رئيس جامعة المنوفية يهنئ الأقباط بعيد الميلاد المجيد    جامعة المنيا تحقق معدلات مُرتفعة في سرعة حسم الشكاوى    سعر الجنيه الإسترلينى فى بنك CIB ب مقابل الجنيه المصري    زراعة الإسكندرية: جار تشكيل لجان مرور لحصر أي مخالفين بزراعة الأرز    سكرتير عام مساعد البحيرة يتابع تنفيذ مشروعات مياه الشرب والصرف الصحي    وزير الري: نعمل على توفير حياة كريمة للمواطنين بالصعيد    الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولي تُناقش آفاق التعاون مع وكالة تمويل الصادرات البريطانية    تفاصيل مشروعات الطرق والمرافق بتوسعات مدينتي سفنكس والشروق    رفع أطنان من المخلفات وصيانة أعمدة الإنارة في كفر الشيخ    مصادر العربية: وفد قطري يتوجه إلى القاهرة للمشاركة في مفاوضات اتفاق الهدنة بغزة    اندلاع نيران في خاركيف بأوكرانيا جراء هجمات روسية بعد منتصف الليل    عاجل| السيسي يعزي رئيس مجلس السيادة السوداني في وفاة نجله    كوريا الجنوبية: ارتفاع عدد الهاربين للبلاد من الشمال لأكثر من 34 ألفا    موعد بيرنلي أمام نيوكاسل يونايتد في الدوري الإنجليزي والقنوات الناقلة    الداخلية: ضبط عصابتين و171 سلاحا ناريا و298 كيلو مخدرات خلال يوم    عاجل.. حملات للمديريات التموين على الأسواق لتشديد الرقابة على المخابز والأسواق    إصابة 3 أفراد شرطة فى حادث تصادم سيارة "بوكس" بالدقهلية    شذوذ جنسي وشرب الحشيش.. ننشر اعترافات المتهم بذبح طفل شبرا الخيمة    التصريح بدفن طالبة سقطت من البلكونة أثناء نشر الغسيل بالجيزة    مستشار الرئيس: مصر في الطريق للقضاء على مسببات الإصابة بسرطان الكبد    الصحة السعودية تؤكد عدم تسجيل إصابات جديدة بالتسمم الغذائي    صافرة كينية تدير مواجهة نهضة بركان والزمالك في نهائي الكونفدرالية    عفروتو يرد على انتقادات «التقصير والكسل»    حملات لرفع الإشغالات وتكثيف صيانة المزروعات بالشروق    «الرعاية الصحية» تعلن خطة التأمين الطبي لاحتفالات عيد القيامة وشم النسيم    «الإسكان»: دفع العمل بالطرق والمرافق بالأراضي المضافة حديثاً لمدينتي سفنكس والشروق    عاجل| مصر تكثف أعمال الإسقاط الجوي اليومي للمساعدات الإنسانية والإغاثية على غزة    إندونيسيا: 106 زلازل ضربت إقليم "جاوة الغربية" الشهر الماضي    «أتوبيسات لنقل الركاب».. إيقاف حركة القطارات ببعض محطات مطروح بشكل مؤقت (تفاصيل)    "دفنوه على عتبة بيتهم".. أبوان يقيدان ابنهما ويعذبانه حتى الموت بالبحيرة    "تطبيق قانون المرور الجديد" زيادة أسعار اللوحات المعدنية وتعديلات أخرى    5 ملايين جنيه إيرادات أفلام موسم عيد الفطر أمس.. السرب في الصدارة    تامر حسني يوجه رسالة لأيتن عامر بعد غنائها معه في حفله الأخير: أجمل إحساس    طرح البوستر الرسمي لفيلم «بنقدر ظروفك» وعرضه بالسينمات 22 مايو    برج «الحوت» تتضاعف حظوظه.. بشارات ل 5 أبراج فلكية اليوم السبت 4 مايو 2024    ما حكم الإحتفال بشم النسيم والتنزه في هذا اليوم؟.. «الإفتاء» تُجيب    إيرادات فيلم السرب على مدار 3 أيام عرض بالسينما 6 ملايين جنيه ( صور)    «القومي للمرأة» يشيد بترجمة أعمال درامية للغة الإشارة في موسم رمضان 