قال وزير الخارجية التركي "مولود جاويش أوغلو" إن الرئيس "رجب طيب أردوغان" سيقوم بافتتاح المركز الثقافي الحضاري التركي - الأمريكي - عبارة عن جامع ومركز ثقافي - بولاية ميريلاند الأمريكية، وأن الرئيس "باراك أوباما" قد "قبل من حيث المبدأ أن يرافقه في الافتتاح". جاء ذلك في التصريحات التي أدلى بها الوزير التركي، اليوم الأحد على هامش زيارة تفقدية للمركز المذكور، والتي التقى خلالها عددا من المسؤولين عن إدارته، وأطلعوه على معلومات بحق الأنشطة المختلفة التي يقومون بها، وعقب ذلك التقى عددا من المسلمين المقيمين بولاية ميريلاند.
وأوضح الوزير التركي أن هذا المركز تم إنشاؤه ليكون دار عبادة لكل المسلمين بأمريكا، بحسب قوله، مؤكدا أن الرئيس التركي هو من سيقوم بافتتاح المركز، خلال فترة زمنية قصيرة- دون أن يذكر تاريخا محددا لذلك-". وذكر أن "أردوغان" عرض على نظيره الأمريكي، في اتصال هاتفي جرى بينهما، أن يفتتح معه المكان، وأن الأخير "قبل العرض من حيث المبدأ".
وأعرب "جاويش أوغلو" عن سعادته لما شاهده في الولاياتالمتحدة من تعاون وتضامن بين المسلمين، مشيراً في الوقت ذاته إلى وجود العديد من الصعوبات التي تواجه المسلمين في بلاد غير أوطانهم "تأتي في مقدمتها ظاهرة الإسلاموفوبيا".
وتابع قائلا: "ومن ثم فإن الوظيفة التي تقع على عاتقنا هى نقل الصورة الصحيحة للدين الإسلامي، كدين يدعو للسلام، وينبذ الإرهاب والإرهابيين. لكن مع الأسف فإن العديد من التنظيمات الإرهابية كداعش والقاعدة تضر بصورة الإسلام في أنحاء مختلفة من العالم".
وأكد "جاويش أوغلو" أن تركيا تبذل كل ما في وسعها من أجل تقديم يد العون والمساعدة للمسلمين في كافة أنحاء العالم "ولا سيما في ميانمار والصومال وجيبوتي"، مستعرضا نماذج من الأعمال المختلفة التي قدمتها تركيا لهذه الدول لتطوير بناها التحتية من خلال عدة مشاريع تنموية، بحسب قوله.
وأوضح الوزير التركي أن المخاطر التي تواجه المسلمين "ليست مقتصرة فقط على ظاهرة الإسلاموفوبيا، وإنما هناك ايضا العديد من اللوبيات المختلفة التي تشن حملة تشويه ضد تركيا والعالم الإسلامي في مختلف أنحاء العالم - في إشارة إلى الأرمن-".
ولفت إلى أن الجالية الأرمينية بالولاياتالمتحدة "تقوم بالعديد من الأعمال المناهضة لتركيا والعالم الإسلامي بشكل مؤثر"، موضحا أن المسلمين الذين لقوا حتفهم في أحداث العام 1915 - إبان الحرب العالمية الأولى - عانوا نفس الألام التي عاناها الأرمن. لكن بابا الفاتيكان، والعديد من القادة الأوروبيين، والمؤسسات المختلفة كالبرلمان الأوروبي، مارسوا من خلال تصريحاتهم ومواقفهم حيال تلك الأحداث، نوعا من العنصرية فرقوا فيها بين المسلمين وغيرهم".
وأضاف "جاويش أوغلو": "ونحن لا يمكننا القبول بهذا، فالأرمن ومن يدعمونهم مؤثرون جدا في الولاياتالمتحدة. لكن سفيرنا بواشنطن أكد لي أنكم- أي الجالية الإسلامية - ستدعموننا في مواجهتهم، لذلك أُريد أن أتوجه لكم بالشكر جميعا".
وفي نهاية حديثه دعا الوزير التركي الجالية الإسلامية في واشنطن للمشاركة في "مسيرة السلام والتضامن" التي ستنظمها المنظمات الأهلية التركية - الأمريكية، في ال24 من الشهر الجاري - الذي يوافق الذكرى المئوية الأولى لأحداث 1915-.
يذكر أن الأرمن يطلقون بين الفينة والأخرى نداءات تدعو إلى تجريم تركيا، وتحميلها مسؤولية مزاعم تتمحور حول تعرض أرمن الأناضول إلى عملية إبادة وتهجير، على أيد الدولة العثمانية إبان الحرب العالمية الأولى، أو ما يعرف بأحداث عام 1915، كما يفضل الجانب الأرمني التركيز على معاناةالأرمن فقط في تلك الفترة، وتحريف الأحداث التاريخية بطرق مختلفة، ليبدو كما لو أن الأتراك قد ارتكبوا إبادة جماعية ضد الأرمن.
وكان البرلمان الأوروبي ، قد أصدر الأربعاء الماضي، قرارا غير ملزم بأغلبية أعضائه، يدعم مزاعم الأرمن المتعلقة بأحداث عام 1915، ويطالب تركيا بقبول تلك المزاعم، حيث وصفت الخارجية التركية قرار البرلمان الأوروبي بأنه "مثير للسخرية" قائلة: "نحن لا نأخذ على محمل الجد من أقروا هذا النص الذي يقتل التاريخ والقانون".
كما وصف بابا الفاتيكان "فرانسيس"، أحداث 1915 بأنها كانت "أول إبادة جماعية في القرن العشرين وقعت على الأرمن"، خلال ترأسه الأحد الماضي (13 نيسان/ أبريل)، قداسًا خاصًا في كاتدرائية القديس بطرس، بمشاركة الرئيس الأرميني "سيرج ساركسيان"، إحياءً لما يسمى ب "ذكرى ضحايا الأرمن" الذين فقدوا حياتهم عام 1915.
وقال الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" (ردًّا على تصريحات بابا الفاتيكان الداعمة للمزاعم الأرمنية): "عندما يقوم السياسيون ورجال الدين بما ينبغي على المؤرخين القيام به؛ تتلاشى الحقائق ويظهر أمامنا ذلك الهذيان الذي نراه اليوم، وأود بهذه المناسبة أن أجدد دعوتي لتشكيل لجنة مشتركة، وأن أؤكّد على شفافيتنا في فتح أرشيفنا بالكامل، ويحضرني أن أوجه إدانتي وتحذيري للبابا، من مغبة تكرار مثل هذه الأخطاء، التي أعتقد أنه لن يقع فيها مجددًا".
وسارع الفاتيكان بعد ذلك - على لسان المتحدث باسمها الراهب "فيديريكو لومباردي" - إلى تبرير العبارة التي استخدمها البابا، حيال أحداث 1915، بالقول: "إن العبارة كانت اقتباسًا لجملة استخدمت في عدّة مناسبات، من قبل بابا الفاتيكان السابق يوحنا بولس الثاني"، وأن الفاتيكان يأخذ ردود الفعل التركية بعين الاعتبار.