"إلى هؤلاء الذين شاركوا فى ثورة يناير العظيمة وأيدوها ودافعوا عنها وحلموا معها بوطن أكثر عدلاً و حرية.. إلى الذين أصابهم التعب وسيطر عليهم الإحباط وهم يرون حلمهم يغيب وأمانيهم تتراجع.. إلى كل هؤلاء النبلاء الذين خذلتهم النخبة - للأسف - وأضحت لا تعارض السلطة الحاكمة بما يليق بتضحيات الشهداء.. "آن الأوان أن نلتقى من جديد". كانت هذه نقاط من سطور البيان التأسيسى لحملة "البداية" التى دشنها شباب ثوري، آملين أن تكون وعاء يجمعهم من جديد بعدما فرقتهم الأحداث ومنعهم غياب السجون، وأن تكون بداية لتحقيق أهداف الثورة ونهاية للفساد والظلم والدكتاتورية. أعادت الحملة للأذهان حركة "كفاية" التى أسسها ساسة ومثقفون وشخصيات 2004 رفضًا لوجود مبارك وللمطالبة بتغيير سياسى حقيقى فى مصر، وبإنهاء الظلم الاقتصادى والفساد فى السياسة الخارجية. قال محمد دومة، أحد مؤسسى الحملة، المكونة من مجموعة شباب ثورى وأبناء 25 يناير أبرزهم "عمرو بدر، رئيس تحرير بوابة يناير، والنشطاء أسماء محفوظ، وشريف دياب، ومحمد رشاد، وعدد آخر الثوار"، إن السبب وراء تدشين الحملة هو محاولة لم شمل شباب الثورة وتجميع شتاتهم، وعودتهم إلى معسكر ثورة 25 يناير، كما كانوا يدًا واحدة وصوت واحد، بعد تفرقهم نتيجة الأحداث الأخيرة التى شهدتها الساحة السياسية مؤخرًا، من خلال الرجوع للتواصل معهم مرة أخرى لاستكمال الثورة. وأوضح أن أبرز أهداف الحملة: "الإفراج عن كل سجناء الرأي، وإسقاط قانون التظاهر، وإعادة هيكلة وزارة الداخلية، ومحاكمة تنظيم التعذيب بداخلها، إعداد مشروع قانون للعدالة الانتقالية يقتص لدماء الشهداء، و محاكمة كل من تورط فى الفساد والنهب والدم بداية من عهد المخلوع مبارك و حتى الآن، والضغط من أجل عدالة اجتماعية تضمن إنهاء البطالة، ومكافحة جادة للفقر والانحياز لحق الفقراء فى الحياة، ووضع قانون جديد للعمل يضمن الحق فى الأجر العادل والتأمين والإجازة وكل سبل تأمين حياة كريمة لكل العاملين بأجر". وأشار دومة ل"المصريون" إلى أن الحملة بدأت منذ عدة أيام وتتواصل مع أحزاب وحركات وشخصيات سياسية معروفة ذكر منها: "6 إبريل، والاشتراكيون الثوريون، ومش رئيسى وآخرين" ومن الساسة تواصلت الحملة بحسب "دومة" مع جميلة إسماعيل، القيادى بحزب الدستور، وعدد آخر من شخصيات من ذات الحزب". ومن أبرز الشخصيات التى وقعت على الحملة هم الناشط والبرلمانى السابق زياد العليمي، والكاتب الصحفى الشاب تامر أبو عرب وآخرين ساسة وثوريين- بحسب دومة. وبسؤال مؤسس "البداية" عن موقفهم من المطالبة بإسقاط النظام وهل يندرج ذلك تحت أهدافها، أكد دومة، أن ذلك غير مطروح على أولوية أجندة الحركة فى البداية؛ ولكن إن لم يستجاب للمطالب سالفة الذكر سيكون للحملة رأى آخر- بحسب قوله. وأردف: "نرفض أساليب الداخلية، ونظام مبارك عاد أشرس مما كان، ومفيش أى إمكانيات لتغيير حياة البسطاء، فالغنى يزداد غناء والفقير يزداد فقرًا". وعن الشكل الذى ستتخذه الحملة لمعارضة النظام وتجميع شباب الثورة قال "دومة" إن آلية ذلك هو صفحة الحملة "البداية- begin" وتواصل غير معلن بين باقى فئات الشعب ومنظمات المجتمع المدنى لعدم الاستهداف الأمني. وفى سياق مختلف رد "دومة"، على موقف الحركة تجاه انضمام الشباب ذات التوجه الإسلامى لاسيما "الإخوان" حيث رحب مؤسس الحركة بانضمامهم مع الالتزام بمطالب الحملة أما إذا أصر بأفكار التنظيم ومطالب الإخوان التى يستحيل تحقيقها فلن يقبلوهم بحسب قوله. وفى إطار هذا السؤال أيضًا أبدى محمود الدموكي، منسق حركة 18، المحسوبة على الحركات الإسلامية المؤيدة لشرعية الرئيس المعزول محمد مرسى والرافضة للنظام الحالى رفضه لهذه الحملة قائلاً: نحن نطالب بإسقاط ما وصفه ب"الانقلاب" ولم نتحالف مع الحملة. وأضاف، أنهم لو انضموا لهذه الحملة فهذا يعد اعترافًا بالنظام مضيفًا: "نحن لن نعترف بالنظام وهدافنا إسقاط حكم العسكر أولا وحق الشهداء، ورجوع الرئيس المنتخب والإفراج عن المعتقلين". وفى السياق ذاته، أشاد خالد إسماعيل، القيادى بحركة 6 إبريل، بأهداف الحركة المعلنة واصفًا إياها ب"النبيلة" كما أثنى على مؤسسيها ومن بينهم أعضاء من جبهة طريق الثورة. وأكد، أن الحركة طرحت فكرة مشاركتها وانضمامها للحملة بالمكتب السياسي، وستقرر ذلك بعد معرفة تفاصيل عنها عبر مؤتمر للحركة قريبًا. واختتمت الحركة بيانها: "يا شباب مصر لقد باتت وحدة كل الشباب المؤمنين بالديمقراطية والدولة المدنية والنضال السلمى أمرًا مصيريًا.. ولقد بات من المؤكد أننا سننتصر على الفساد و الاستبداد إذا توحدنا و تمسكنا بحلمنا فى وطن خال من الفساد والمحسوبية والواسطة والفقر والتعذيب وانتهاك حقوق الإنسان".