2024    هل بها شبهة ربا؟.. الإفتاء توضح حكم شراء سيارة بالتقسيط من البنك    مصرع 14 شخصا إثر وقوع فيضان وانهيار أرضي بجزيرة سولاويسي الإندونيسية    محافظ الوادي الجديد يهنئ الأقباط بمناسبة عيد القيامة المجيد    الصحة توجه نصائح هامة لحماية المواطنين من الممارسات الغذائية الضارة    رئيس هيئة الدواء يشارك في اجتماع «الأطر التنظيمية بإفريقيا» بأمريكا    بايدن يتلقى رسالة من 86 نائبا أمريكيا بشأن غزة.. ماذا جاء فيها؟    محمود بسيوني حكما لمباراة الأهلي والجونة في الدوري    عمرو وردة يفسخ تعاقده مع بانسيرايكوس اليوناني    تشكيل أرسنال المتوقع أمام بورنموث| تروسارد يقود الهجوم    المطرب هيثم نبيل يكشف كواليس فيلم عيسى    إسماعيل يوسف: «كولر يستفز كهربا علشان يعمل مشكلة»    حفل ختام الانشطة بحضور قيادات التعليم ونقابة المعلمين في بني سويف    سبت النور.. طقوس الاحتفال بآخر أيام أسبوع الآلام    هبة عبدالحفيظ تكتب: واقعة الدكتور حسام موافي.. هل "الجنيه غلب الكارنيه"؟    عضو «تعليم النواب»: ملف التعليم المفتوح مهم ويتم مناقشته حاليا بمجلس النواب    دينا عمرو: فوز الأهلي بكأس السلة دافع قوي للتتويج بدوري السوبر    دعاء الفجر مكتوب مستجاب.. 9 أدعية تزيل الهموم وتجلب الخير    دعاء الستر وراحة البال .. اقرأ هذه الأدعية والسور    طبيب يكشف سبب الشعور بالرغبة في النوم أثناء العمل.. عادة خاطئة لا تفعلها    المفتي: تهنئة شركاء الوطن في أعيادهم ومناسباتهم من قبيل السلام والمحبة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مطالبة بأن تشمل تحقيقات غرق العبارة الرئيس مبارك .. وسؤال للرئيس عن موقفه إذا كان حفيده المقرب من بين ركاب العبارة ؟ .. وهجوم عنيف على وصلة نفاق محافظ الشرقية للرئيس .. واستمرار الهجوم على قرار جمعة بمنع صدر صحيفة الوفد
نشر في المصريون يوم 08 - 02 - 2006

نبدأ جولتنا اليوم من صحيفة " المصري اليوم " المستقلة ، حيث يبدو أن مجدي مهنا لم يجد فائدة من الاستمرار في انتقاد الفشل الحكومي في التعامل مع أزمة غرق العبارة السلام 98 بمختلفة أوجهها ، فلجأ إلى كتابة رسالة على لسان طفل نجا من الكارثة لكن بعدما غرق والده والدته وأخويه ، وكتب يقول " أبي حسني .. أبي مات وأمي معه وكل أفراد أسرتي .. هذه هي الحقيقة الوحيدة الثابتة التي يدركها عقلي الصغير ولا يهمني كل ما يقوله رجالك أو أفراد حكومتك عن المركب وعن سلامته وعن التعويضات وعن عشرات من برقيات العزاء ولا أفكر في المستقبل الذي ينتظرني . كل ذلك لن يعيد لي أبي وأمي وأختي رحمة وأخي عبد الله .. إنني أريد منك شيئا واحدا هو معرفة اسم القاتل الذي تسبب في موت كل أفراد أسرتي ، وهذا القاتل قد يشمل بعضا من أفراد طاقم المركب أو مالكه أو من يتستر عليه ، لكن أبدا لن أقبل أن يلقى الاتهام على القضاء والقدر ولن اقبل منك أو من سلطة التحقيقات أن تحمل القدر والقدر المسئولية عما جرى . القدر والقضاء بريء مما حدث وبريء من دم هؤلاء الضحايا وبريء من دم أبي وأمي ورحمة وعبد الله . أبي حسني .. إنني لا أطلب منك الكثير ولا أكلفك ما هو فوق طاقتك .. إنني أطالب بحقي وبحق كل الأبرياء والشهداء