يستعد المعهد العالي للفنون الدرامية بالجزائر لفعاليات الأيام المسرحية لمهن فنون العرض، والسمعي البصري في طبعتها الثانية ابتداءا ً من 9 مايو حتى 16 مايو 2015. وقال منسق الأيام المسرحية، بدر الدين جعفر نائب المدير الاداري والشئون المالية بالمعهد بالجزائر العاصمة إن فكرة الأيام المسرحية، تبلورت وتجسدت على أرض الواقع من خلال إرادة جادة، ونيّة صادقة من خلال طرفين فاعلين: ثُلة من طلبة المعهد ، وإطارات ومُسَيِّري المعهد .
وقد بزغت فكرة الأيام من الفنانة لمياء كُحلى ابنة المعهد العالي للفنون الدرامية بالجزائر، ودعم بدر الدين جعفر، لكي تعطي بعدا ً آخر لفكرة النشاطات الثقافية داخل المعهد، بتفعيل آلية يتقنها جيل الشباب المعاصر، من خلال وسائل الإتصال الحديثة، ووسائل التواصل الإجتماعي، والتعريف بالمعهد على المستوى الوطني داخل الجزائر، قبل بداية كل عام دراسي جديد لكل موهوب، ودارس ومهتم يود الإلتحاق بالمعهد. كما أن هذه الأيام عبارة عن وصل الحبال بين جيل الرواد من الفنانين المسرحيين من الأجيال السابقة، والجيل الحالي، المعاصر. وقالت محافظة الأيام المسرحية الفنانة لمياء كُحلي إن الجديد في هذه الطبعة، عن سابقتها في العام الماضى، أنها تحمل في طياتها مناقشات فنية نأمل ان تكون حادة، ومفتوحة، ومقاربات جديدة للنقد المسرحي متجاوزة ً الأكاديمية الكلاسيكية التى يطغى عليها الإطالة ، والمحاضرات الجامدة التى يمل وينفر منها المتلقى. وترتكز المقاربة الجديدة على زمن لا يتعدى الثلاثين دقيقة، تُناقَش ُ خلالها عديد المواضيع بما فيها ما بَعد َ نظرية الدراما، والتنظير عموما.. والتركيز على فتح أبواب النقاش لكل الفاعلين في الحقل الفنى والمسرحي، وعلى رأسهم السيد الجمهور. ولكي لا نُفرِغ ُ الأيام المسرحية من محتواها ، سنحافظ على هيكل الطبعة الأولى من خلال تقديم 12 عرضا ً مسرحيا ً، مع تكريم أساتذة المعهد. والجديد في طبعة هذا العام برنامج (كواليسنا) الخاص بمناقشة آنية وفورية عقب نهاية كل عرض مسرحي. وأضافت كُحلي: سنقوم بتوثيق الفعل الفنى، والثقافي، من خلال تسجيل المناقشات، والمحاضرات، والمداخلات، والتحليلات، والتعليقات، وأرشفتها لفائدة الطلاب، والباحثين بالمعهد، ومن خارج المعهد. وتابعت: العام الماضى بدأنا بإمكانيات ٍ ذاتية متواضعة، ولكن نحمد الله، كان لها صدى ً، ومردودية فنية وعلمية وثقافية كبيرة. ونأمل أن تتواصل هذه الأيام المسرحية وتكتب لها الأستمرارية كل عام للحفاظ على التواصل بين الأجيال. وقالت كُحلي: كنا نأمل أن تكون طبعة هذا العام طبعة غربية وليست محلية، يشارك فيها المسرحيون العرب من الشام ومصر وحتى المغرب الأقصى، حيث أنني أؤمن أنه بين الواقع والأحلام طريق إسمه الصبر، ونأمل ان يلتفت المسئولين في وزارة الثقافة الجزائرية ، والجهات الوصيّة على المسرح والفنون والثقافة لترسيم وإعتماد تلك التظاهرة الفنية ، والأيام المسرحية ، حتى يعود المعهد منارة إشعاع فني وثقافي ّ في حوض المتوسط ، بشاطئية . وحول اختلاف شعار الأيام هذا العام عن العام الماضى، قالت: إن الشعار يختلف من طبعة الى أخرى، لكن المغزى واحد: قدسية المسرح، وقداسة رجالات المسرح الذين أعطو الكثير.. والأيام المسرحية تسعى جاهدة لإحياء ذكراهم ، وعدم نسيانهم. وأضافت: طبعة هذا العام تحديدا ً نهديها إلى روح أستاذنا الراحل عنا منذ شهور الفنان إسماعيل دحماني، أستاذ الكوريغرافي ، والتعبير الجسدي بالمعهد. وكان شعار الطبعة الأولى: التكوين أساس الأبداع. أما شعار الطبعة الحالية فهو: مرايا المستقبل.. فوانيس الماضى. وحين سئلت الفنانة لمياء كُحلي: ماذا تقصدين لمياء بشعار مرايا المستقبل.. فوانيس الماضى؟ أجابت: مرايا المستقبل.. أي النظرة الأستشرافية للمستقبل.. للغد.. وفوانيس الماضى دلالة على القامات الفنية والمسرحية الرائدة والقائدة والمعطاءة التى رحلت عنا، والتى مازالت باقية معنا أطال الله في أعمارها، تنير لنا الدرب، وتمهد الطريق من خلال عطاءاتها وإثرائها وفعاليتها في الحركة الفنية والثقافية والمسرحية خاصة.
وضمن فعاليات الأيام يتم تكرم عدد من الساتذة بالمعهد من بينهم الأستاذ الدكتور سعيد نصر سليم أستاذ مادة آليات فن الألقاء المسرحي بقسم التمثيل والإخراج بالمسرح في المعهد.