أكتب من مصر الأزهر حيث سافر فضيلة مفتي الديار الشيخ الدكتور شوقي علام الى هولندا ثم باريس في جولة عالمية كما أعلن مكتبه تستهدف تصحيح صورة الإسلام في الخارج. والحاصل إنني تابعت فور وصولي الصخب الدائر في أرض الكنانة حول تصحيح مفاهيم الإسلام. وفي ذلك تباينت المصطلحات والتسميات٫ فمن قائل إنها مهمة تجديد الخطاب الديني ومن قائل إنها تصحيح، ومن قائل إنها تنقيح! وهناك من اقترح التنقية وآخرون اقترحوا الحذف ،وفئة أخرى اقترحت بل ونفذت الحرق!! أما والحال كذلك فإن تصحيح صورة الإسلام في مصر باتت عنوان المرحلة وشعارها وفي ذلك يتنافس المتنافسون ويتناظر المتناظرون وينام الناس في بلادي وهم يتعجبون مما جرى ويجري حالياً على الهواء وكأنهم في بلد آخر غير مصر العروبة والاسلام والأزهر! تمنيت لو لحقت بمفتي الديار لأقنعه بالبقاء هنا لأسابيع أو لأشهر لتصحيح صورة الاسلام التي أصابها الغبش في مصر حتى وجدنا من يدعو على الهواء لمليونية خلع الحجاب! كنت أتابع الداعي الدعي لمليونية نزع الحجاب وأنا أضرب كفاً بكف فالرجل الذي أعرفه والتقيته في باريس كان قد ألَّف كتاباً عن الحجاب في فرنسا متغزلاً في سماحتها وديمقراطيتها.. هاهو الآن يستجيب لصرعة التجديد مطالباً بمليونية لنزع الحجاب في مصر!! وكان هناك رجل آخر مازال يعمَّم على القنوات الأخرى «مفتياً « ب «تكفير ابن تيمية»!! بعد أن «أفتى» ب «جهل وكذب « !! الأئمة الأربعة متعدياً على البخاري ومسلم!!.. وكان الشيخ الشاب الذي أمامه يرد عليه بشيء من الحذر مذكراً إياه بأنه يحبه في الله! والحاصل أن البعض هنا في مصر خاصة من أهل الفكر الحديث والإعلام الاحدث فهم أن تجديد الخطاب الديني وتصحيح التراث الاسلامي تلزمه دماء شابة وجديدة ولأن ذلك كذلك فقد جاءوا بفحول على الشاشات وكأن مصر نضبت من العلماء والفقهاء! ويا شيخ علام اذا كانت مهمة التصحيح في باريس وأمستردام واجبة فهي في مصر الآن أوجب! اننا يا شيخ علام نقيم الدنيا اذا ما تبجحت قناة أو برنامج في أوروبا وتطاولت على الاسلام ،فما رأي فضيلتك فيما يجري الآن في مصر الإسلام؟ يا شيخ علام أناشدك وأنت الآن في فرنسا أو في هولندا أن تصدر بياناً من عندك تناشد فيه هؤلاء في مصر أن يتوقفوا عن التجديد لحين وصولك لتبدآ من جديد .. وتحديداً من وصول عمرو بن العاص لمصر.. هذا إن لحقت به أو بهم قبل أن يحذفوه من المناهج أسوة بعقبة بن نافع!!