الذين سقطوا في البحر ، أطالبك بالعدل الذي ستحاسب عليه كمسئول أمام الله . استحلفك بالله وبحفيدك الذي أعرف كم تحبه أن تقتص لي من هؤلاء القتلة ، إنني تقريبا في عمر حفيدك ولا أتصور قدر الله أن ما حدث معي حدث له فماذا يكون شعورك . لقد أوصاني أبي بشقيقتي رحمة بعد أن ألقى بنا في البحر داخل طوق للنجاة ، وقال لي : أنت راجل ما محمد خلي بالك من أختك ، وأختي رحمة ماتت ولم أكن على قدر المسئولية وكل ما أتمناه أن يكون هناك في هذا البلد من هو على قدر المسئولية وألا تموت الشهامة والمروءة والرجولة مع موت أبي وأمني ورحمة وعبد الله " . ننتقل إلى صحيفة " الغد " المعارضة ، حيث وجد الدكتور أيمن نور ، من محبسه ، في غرق العبارة بسبب سوء تصرف ربانها مؤشرا على الاختلال الذي أصاب القيادة في مصر بمختلف أشكالها وعلى كافة مستوياتها ، وكتب يقول " الجزء هو " العبارة " المنكوبة .. والكل هو وطن غارق في بحر الإهمال والاستهتار والاستخفاف بحقوق البشر من البسطاء ، نسخة متزايدة الشحوب تصدمنا بجرعة مضاعفة ومكثفة من الغم في أجواء مقبضة واجتمعت فيها كل عناصر أزمة وطن غارق وربنا واهم أن كل الأمر تحت السيطرة . لم يهتم القبطان لحظة غرق السفينة إلا أن ينجوا بنفسه ، قفز الرجل وبعض طاقمه من العبارة إلى أحد الزوارق فارا من المسئولية ومن جريمة العناد والمكابرة ، عندما رفض أن يوجه استغاثة منذ اللحظة الأولى التي اشتعلت فيها النيران وظل يوهم نفسه وكل من حوله والركاب أن الوضع تحت السيطرة بفضل قيادته وخبرته التي تجاوزت الربع قرن . القبطان العنيد كان أثيرا لثقافة سائدة وممتدة بطول البلاد وعرضها ، لا تعرف فضيلة المصارحة وشجاعة المكاشفة حيث لا ترى غير العناد والمكابرة وعدم التراجع والإصرار على الخطأ وتغييب الحقائق وتضليل أصحاب المصلحة في معرفتها حتى اللحظة الأخيرة وعندما تصل النيران إلى ملابسه شخصيا ، فلا يهتم إلا بالقفز من السفينة دون إن يكلف نفسه عناء الاستغاثة أو الاعتذار لهؤلاء الذين قادهم بجهله وعناده ومكابرته إلى الهلاك . وأضاف نور " العبارة إذن ليست فقط في حادثة العبارة لكنها في ثقافة القبطان – أي قبطان – وأي قيادة ، لا تعرف متى تستمر ومتى يصبح الاستمرار في القيادة جريمة ، يصعب احتمال أو تحمل آثارها والتأخر في معالجتها وطلب النجدة – من الغير – قبل أن تلتهم النيران كل ما كان في الاستطاعة إنقاذه لو كاشف القبطان نفسه والجميع بالحقيقة . الحقيقة كانت هي أول من غرق في حادث العبارة وتأخر وصول المعلومات كان هو القاتل الحقيقي لكل ركابها وأولهم القبطان الذي لاذ بالفرار في اللحظة الأخيرة متوهما أنه لن يطوله خطر الحريق ، فإذا به يكون أول الغرقين هو من حملهم معه في زورق وفكر ابن نوح . وسط هذه المأساة نود أن نسأل حكامنا الذين أعلنوا الحداد العام عندما توفي حاكم إمارة دبي ونجل ملك البحرين ، متى يعلنون الحداد الرسمي العام علينا إذا لم يعلن الحداد في آلاف الضحايا من أبناء هذا الوطن المكدود المثخن بجراح عميقة ، إننا نسأل الرئيس الذي لم يتسع وقته لحضور أي جلسة من جلسات الحوار الوطني الخمسة التي ضمنت قادة أحزاب مصر وفوض في هذا أمين مساعد حزبه وأمين حزبه ، ألم يكن من الأنسب