طالب الاتحاد الأوروبي، باتخاذ إجراءات عاجلة من أجل منع تكرار حوادث غرق المهاجرين في مياه البحر المتوسط ، وذلك في أعقاب حادث غرق قارب يقل 700 مهاجر غير شرعي قبالة السواحل الإيطالية فجر أمس الأحد في أكبر كارثة إنسانية في تاريخ الهجرة غير الشرعية. وذكر بيان صادر عن المفوضية الأوروبية، أمس، "نحن نشعر بقلق بالغ حيال التطورات المأساوية التي شهدها البحر المتوسط خلال الأيام الأخيرة. فالحقائق مؤلمة للغاية، لذلك يجب أن تكون تحركاتنا شجاعة. فحينما يتعلق الأمر بحياة بشر علينا أن نقوم بكل مسؤولياتنا الأخلاقية والإنسانية". وأوضح البيان أن المفوضية الأوروبية في حالة تشاور مع المنظمات الدولية، والدول الأعضاء من أجل استيراتيجية الهجرة الأوروبية الجديدة التي سيتم الإعلان عنها في منتصف أيار/مايو المقبل، مضيفا "لابد أن تكون هناك تحركات عاجلة للتصدي لتلك الحوادث. فنحن بحاجة إلى مقاربة شاملة يمكنها إدارة مسألة الهجرة بكافة أبعادها". ومن جانبها قالت "فيدريكا موغريني" الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، في بيان لها: "لقد آن الأوان ليجد الاتحاد الأوروبي حلا لهذه المآسي. فما يحدث قبالة سواحل إيطاليا، وما يحدث بشكل يومي عند الحدود الجنوبية لأوروبا، لا يمكن قبوله بالنسبة لاتحاد تأسس على قيم التضامن واحترام حقوق الإنسان وكرامته. ومن ثم علينا أن نحمي جميعا حياة الإنسان، وأن نواجه تهريب البشر ونحمي حدودنا معا". ولفتت المسئولة الأوروبية إلى أن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، سيجتمعون اليوم الاثنين بلوكسمبورغ، وأن الاجتماع سيتناول مسألة الهجرة غير الشرعية، وأنهم سيقدمون مجموعة من التوصيات خلال الاجتماع بخصوص دولة ليبيا التي تعتبر محطة من المحطات الهامة التي تنطلق منها الهجرة غير الشرعية، بحسب البيان. وفي سياق متصل ألغى "ديميتريس افراموبولوس" المفوض الأوروبي المكلف بالهجرة والشؤون الداخلية والمواطنة، زيارته لأسبانيا، لكي يشارك في اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، اليوم. وكانت تقارير تلفزيونية حكومية قالت إن قارباً يحمل على متنه حوالي 700 من المهاجرين غير الشرعيين، قد غرق، فجر اليوم الأحد، في مضيق صقلية في أقصى جنوبإيطاليا، فيما تعد أكبر كارثة إنسانية في تاريخ الهجرة غير الشرعية بحراً إلى إيطاليا. وفي وقت سابق أمس، دعا "أنطونيو جوتيريس" مفوض الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين، إلى ضرورة دراسة أوروبا الأسباب التي تدفع المهاجرين إلى نهاية غرق مأساوية، كما قال رئيس الوزراء الإيطالي، ماتيو رينزي، إن بلاده ستطلب عقد قمة للاتحاد الأوروبي في أقرب وقت ممكن لبحث تداعيات تلك الأحداث ونقل التلفزيون الحكومي الإيطالي عن رينزي قوله في ختام اجتماع عاجل لمجلس الوزراء الإيطالي، مساء اليوم، لدراسة الموقف إن "ما تقوم به إيطاليا من جهد، وبشكل منفرد تقريباً، هو عمل فوق العادي، وسنطلب عقد قمة للاتحاد الأوروبي في أقرب وقت ممكن (لم يحدده)". ووفقاً لأرقام منظمة الهجرة الدولية، فإن أكثر من ثلاثة آلاف شخص لقوا حتفهم العام الماضي في مياه البحر المتوسط أثناء محاولتهم الوصول إلى الدول الأوروبية بطرق غير شرعية، في حين أشارت أرقام منظمة "أنقذوا الأطفال" البريطانية الأهلية إلى وصول أكثر من خمسة آلاف مهاجر غير شرعي، بينهم 450 طفلأ، إلى إيطاليا ما بين 11 و 13 أبريل الجاري. وارتفعت وتيرة هجرة الأفارقة إلى إيطاليا بشكل غير شرعي في الآونة الأخيرة، وهو ما أدى إلى ارتفاع عدد الحوادث التي تسفر عن مقتل عدد كبير منهم. وفي أكتوبر الماضي قتل 400 مهاجر غير شرعي، عندما انقلب قاربان كانا يقلانهم إلى إيطاليا. وعقب ذلك الحادث أطلقت إيطاليا عملية بمشاركة 920 عسكرياً، و4 سفن من سلاح البحرية لإنقاذ المهاجرين غير الشرعيين في البحر المتوسط عن طريق السفن التابعة للبحرية الإيطالية. وأفادت الأممالمتحدة، في تقرير لها، مؤخرا، بأنه "ما بين شهري مارس/ آذار، وأغسطس/ آب من العام المنصرم دخل أكثر من 30 ألف مهاجر غير شرعي إلي ليبيا بطرق متعددة".