قال الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، اليوم الجمعة: "أتمنى أن تكون معارك جناق قلعة مثالاً لكافة المجتمعات، في تحوّل الآلام المشتركة إلى وسيلة للصداقة والمحبة والسلام، وليس لخلق عداوات جديدة، وينبغي على كافة البلدان والمؤسسات الدولية والمجتمعات أن تدعم أجواء التسامح والصداقة هنا؛ من أجل الاستقرار والازدهار العالمي، فالمشهد المتمثل هنا يعد عبرة للتيارات الإرهابية والعنصرية والإسلاموفوبيا وكافة أشكال الكراهية". جاء ذلك خلال كلمته في شبه جزيرة غاليبولي، بمناسبة الذكرى المئوية لانتصار العثمانيين على الحلفاء في معركة جناق قلعة. وأضاف أردوغان قائلاً : "أجدّدُ باسمنا جميعًا اعتزامنا على العمل؛ من أجل تحقيق السلام والاستقرار والرفاه للعالم أجمع، أمام ذكرى مئات الآلاف من الشباب الأعزاء، الذين يرقدون في شبه الجزيرة الصغيرة هذه".
وأردف الرئيس التركي قائلاً: "كل شاب سكب دماءه فوق هذا التراب، ليس ضيفنا فحسب، بل هو أحد أبناءنا، واليوم نحيي ذكرى جميع الجنود الذي فقدوا أرواحهم فوق هذا التراب، وأضرحتنا كافة ترمز لنصف مليون جندي فقدوا حياتهم هنا".
حيث أشار أردوغان إلى أن شبه جزيرة غاليبولي؛ تعد أهم جبهات القتال في الحرب العالمية الأولى، مؤكداً بالقول: "قبل مئة عام وفي هذه الجبهة، سار مئات الآلاف من جنودنا نحو الموت دون أي تردد، للدفاع عن مقدساتهم، ووطنهم، وشرفهم، وفي الجهة المقابلة قاتل مئات الآلاف من الجنود من شعوب مختلفة جاؤوا من شتى أنحاء العالم، بشجاعة وعزيمة؛ من أجل حُلمهم وأهدافهم، وأستذكرهم كلهم بالرحمة والاحترام".
كما أشار أردوغان إلى أن جناق قلعة؛ هي المكان الصائب لإعطاء رسالة سلام إلى العالم، معرباً عن شكره للزعماء وممثلي الدول - حضروا مراسم إحياء الذكرى المئوية لمعركة جناق قلعة - وذلك لمساهمتهم في إعطاء رسالة سلام قوية إلى العالم.
ووصل إلى ولاية جناق قلعة التركية، زعماء، ورؤساء، وممثلين من 100 دولة، ونحو 10 آلاف شخص من نيوزيلندا وأستراليا والدول الأخرى، للمشاركة في احتفالات اليوم الثاني، للذكرى المئوية لمعارك جنق قلعة إبان الحرب العالمية الأولى، التي تجري اليوم في منطقة غاليبولي.
جدير بالذكر أن منطقة غاليبولي شهدت معارك جناق قلعة عام 1915 بين الدولة العثمانية والحلفاء، حيث حاولت قوات بريطانية، وفرنسية، ونيوزلندية، وأسترالية بمحاولة احتلال إسطنبول عاصمة الدولة العثمانية آنذاك، وباءت المحاولة بالفشل، وكلفت تلك المعارك الدولة العثمانية أكثر من 250 ألف شهيد، فيما تكبدت القوات الغازية بنفس ذلك العدد تقريبًا، وخاصة قوات الأنزاك، وهي قوة عسكرية أسترالية، تشكَّلت في مصر إبان الحرب العالمية الأولى، وشاركت مع قوات الحلفاء الأخرى في اجتياح شبه جزيرة غاليبولي في 25 نيسان/ أبريل عام 1915م.