أن تفوض غيرك في حضور تدريب الكرة استعدادا للدور قبل النهائي في الدورة الأفريقية كما فوضت مثلا وزير خارجية سيادتك في حضور قمة رؤساء دول أفريقيا " . نبقى مع غرق العبارة ، لكن نتحول إلى صحيفة "الدستور " المستقلة ، حيث كان رئيس تحريرها إبراهيم عيسي أكثر صراحة وعنفا ، فلم يطلب من الرئيس والحكومة البحث عن المسئول عن الكارثة ، لكن حملهما صراحة هذه المسئولية ، وكتب يقول " في كل مصيبة تحدث للبلد يكون همهم الأول هو نفاق حسني مارك قبل أي شيء آخر ، عقب كارثة غرق الباخرة هلل وكبر ويكاد زغرد المنافقون لأن الرئيس مبارك قد أمر بتحقيق فوري ، فورا قرروا تبرئة الرئيس من المسئولية تنزيها له عن الخطأ وتقديسا له من توجيه النقد والاتهام لسياسة حكمه ومنهج نظامه وانحيازه للأغنياء والمليونيرات على حساب فقراء البلد ، وكأن التحقيق الفوري الذي أمر به الرئيس لا يشمل الرئيس نفسه ، عن شعبه كيف تركه للإهمال والاحتقار ، وعن فقراء بلده كيف تركهم للعوز والحاجة ، وعن رجال أعماله الذين منحهم الحصانة وعن رجال حكمه الذين تواطأوا وتشاركوا مع رجال أعمال في نهب البلد ومص دم الفقراء ؟ كأننا لا نستطيع أن نرفع أدينا ( دعك من رؤوسنا ) لنواجه رئيسنا بالمسئولية أو نوجه له إصبع المساءلة . عندما حدثت كارثة طبيعية هي إعصار كاترينا في أمريكا وتعامل المسئولون هناك بإهمال يصل لحد الجريمة ، قال الجميع إن المسئول هو جورج بوش ووضعوا الاتهام على كتف رئيس الجمهورية شخصيا ، أما هنا فالرئيس منزه منزل ، فرعون الإله ، لا يقترب منه إنس ولا جان ، وحتى والناس غرقى أو حرقي ، كأنه ليس مسئولا بحكم منصبه عنهم كأن الناس كلهم محل مساءلة إلا هو ، وكأن مبارك لو لم يأمر بتحقيق فوري ما كان يمكم أن يحدث تحقيق فوري ( أو غير فوري ) سبحان الله وهول هو نصر مؤزر وحكمة مصفاة ورؤية ثاقبة وعقل راجح أن يأمر الرئيس بتحقيق في كارثة مثل هذه ، ثم سارع المنافقون والأفاقون والركع السجود إلى الإشادة الملحاحة السمجة بذهاب الرئيس إلى زيارة الناجين والمصابين في مستشفى الغردقة إلى درجة أن أحد المسئولين قال بمنتهى الوقاحة للإذاعة المصرية إن الناجين استعادوا قوتهم وفرحتهم لما رأوا الرئيس مبارك " . وأضاف عيسى " المؤكد أن كارثة غرق العبارة التي تحمل للمفارقة اسم السلام ، هي نموذج للإفساد السياسي في مصر فصاحب هذه البواخر التي تكاد تكون محتكرة رحلات البحر الأحمر كلها هو رجل أعمال وعضو مجلس شورى معين ، أي أن الذي عينه هو الرئيس مبارك لا أحد آخر بناء على تقارير مرفوعة وتزكيات مقدمة أو معرفة شخصية ، ومن ثم فقد حصل على الحصانة التي تمنع عنه وعن أعماله الرقابة والمحاسبة ثم هو شخصيا تربطه علاقة متينة ببعض القريبين ، يقولون إنها ليس صداقة فقط بل شراكة بينه وبين مسئول قريب جدا من الرئيس ونجله بل لعله أقرب المسئولين مكانا ومكانة لدى الرئيس ونجله وهذا ما وفر لرجل الأعمال حصانة مضاعفة ولكي تكتمل الدائرة الجهنمية فصاحب الشركة قيادي في الحزب الوطني ويتولى أمانة دائرة الرئيس ، تلك الدائرة التي تم تزويرها بمنتهى الفجر وقلة الأدب ضد السيدة مكارم الديري مرشحة الإخوان المسلمين ، إذا هذا هو الثالوث المقدس لأي رجل أعمال