«يجب أن نثق في قدرات جيشنا ونقف خلفه وأبناء المؤسسة العسكرية وعلى رأسهم السيسي، فهم يعلمون جيدًا معنى السيادة الوطنية وقدسية التراب الوطني، وأبناء القوات المسلحة والرئيس السيسي يعلمون جيدًا معنى السيادة الوطنية وقدسية التراب الوطني وأنا أثق في حكمة الريس السيسي وأقول له ربنا يوفقك، أقول رسالة واضحة مصر تواجه تحديات كبيرة والمتغيرات المحيطة بنا غاية التعقيد وأمننا القومي مرتبط بكل ما يحدث في المنطقة عشان كده منقدرش منقفش مع أصدقائنا لأن أمننا مرتبط بأمنهم، أنا متفائل وعمري ما كنت متشائم حتى في أحلك الظروف بس لازم كلنا نشتغل، ومفيش رئيس يقدر يشتغل لوحده ولازم الشعب يقف وراه وربنا يوفقه» هذا هو نص المداخلة الهاتفية التي أجراها الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك مع الإعلامي أحمد موسى، بمناسبة ذكرى تحرير سيناء والتي حاول فيها «كسب تعاطف الشعب، وإبراز دوره في إعادة أرض الفيروز مرة أخرى كما تقمص «دور الواعظ»، وناشد الشعب بالوقوف خلف الرئيس عبدالفتاح السيسي. ولم تكن تلك المرة الأولى التي يتحدث فيها مبارك إلى أحمد موسي فقد أجرى مداخلة هاتفية معه من قبل يُعقّب فيها على براءته في قضية قتل المتظاهرين قائلًا: «كنت أنتظر الحكم بثقة كاملة في الله، فعندما سمعت الحكم الأول ضحكت والحكم الثاني كنت منتظر حينها البراءة». اعتبر العديد هذه المداخلات الهاتفية لمبارك وغيرها التي أجراها من قبل في العديد من القنوات بداية جديدة لعودة مبارك ونظامه للحياة السياسية مرة أخري واتهم البعض الآخر النظام الحالي بأنه مظلة يستظل تحتها مبارك للعودة للحياة السياسية، في حين حذر آخرون من أن عودة مبارك للحياة السياسية دليل على أن النظام الحالي هو صورة للنظام القديم ولكن مع اختلاف الأشخاص خاصة بتكرار مبارك مطالبته للشعب بالوقوف خلف السيسي فهل يهدد ظهور مبارك نظام السيسي وماذا يريد من ظهوره؟ ولماذا يشجع الإعلام عودته بقوة؟. من جانبه، قال الدكتور محمد السعدني، الخبير السياسي ونائب رئيس جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، إن الواقع يؤكد عودة مبارك ونظامه بقوة للحياة السياسية فهو يظهر في العديد من البرامج من خلال المداخلات الهاتفية آخرها مداخلته مع الإعلامي أحمد موسي في ذكري تحرير سيناء وقبله ترشح أحمد عز للانتخابات البرلمانية وظهور أبناء مبارك جمال وعلاء في عزاء والدة مصطفى بكري. وأضاف السعدني في تصريحات خاصة ل"المصريون" أن عودة مبارك للحياة السياسية بالتنسيق مع الدولة، مشيرًا إلى أن مناشدة مبارك الدائمة للشعب بالوقوف خلف السيسي دليل على رغبته في اتخاذ السيسي منصة يحتمي به مما يحتم على السيسي إعلان موقفه صراحة من تلك الأحداث. في حين قال الدكتور حسن نافعة، الخبير السياسي، إن هناك قوى حريصة على عودة نظام مبارك للحياة السياسية مرة أخرى لتثبت للعالم أن النظام الحالي هو نفسه نظام مبارك وأنه لم يتغير شيء بعد ثورتي الخامس والعشرين من يناير و30 يونيو. وأضاف نافعة في تصريحات خاصة ل"المصريون" أن ظهور مبارك في الحياة السياسية مرة أخرى تشويه لنظام السيسي وللدولة، وبالتالي مطلوب من الرئيس عبدالفتاح السيسي أن يحدد موقفه مما يجري وأن يعرف إذا ما كان الإعلام خرج من طوع الدولة والنظام أم لا؟.