ذكرت صحيفة "واشطن بوست" الأمريكية أن هناك تغيرا في موازين القوى بسوريا لصالح الثوار, وهو ما سيجبر واشنطن على إعادة الاهتمام بالأزمة السورية, بعد أن تفرغت في الفترة الأخيرة لمحاربة تنظيم الدولة "داعش", وتوقيع اتفاق نووي مع إيران. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 27 إبريل أن النجاحات الأخيرة, التي حققها الثوار في سوريا في محافظة إدلب ومدينة جسر الشغور, هي أولى نجاحات التقارب السعودي التركي القطري, وتعاون هذا التحالف على الساحة السورية, كما تعكس بوضوح مدى ضعف قوات بشار الأسد أمام المعارضة. وتابعت " تسارع الأحداث في سوريا سيدفع الولاياتالمتحدة لإعادة التركيز على الحرب التي لم تحل بعد ولا تزال في قلب الاضطرابات التي تجتاح الشرق الأوسط، حيث تدعم إيران الأسد وتقوم السعودية بدعم الثوار, وأي تحول في ميزان القوى في سوريا, يمكن أن يكون له انعكاسات عميقة على الصراعات في العراق واليمن". ودخلت فصائل سورية معارضة بينها جبهة النصرة في 25 إبريل وسط مدينة جسر الشغور الاستراتيجية التي تقع بين مدينتي حلب واللاذقية بعدما سيطرت في الأيام الأربعة الماضية على معظم الحواجز والمواقع العسكرية المحيطة بالمدينة, التي تقع في شمال سوريا. وتمكنت المعارضة خلال ساعات من السيطرة على أغلب مناطق المدينة إثر اشتباكات قتل فيها ستون عسكريا نظاميا بينهم ضباط، حسب حصيلة قدمها المرصد السوري. كما سقط قتلى لم يُحدد عددهم في صفوف المعارضة. وذكر مراسل "الجزيرة" أدهم أبو الحسام أنه شارك في المعركة, -التي أعلنتها المعارضة قبل أيام تحت مسمى "معركة النصر", فصائل أحرار الشام وجيش الإسلام وجبهة النصرة وجبهة أنصار الدين وألوية الفرقان. وكانت مدينة جسر الشغور انضمت في وقت مبكر إلى المدن والقرى التي انتفضت ضد النظام, وتكتسب المدينة أهميتها بسبب موقعها الواصل بين ثلاث محافظات رئيسة في شمال سوريا هي: إدلب وحلب واللاذقية. وتشكل المدينة نقطة إمداد أساسية لقوات نظام الأسد المتبقية بريف إدلب، بعد سيطرة المعارضة على معظمها قبل أيام, خاصة في معسكرات القرميد والمسطومة, التي تحاصرها المعارضة. ولا تزال القوات النظامية تسيطر على مدينة أريحا بريف إدلب, وقد يمهد هذا التطور لسيطرة المعارضة على محافظة إدلب برمتها, وتهديد محافظة اللاذقية, وهي معقل رئيسي للنظام. وبالتزامن مع الهجوم الذي انتهى إلى السيطرة على مدينة جسر الشغور, تخوص فصائل سورية معارضة معركة أخرى في سهل الغاب بريف حماة وسط سوريا. فقد أفاد مراسل الجزيرة بأن قوات المعارضة السورية سيطرت على قرية القاهرة وحاجزين لقوات النظام في سهل الغاب بريف حماة. وخسر نظام الأسد في الأسابيع الماضية العديد من مواقعه، أبرزها مدينة إدلب، ومعبر نصيب الحدودي في الجنوب.