يريد أن يفعل ما يريد في هذا الوطن ، من أول احتكار الملاحة مرورا باحتكار الحديد . لم يعد ممكنا أن نتحدث الآن عن فساد في الإدارة ( إدارة مصر من القاع إلى القمة ) بل من المؤكد أنه يمكنك أن تتحدث عن إدارة فساد في مصر ، لم يعد الفساد عشوائيا بل صار الفساد منهجا لحكم البلد وصارت الإدارة الحاكمة هي التي تدير الفساد وتنظمه وتضع ضوابطه الداخلية وقواعده الشخصية كما يحدث تماما في القواعد المرعية بين العصابات وقبضايات الكبهاريهات . حتى بات الأمر مثيلا وشبيها ومشبوها تماما كما خرج ذات صباح من يوليو 52 رجل يقول في الإذاعة : " اجتازت مصر فترة عصيبة من تاريخها الأخير من الرشوة والفساد وعدم استقرار الحكم .. وتسبب المرتشون والمغرضون في هزيمتنا في حرب فلسطين ، وأما فترة ما بعد الحرب فقد تضافرت فيها عوامل الفساد .. وتولى أمرنا إما جاهل أو فاسد " . إما جاهل أو فساد وكأن 54 عاما لم تمر " . نعود مجددا إلى " المصري اليوم " ، حيث انتقد سليمان جودة بشدة نوبة النفاق التي انتابت المستشار يحيي عبد المجيد محافظ الشرقية خلال زيارة الرئيس للزقازيق ، وكتب يقول " ليس غريبا أن يقف المستشار يحيي عبد المجيد محافظ الشرقية أمام الرئيس مبارك وهو يزور المحافظة أول أمس ثم يقول مخاطبا مبارك : لقد جلست 40 عاما على منصة القضاة وأؤكد لكم الآن وبكل صدق أنني أكاد أسمع أصوات أهالي الشرقية جميعا يباركون خطواتك الإصلاحية . وليس غريبا أن يواصل المحافظ المستشار كلامه ، أمام الرئيس ، كما نشرت " المصري اليوم " صباح أمس فيقول " إذا كانت المنوفية تفخر بأنك مولود فيها فالشرقية تفخر أكثر بأنك كنت معلما في الكلية الجوية ببلبيس لمدة سبع سنوات . وليس غريبا ، والحال كذلك ، أن تلفت هذه الوصلة من النفاق الصارخ انتباه الرئيس ، إلى الحد الذي يجد نفسه مدفوعا إلى سؤال المحافظ المستشار عن بلده ، فيجيب الرجل بتلقائية مدهشة ومحزنة ومؤلمة أيضا ، ويقول " اللي تؤمر بيه يا ريس " ، فالمعنى أن بلد المحافظ ليس هو البلد الذي ولد فيه ولكنه البلد الذي يرى فيه الرئيس ، أنه كان على المحافظ أن يكون فيه . ولا أعرف حقيقة شعور أهالي البلد الذي ولد فيه المحافظ المستشار وهم يرونه يتنصل منهم ومنه مرة واحدة ، ويقرر أن يكون بلده هو البلد الذي يختاره له الرئيس . ولكن الذي أعرفه ونعرفه جميعا أن هذه ليست المرة الأولى التي يواجه فيها الرئيس نفاقا من هذا النوع وبهذه الدرجة ، فالمؤكد أنه واجه أشكالا وألوانا ، ولكن المؤكد أيضا ، في ظني ، أنها المرة الأولى التي يصدر فيها مثل هذا النفاق عن رجل قضاء سابق ، جلس على المنصة للحكم بين الناس 40 عاما " . وأضاف جودة " أن السؤال الأهم الآن ليس عن نفاق الرجل أمام الرئيس ، فهذا ليس بجديد وإنما مغزى ذلك ، خاصة أنه رجل قضاء سابق وأنه بالتالي يتمتع باستقلالية كاملة في عمله وفي شخصيته وفي رؤيته وأنه لا يخضع ولا يخنع أمام أي أحد حتى لو كان هذا الأحد هو رئيس الدولة . وأحب أن أطمئن المستشار يحيي عبد المجيد أنه ليس فريدا في الطريق وأن الدكتور مصطفى كمال حلمي على سبيل المثال كان معروفا عنه شدة الأدب مع الرؤساء والمرؤوسين على حد سواء حتى قيل عنه أنه كان يستأذن درج مكتبه