مدير معهد السموم الأسبق: الأسماك تحمل مواد سامة وعلينا تجنبها.. وخبير: غير صحيح حذر خبراء متخصصون في سمية المياه، من ترسب مكونات ضارة نتيجة سقوط شحنة الفوسفات في مياه النيل، مؤكدين أن التخوف الأكبر ليس من الفوسفات وإنما من عناصره القابلة للذوبان، بخلاف الفوسفات نفسه الذي يذوب نتيجة ظروف وعوامل معينة يستحيل توافقها في آن واحد. وقال الدكتور عبدالرحمن النجار، مدير معهد السموم الأسبق، إن "التخوف الشائع حاليًا هو التأثير الكبير الذي ستتعرض له الكائنات البحرية والأسماك، التي ستتشبع بالفوسفات ومترسباتها، وتنتقل بالتأكيد إلي الإنسان الذي يأكل لحوم الأسماك". وأضاف في تصريحات صحفية: "الفوسفات سوف يترسب في قاع النهر ويكون كميات من كالسيوم الفوسفات وهو ما سينمو عليه طحالب ونباتات تؤدي إلى موت كائنات حية هامة في مياه نهر النيل". واعتبر النجار، أن التأثير الأكبر سيظهر على أسماك النهر التي سوف تتغذى على الفوسفات وسيتم اختزاله في لحمها والذي سوف يجعلنا نتخوف بعض الشيء من اسماك نهر النيل في الفترة القادمة، ناصحًا بعدم تناول الأسماك حالياً وخاصة الأسماك النهرية التي من الممكن أن تأخذ وقت كبير حتى تصبح صالحة للاستهلاك. في المقابل، قلل الدكتور نادر نور الدين، الخبير الزراعي من المخاوف التي أثارها مدير مركز السموم الأسبق، لأنه يتحدث عن الخوف من "الكادميوم واليورانيوم والرصاص" الموجود كشوائب في خام الفوسفات. وأضاف "كل تلك العناصر أيضًا "غير ذائبة"، بالإضافة إلى أن ثاني الخامات هو فوسفات ثلاثي، والكالسيوم غير الذائب وموجود في وفرة من كربونات الكالسيوم (الجير) أيضا غير ذائبة وبالتالي الكادميوم واليورانيوم أيضًا موجودة على صورة كربونات الكادميوم وكربونات الرصاص وكربونات اليورنيوم وجميعهم مركبات غير ذائبة". وأوضح، أنه "إذا فرض وكانت الأيونات السائدة في مياه النيل "ذائبة" لأن مياه النيل عذبة طبعًا وليست أيونات أملاح ذائبة مثل الكلوريد والكبريتات في ملح الطعام مثلاً أو مياه البحر، نهر النيل يسود فيه أيونات الكربونات والبيكربونات من ناحية وأيونات الكالسيوم والمغنسيوم من ناحية ثانية". وأشار إلى أن أي "كادميوم أو يورانيوم" أو رصاص سيقابل أيونات الكربونات السائدة في مياه نهر النيل وهتترسب أيضًا، لأنه سيتحول إلى كربونات كادميوم وكربونات رصاص وكربونات يورانيوم". وتابع "أساتذة معهد السموم لا يعرفون أن خام الفوسفات يختلف كثيرًا عن سماد السوبر فوسفات أو المبيدات الفسفورية، قائلاً "ياريت تسيبوا لنا الموضوع ده لأن الخام والأسمدة ونهر النيل زراعة وماتقلقوش". ومضى قائلاً: "الكربونات هي السائدة في مياه النيل، وإذا أردت أن تتأكد فيمكنك أن تلاحظ "براد الشاي" واللون الأسود الذي يتكون في البراد عند مستوى الماء المتعود تعمل عليه الشاي"، لافتًا إلى أن "الكربونات هي الوحيدة التي تترسب بارتفاع درجة الحرارة ويزيد ذوبانها في البرودة". من جانبه، أكد المهندس ممدوح حمزة، الخبير الهندسي، أن الشحنة الغارقة في مياه نهر النيل منذ أربعة أيام لا يحتوى على الفوسفات، وإنما كاديوم ويورانيوم ومواد أخرى تسمى الشوائب، مؤكداً أن ''مركب الخام التي غرقت في النيل قرب قنا: لا تقل فوسفات بل بل تقل كاديم ويورانيوم ومواد أخري تسمى شوائب إجمالي المواد الضارة في الخام حوالي125كج/طن''. وانتقد حمزة موقف الحكومة في التعامل مع الأزمة، قائلاً: الحكومات الجادة تصنف هذه الواقعة من الكوارث البيئية ويجب إخبار المواطن بالعناصر الخطر وأخذ عينات وأخذ عينات علي مسافات علي طول مسار المياه لمده علي الأقل شهر وترسل لتختبر في 3 معامل مستقلة لتحديد جميع العناصر الخطر".