترام الناس لهم، زمن لم يعد فيه تقصير الوزير مهنيًا فقط ولكنه أخلاقيًا أيضًا مع العلم بأن التقصير الأخلاقى أخطر من التقصير المهنى ولكن يبدوا أن هناك من الوزراء من نسى أن المهنة التى يعتليها ويحسده عليها الكثيرون لما لها من هيبة ووقار تحتم عليه أن يكون مثلاً أعلى للأخلاق قبل الجد والعمل فقد اشتُقت كلمة وزير من كلمة وِزر، وهى تعنى الحمل الثقيل والمرهق والشاق وهناك من يرى أنها مأخوذ من الوَزَر الذى هو الملجأ أى الملجأ الذى يلجا اليه المواطنون لحل مشاكلهم التى يعانون منها ولا يجدون حلولاً لها. من الوزراء للأسف من نسى أن من أهم صفات الوزير الناجح أن يكون مستمعًا جيدًا ويصغى لكل الآراء الإيجابية والسلبية، وأن يكون متواضعا يحترم موظفيه ومواطنيه فالغرور آفة الإبداع ويعزل الوزير فى برج عاجى لا يليق بمن يحملون لواء مساعدة الناس، والأهم من كل هذا أن يتحلى بالأخلاق الحميدة فلا تصدر عنه عبارات مهينة للآخرين أو ساخرة منهم كما يجب الا تصدر عنه عبارات إيحائية من الممكن أن يستغلها الآخرون فى اتهامه بالتحرش ولكن ليس كل الوزراء يسيرون على هذا الدرب فمنهم من ينحرف عنه ويضع نفسه عرضة للقيل والقال لحد وصوله إلى أن يصبح أشبه بحدوتة يسمع عنها الكثيرون ويتخذها الإعلام مادة خصبة يدور حولها العديد من حلقات النقاش، صدرت بعض المواقف من بعض الوزراء التى كان لا يمكن أن تمر علينا مرور الكرام حتى تكون عبرة يعتبر منها الجميع وزراء وحكومة واعتبارها أخطاء عابرة مستحيل تكرارها. "سكت دهرا ونطق كفرا" مقولة تنطبق على وزير الثقافة الدكتور عبد الواحد النبوى الذى ظل فى حالة سكون وسكوت منذ تولى حقيبته الوزارية ولم نر منه شيئاً أو نسمع منه كلمة تكشف لنا عن وجاهة اختياره فى هذا المكان وظل السكوت سيد الموقف حتى نطق أخيراً بما يختلف قطعياً مع مفهوم الثقافة عندما سخر من عزة عبد المنعم، أمينة متحف محمود سعيد بالإسكندرية قائلاً: "أنا بقى عندى مشكلة بخصوص الموظفين "التخان" أثناء تحدثها عن مشكلة بسبب الروتين الحكومى وأزمة المركزية التى تكلفها هى وزملاؤها مشاق السفر إلى القاهرة لإتمام أى طلب أو شكوى، حتى لو كانت سخرية بدافع تلطيف الجو كما قال: فهذا الفعل مجافٍ لثقافة تقبل الآخر التى هى أساس التحضر كما أنه بدا وكأنه هروب من الإجابة على شكوى هو أحد المسئولين عن إيجاد حل لها مع التأكيد أن كلام الوزير عن الممازحة والملاطفة يزيد الطين بلة، لأن مجرد التفكير فى أن «السمنة» مجال لإطلاق النكات على صاحبها دليل واضح على العنصرية من جانبها قالت عزة، إن الوزير عاملها بعنصرية، ساخراً من وزنها الزائد وكتبت عزة عبر تدوينة لها على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" "لغاية ما أعيش فى بلد أعرف استرد كرامتى فيها لما أتهان ويتم تعاملى بعنصرية عشان وزنى، من السيد وزير الثقافة شخصيًا، فأنا هنشر البوست ده بشكل يومى، رجاءً من كل إنسان تعاطف مع كلامى أو مر بلحظة قهر وعنصرية يعمل شير لكلامى ده، لأنى مش ناوية أتنازل عن حقى حتى لو هافقد وظيفتى.. كرامتى وأنسانيتى أهم". ولم يكن هذا الموقف الغريب هو الأول من نوعه من قبل وزراء من المفترض ان يكونوا رمزًا للجدية والاحترام فقد سبقه موقف وزير الإعلام الأسبق صلاح عبد المقصود عندما رد على ندى محمد الصحفية فى موقع حقوق قائلا "ابقى تعالى وأنا أقولك حرية الصحافة فين". ولكنه تدارك الموقف ووجه حديثا لباقى الصحفيين قائلاً: «اللى شايف إنه فيه تقييد فى حرية الصحافة يرد على الزميلة المحترمة» مما أدى إلى تدشين مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعى "الفيس بوك وتويتر" حملة لإقالته. من جانبها أكدت ندى، أنها توجهت للوزير بسؤال عن حرية التعبير حينما استفزها تصريحه بأن مصر تعيش أزهى عصور حرية الإعلام قائلة له: "فين يافندم الحرية دى والصحفيين بيموتوا ويتصابوا فى كل مكان" فبادرها الوزير بهذا الرد المحرج مؤكدة أنه لم يكن هناك أى رد فعل من أى شخص من الحضور ماعدا أحد الشباب الذى رد بصوت منخفض "هنجيلك أحنا نوريك فين حرية الإعلام" وأضافت ندي، أنها لم ترد على تصريحات الوزير فى الحفل لأنها لم تستوعب كلامه فى حينها إلا عندما رأت تعليقات الناس على الإنترنت الذين أكدوا لها أن ما فعله الوزير هو تحرش لفظى وأكدت أن الرد الذى أطلقه وزير الإعلام لا يليق ولا يصح أن يكون رد وزير الإعلام.