إذا أرد أن يفتحه " . وقبل أن نترك " المصري اليوم " ، نلفت إلى ما الروفايل الذي نشرته الصحيفة اليوم عن النائب العام المستشار ماهر عبد الواحد ، وهو ما يبدو أنه جزءا من اتفاق ودي بين الصحيفة والنائب العام لإنهاء الأزمة التي نشبت بعد قيام الصحيفة بنشر مقال لجمال بدوي ينتقد فيه موقف عبد الواحد من الأزمة المحتدمة داخل حزب الوفد ، وجاء في البروفايل " اعتاد المصريون أن تثير القرارات التي يصدرها النائب العام جدلا واسعا لدي الرأي العام ، لأهميتها وخطورتها وتثير تلك القرارات حوارا بين المواطنين والقوى السياسية والاقتصادية . ويعد الانقسام حول تأييد قرارات النائب العام أو معارضتها أمرا طبيعيا وذلك في ظل وجود مصالح متعارضة بين أطراف أي نزاع ولكن ذلك لا ينفي استقلالية النيابة العامة حيث إن تبعيتها لوزارة العدل هي من الناحية الإدارية فقط ، طبقا للقانون " . وأضافت الصحيفة " اشتهر المستشار ماهر عبد الواحد بالحزم في العمل مع لين الجانب في التعامل مع المواطنين ورحابة الصدر في الاستماع لشكاواهم " . ننتقل إلى مجلة " الأهرام العربي " الحكومية ، حيث فتح عاطف حزين النار على الدكتور نعمان جمعة رئيس حزب
الوفد المعارض ، وكتب يقول " هل يجب أن أكون وفديا حتى أحزن وأغضب وربما أثور لما يحدث في شارع بولس حنا؟ هل يجب أن أعتب علي النائب العام وألعن المادة القانونية التي سمحت بإعادة نعمان جمعة إلي غرفة مكتبه بمقر الحزب؟ . وهل يجب أن أعتصم في زملائي الصحفيين الذين ذبحهم الدكتور نعمان عندما عزل رئيس تحريرهم عم عباس الطرابيلي وعطل جريدتهم عن الصدور لأول مرة منذ صدورها؟ . أظن أن ما يحدث الآن في حزب الوفد مهزلة مصرية شاملة بالقدر الذي يتجاوز اسم أي حزب‏.‏ ما حدث يؤكد أن الفوضي استطاعت أن تسيطر علي أوضاع كثيرة في هذا البلد وتغرس أنيابها الضاربة في لحمه‏,‏ فإذا ما قررت نزعها فلن تخرج تلك الأنياب إلا باللحم ولن تترك وراءها إلا ثقوبا تطلق الدم كما النوافير . المسألة إذن أكبر من نعمان جمعة رغم أن نعمان نفسه حالة مستعصية لا أمل فيها أو منها‏.‏ المسألة هي بنيان حزبي هش أقيم علي أساس طيني رخو اعتمد في بدايته علي السلطة الأبوية وأخلاق القرية وهيبة الباشاوات مع أن الأحزاب في كل الدنيا تقام علي أسس أخري "‏.‏ وأضاف حزين " من المؤكد ومن المنطقي أن قرار عزل رئيس حزب وتعيين رئيس مؤقت وفتح باب الترشيح لاختيار رئيس جديد هو حق أصيل لأهل ذلك الحزب الذين فعلوا ذلك علي اعتبار أنهم هم الذين وضعوا اللائحة وهم الذين يطبقونها وهم تماما كأهل مكة أدري بشعابها‏.‏ وحين استقبل الشارع المصري الذي لا يعترف أغلبه بالأحزاب قرارات الهيئة العليا للوفد بارتياح إنما كان ذلك بسبب الممارسات التعسفية التي كان يمارسها د‏.‏ نعمان جمعة فور توليه مقاليد الحكم‏.‏ كانت سلوكيات الرجل الرئاسية تؤذي مشاعر الجميع‏..‏ خاصة الذين كانوا يحلمون بتجربة حزبية محترمة تخرج مصر من إسار التنظيم الواحد المهيمن علي البرلمان ومجلس الشورى والمجالس المحلية‏..‏ الحالمون بترف التعدد السياسي في مصر كان يؤلمهم مسلك رئيس حزب لا يقدم حلولا لمشاكل البلد بقدر ما يلمع نفسه في جريدة الحزب ويطلق تصريحات عجيبة عن الديمقراطية وحقوق الإنسان والحرية والعدل بمنتهي الحماس‏,‏ مع أن الجميع يري أثر دماء المفصولين والمجمدين علي يديه‏.