في أجواء روحانية، مفعمة بالوجد الصوفي، وبحركات رقص دورانية أسرت الجمهور المغربي، أحيت فرقة الدراويش التركية الصوفية ليلة أمس الخميس، حفلا فنيا على إيقاع الابتهالات وأغاني المديح وألحان الناي والربابة، في ختام فعاليات الدورة السادسة لمهرجان "مقامات" بمدينة سلا المغربية (قرب الرباط). واختتمت فرقة الدراويش التركية فعاليات الدورة السادسة المهرجان الذي استمر 4 أيام، وشارك فيها 40 فنانا من دول تركيا والمغرب وإسبانيا والجزائر، وسط حضور لعدد من الشخصيات الدبلوماسية والثقافية المحلية والأجنبية. وبطقوس صوفية خاصة، وعبر لباس فريد يجرد المريد الصوفي من صلاته بالدنيا وملذاتها ويتواصل عبره مباشرة مع خالقه، أدت فرقة الدراويش المولوية رقصاتها على نغمات الترانيم الصوفية، في جو من السكينة الخاشعة، تفاعل معه الجمهور بانتباه وترقب واندماج واضح. وتلى أفرادها ابتهالات مديح للنبي محمد خاتم الرسل، وصحابته، ومؤسس فرق الدراويش العالم الصوفي "جلال الدين الرومي" خلال القرن 13ميلادي، ومعلمه "شمس الدين التبريزي". وفي حديث للأناضول، قال "مراد أوزاك" المستشار الثقافي بمركز يونس إمرى التركي، وأحد أعضاء فرق الدراويش، إن "المشاركة في مثل هذه التظاهرات الثقافية والفنية تكتسب أهمية بالغة، من أجل خلق صلة وصل بين المشارب الفنية المختلفة". ومع بداية العرض الموسيقي، دخلت فرقة الدراويش قاعة العرض يتقدمهم شيخ الطريقة وزعيمها، فيما اصطف الراقصون لأداء التحية، قبل أن ينطلقوا في أداء حركاتهم الدورانية الساحرة، على إيقاعات الموسيقى. ويرتدي الدراويش رداء أبيض خلال رقصهم وابتهلاتهم، يحيل لونه إلى الكفن الذي يرتديه الإنسان عند الموت، فيما يشير الطربوش البني الطويل الذي يعتمرونه إلى شاهد القبر، وإلى النهاية الحتمية التي سينتهي إليها كل إنسان، وهي الموت. وانطلقت يوم الإثنين الماضي، فعاليات الدورة السادسة لمهرجان مقامات "الإمتاع والمؤانسة" بمدينة سلا المغربية (قرب الرباط)، بمشاركة 40 فنانا من دول تركيا والمغرب والجزائر وإسبانيا. وتحتفي الدورة الحالية للمهرجان، التي تنظمها جمعية أبي رقراق (مستقلة) بالثقافتين الحسانية (الصحراوية) والأمازيغية، حيث نظم على هامش العروض الفنية، ملتقيات فكرية تبحث سبل الحفاظ على الموروث الحضاري لهاتين الثقافتين.