منذ انطلاقه عام 1999، كان يعتبر "مهرجان هراري الدولي للفنون" (هيفا) حدثا للنخبة، حيث كان جماهيره في الأساس من الأثرياء ذوي البشرة البيضاء، الذين كان ينظر إليهم على أنهم "يقدرون الفن". وبمرور الوقت، توسع نشاط المهرجان، وبعد 10 سنوات، في عام 2009، تم نقل 60 طفلا من المجتمعات الفقيرة بالحافلات في ساحة المهرجان الرئيسية في حدائق هراري. في ذلك الوقت، كان المهرجان يوفر النقل والمواد الغذائية للأطفال أثناء إقامتهم في المدينة. وهذا العام يتوسع نشاط الجماهير، حيث سيلتقي الفنانون من بلدان مختلفة مع الأيتام والأطفال المحرومين في مختلف دور رعاية الأطفال في هراري. ويوم الخميس، قضت فرقة "أسيتيج"، التي تضم أعضاء من جنوب أفريقيا وزامبيا وموزمبيق والسويد وزيمبابوي، وقتا مع الأيتام في دار رعاية ماثيو روسيكي للأطفال في هراري. وعزفت الفرقة التي تضم 30 فنانا على الطبول، وغنت ورقصت مع الأطفال قبل توزيع المشروبات الغازية والحلويات والفواكه. من جانبها، قال الراهبة مارغريت ماواير، التي تدير دار الرعاية أثناء تلقي التبرعات، إن "ما فعلتموه اليوم لهؤلاء الأطفال شيء رائع". وأضافت "تواجدكم هنا واللعب مع الاطفال سيرفع معنوياتهم". وأشارت إلى أن المركز، يؤوي 143 طفلا، تتراوح أعمارهم بين 18 شهرا، و18 عاما، ويعتمد على تبرعات فاعلي الخير ومشاريعه الخاصة، التي تشمل سوق للدواجن وحديقة. فيما أعرب إريك نوربيرغ، وهو كاتب مسرحي سويدي زار المنزل، عن أمله في أن يظهر أحد الأطفال اهتماما بالفن. وقال نوربيرغ لوكالة الأناضول: "لم أكن أعرف أنه يوجد مثل هؤلاء الأطفال المحرومين كالمتواجدين هنا". وأضاف "آمل أن يشجع وجودنا واحد منهم على الأقل ليصبح فنانا". وافتتح المهرجان يوم الثلاثاء الماضي بحضور كوكبة من الفنانين العالميين. وأطلقت للمرة الأولى عام 1999 من قبل مانويل باغورو، مؤسس المهرجان ومديره الفني، ويعتبر هذا الحدث الآن أحد المهرجانات الفنية العالمية الرائدة في أفريقيا. ويضم المعرض عروضا للرقص، والأزياء، والشعر، والكوميديا، والموسيقى، والفنون البصرية والنحت، ويعقد في أواخر أبريل/ نيسان أو أوائل مايو من كل عام، ويجتذب الآن الفنانين الحائزين على الجوائز من مختلف أنحاء العالم.