‏ فإذا كان نعمان جمعة عاد إلي ممارسة كل ذلك بحكم القانون‏,‏ فليقل لنا أحد ما قيمه القانون إذا لم ينظم حياة البشر؟ وما هو هذا القانون الذي يسمح لرجل تم التخلص منه لأنه متهم بتدمير كيان كبير؟ فما أن يعود بحكم القانون حتى يفصل رئيس تحرير جريدة الوفد ويقرر هكذا حجبها عن الصدور‏.‏ كيف تطالبوننا باحترام القوانين وأحدها يفعل بنا ذلك؟ كيف نصفق لقرار النائب العام الذي ترتب عليه موقف من د‏.‏ نعمان يقضي بتشريد العشرات من الزملاء الصحفيين أغلبهم أزواج وآباء صدقوا التجربة الديمقراطية وانضموا إلي صحيفة حزبية علي الرغم من إمكانية عملهم في صحف أخري أكثر أمانا لأن رؤساءها لا يملكون حق الاستيقاظ صباح يوم السبت فيقرروا عدم صدور الجريدة يوم الأحد؟ " . نتحول إلى صحيفة " الأهرام " الحكومية ، حيث نشر أنيس منصور رسالة تلقاها من الدكتور نبيل فتح الله الأستاذ بكلية الهندسة بجامعة الأزهر ، جاء فيها " إن مستوي التعليم قد انحط من خمسين عاما‏,‏ وأن هذا الانحطاط والتخلف قد أصاب التلميذ والطالب من الابتدائية حتى الدكتوراه‏,‏ وأن أكثر الباحثين المصريين لا يستطيعون أن ينشروا أبحاثهم في المجلات العلمية المحترمة لأنهم لم يكتشفوا شيئا جديدا‏,‏ وإذا حاولوا برغم ذلك أن ينشروا أبحاثهم‏,‏ فإن أحدا لن يستجيب لهم‏.‏ إن المشكلة الحقيقية عندنا هي أننا لا نستشعر المشكلة‏!‏ . ومن الغريب أن عددا من المسئولين الرسميين لا يرون ذلك‏,‏ بل ظهروا علي التليفزيون يؤكدون أن مصر بخير‏,‏ وأن مصر ولادة‏,‏ ولا يمكن أن تكون مصر بخير‏,‏ ولا أن تلد أحدا له قيمة‏,‏ مادام فيها مثل هؤلاء المسئولين الذين لا يعرفون ما يقولون‏,‏ ولا دراية لهم بما حدث في الدنيا حولنا‏..‏ ولا يهم كثيرا أن يكون للجامعات المصرية أي مكانة بين الجامعات العالمية‏,‏ أو في قارة إفريقيا‏!‏ . إن هذا النمط من الناس يؤمنون بالقناعة في العلم والرضا التام عن النفس‏,‏ وأنه لا قبلنا ولا بعدنا‏,‏ وأننا ما حصلناش في العلم والبحث‏!‏ ". وعلق منصور على الرسالة ، بالقول " مع الأسف‏,‏ إن كثيرين جدا من الأساتذة الكبار في مصر يخجلهم أن يعترفوا بحقيقة التخلف العلمي عندنا‏,‏ وأن أحدا لا يفكر‏,‏ ولا عنده خطة‏,‏ ولا عنده فلوس‏,‏ ولا هو جاد في أن يبحث ويضيف جديدا إلي ما اهتدي إليه الباحثون الآخرون‏.‏ ولم يجد الباحثون إلا حلا واحدا هو أن يتركوا هذا البلد الذي أنفق المليارات علي التربية والتعليم من أجل أن يهاجر الشباب إلي بلاد أخري‏.‏ لقد قلت هنا كثيرا وطويلا‏,‏ وغيري قال‏,‏ ولكن لا حياة لمن تنادي‏,‏ ولمن يسمع‏,‏ ولمن يملك الفلوس والقرار‏,‏ ومع ذلك نشكك في كل ما تنشره المجلات العلمية المحترمة عن نفسها‏,‏ ولا تنشره عن مصر‏ ".‏ نعود إلى صحيفة " الأهرام ، حيث يبدو أن عبده مباشر مازال يواصل سلسلة مقالاته الخارجة عن أي سياق ، إذ حذر اليوم الحكومة من عقد أي مصالحة مع جماعة الإخوان المسلمين ، وكتب يقول " خلال تصاعد موجة العمليات الإرهابية في مصر التي قادتها كل من منظمة الجهاد والجماعة الإسلامية‏,‏ تمكن بعض من أصحاب النوايا الحسنة ومعهم فريق من الحواة والدعاة من توريط وزير الداخلية آنذاك ومن خلفه الحكومة في عملية مصالحة مع هاتين الجماعتين‏.‏ وفات أصحاب النوايا الحسنة وإن لم يفت فريق الدعاة والحواة أنه لا يمكن للحكومة أن تتصالح مع من تسببوا في إنهاك مصر اقتصاديا وهزوا استقرارها وعملوا علي إفقادها الإحساس بالأمان‏,‏ وأنه من غير المعقول أن يفلت الإرهابيون من مسئولية الدماء التي أهدروها والأرواح التي ازهقوقها‏.‏ المهم أن هاتين الجماعتين قد تراجعتا عن منهج العنف‏,‏ واعترفتا بأنهما كانتا علي خطأ‏,‏ وتحملتا المسئولية كاملة عن العمليات التي تم تنفيذها والنتائج التي ترتبت عليها‏,‏ وأصدرت جماعة منهما سلسلة من الكتب تضمنت تراجعا عن الأفكار والمنهج السابق‏ ".‏ وأضاف مباشر " الآن‏,‏ وبعد وصول‏88‏ نائبا من الإخوان المسلمين إلي مقاعد مجلس الشعب طرح بعض الحواة من جديد فكرة المصالحة الوطنية‏,‏ أي المصالحة بين السلطة والإخوان المسلمين‏.‏ لقد رأوا أن الفرصة سانحة للطرق علي الحديد وهو ساخن‏,‏ لإخراج الجماعة من مأزق رفض القبول بها الذي استمر طويلا كنتيجة لسلسلة الأخطاء التي وقعت فيها‏,‏ عبر تاريخها والتي مازالت ترفض الاعتذار عنها‏.‏ وينسي هؤلاء الحواة‏,‏ أن انخراط أي قوة سياسية في حياة ديمقراطية‏,‏ لابد أن يسبقه التزامها المؤكد بالديمقراطية وأن ينعكس ذلك علي بنيتها الداخلية وأسلوب صناعة القرار بها‏.‏وبالضرورة لا يمكن القبول بقوة سياسية تضمر استخدام الديمقراطية لضرب الديمقراطية عندما تسنح لها الفرصة‏.‏ ومن المهم أن يستفيد الجميع من فشل النظم السياسية الدينية المعاصرة في كل من إيران والسودان وباكستان ناهيك عن تجربة طالبان في أفغانستان‏.‏ ففي كل هذه الدول وغيرها‏,‏ لم تتمكن السلطة الدينية من تحقيق إنجاز يحسب لها‏,‏ أو ينقل الشعب إلي حياة أفضل "‏. نختتم جولة اليوم من صحيفة " الدستور " ، وتلك اللقطة الساخرة لبلال فضل ، الذي كتب يقول " منذ أن طلع الشاب الأمير جمال مبارك علينا من ثنيات روز اليوسف اليومية بحواره الشامل الدافق المتدفق عن أوضاع مصر التي في خاطره ودمه ، ولا تكاد تفتح صحيفة أو مجلة قومية إلا وترتطم بمقال يقوم بتحليل ذلك الحوار وتأمله واستيعابه وتفسيره وتقريبه للناس بشكل لم تحظ به خطابات والده السيد الرئيس نفسها بل وربما لم يحظ به الميثاق أيام الرئيس عبد الناصر أو كتاب البحث عن الذات أيام الرئيس السادات ، ولو اقتصر الأمر على صغار الموالسين الطامحين في دور يسنده لهم مخرج العرض المسرحي الدائر الآن في أنحاء مصر لهان الأمر ، لكن العدوى التحليلية امتدت إلى موالسين كبار ظننا أن إقصاءهم عن الساحة قد يجعلهم يختشون على دمهم ولو قليلا ، لكنهم لم يراعوا إلا ولا ذمة وأخذوا يحللون كلام جمال مبارك كأنه يحمل في طياته ماء المحاياة لمصر ، وربما تشهد الأيام القادمة جمع كل هذه المقالات والدراسات التحليلية في مجلدات ضخمة تحمل عناوين " أوضح المسالك إلى حوار جمال مبارك " و" المنقذ من الضلال في حوار جمال مبارك وكمال " و " نيل الأوطار في ما غمض عن قارئي الحوار " وقاكي الله يا مصر شر أولاد ال .. عصر " .

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة