قال أثيل النجيفي محافظ نينوى شمالي العراق، اليوم الخميس، إن الذين يحاولون أن يُظهروا أن داعش يمثل العراب للسنة يحاولون تصفية حسابات أخرى"، معتبرا أن " كل جهة حاربت العرب السنة هي المستفيدة من داعش". النجيفي أضاف في تصريحات خاصة ل"الأناضول، أن " داعش حطمت أراضي السنة، قتلت من السنة، والذي خسره السنة من داعش أكثر من جهة أخرى ولازالت المعركة تدور حتى اليوم وبالتالي لم يستفد من داعش سوى الذين أرادوا محاربة العرب السنة." وتابع "داعش لا تمثل إلا السلفية الجهادية بل جزء من السلفية الجهادية وبالتالي الذين يؤمنون بفكر داعش هم 10 أو 20 ألف في كل العالم وهو عدد محدود، الذين يحاولون أن يظهروا أن داعش يمثل العراب للسنة هم يحاولون تصفية حسابات أخرى." وأوضح النجيفي، أن "التفرقة بين الأهالي وداعش هي أهم النقاط، لذا نحاول أن نبعد قوى غير نظامية في عملية تحرير الموصل عاصمة نينوى،" معللأ أن، "أهالي موصل يعرفون من هو داعش من غيره، أما القوات من جهات أخرى (لم يحددها) قد تنظر الى جميع أهالي الموصل على أنهم داعش."
واستطرد، "نحن ندرك أن أهالي محافظة نينوى معظمهم ضد داعش، معظمهم مغلوبين على أمرهم لا يستطيعون فعل شيء وبالتالي لا يمكن أن نطلب من هؤلاء المدنيين فعل شيء وهم عزل من السلاح." وبين محافظ نينوى، "نحن لدينا آلاف من المقاتلين في داخل الموصل ونتواصل معهم وهم مستعدين للالتحاق بنا مع بداية عملية تحرير المدينة وبالتالي عندما نخطط لعملية التحرير لا نخطط فقط للقوى التي سوف تدخل من الخارج بل الالتحام مع قوة من الداخل." وعن عملية استعادة الموصل قال النجيفي، "القوة الرئيسية لعملية تحرير الموصل هو الجيش العراقي بالإضافة الى قوة مشكلة من الشرطة المحلية من محافظة نينوى ومتطوعين من أهالي محافظة نينوى بالإضافة الى دعم من قوات البيشمركة ومساندة التحالف الدولي بالغطاء الجوي." وتابع الجيفي، "سنشكل غرفة عمليات مشتركة من قيادة عمليات بغداد وقوات البيشمركة من الاقليم (إقليم شمال العراق) وأيضا الحكومة المحلية في نينوى وسيكون بالتعاون مع التحالف الدولي وهي (الغرفة) التي ستدير العملية."
وعن مشاركة الحشد الشعبي (قوات شيعية موالية للحكومة) في العملية، قال النجيفي "هناك حاجة أن لا يكون الحشد الشعبي موجودا في محافظة نينوى وخاصة داخل مدينة الموصل قدي يكون لها وجود في بعض أجزاء مناطق نينوى مثل تلعفر (بلدة ذو أغلبية شيعية من التركمان) حيث لها خصوصيتها، لكن مدينة الموصل من المؤكد لن يكون للحشد الشعبي دور فيها."
وأضاف، "كان واضحا أن التحالف الدولي والحشد الشعبي لا يجتمعا سوية في معركة واحدة ونحن نعول كثيرا على التحالف الدولي وأهمية وجوده في الغطاء الجوي في المعركة."
وبين النجيفي، "هناك حساسية تجاه الحشد الشعبي من داخل مدينة الموصل، وداعش تستغل هذه القضية بشكل كبير وتحاول ان توهم أهالي الموصل بأن دخول الحشد الشعبي سيرافقه أعمال عنف كما حدث في صلاح الدين، وهذا سيكون مضرا بتعاون أهالي الموصل مع القوات المقاتلة القادمة إلى موصل."
وعن موعد العملية العسكرية في نينوى، قال "زيارة العبادي إلى واشنطن تشكل احدى النقاط المهمة لتحديد موعد العملية وأيضا نجاح العمليات التي تتم في الانبار (غربي العراق) لها أهميتها قبل بدء عملية الموصل، بحيث يكون داعش بعيدا عن بغداد. فهذين العاملين ستحددان موقت العملية."
وعن الدور التركي في العملية، قال النجيفي "من المؤكد ان الدور التركي مهم جدا في عملية تحرير الموصل وأيضا في استقرار العراق." وقال "الدور التركي بالنسبة لنا وخاصة في المناطق السنية يقابل الدور الايراني وبالتالي لا بد أن يكون هناك توازن في الدور التركي والإيراني حتى يكون هناك استقلال في القرار العراقي وأن لا يكون جهة واحدة متغلغلة في داخل العراق بينما الجهة الأخرى منسحبة من العراق أو تاركا له."
وتابع "تركيا تتحرك بالتنسيق مع التحالف الدولي والآن لدينا مدربين (أتراك) يدربون المتطوعون من أهالي نينوى." مضيفاً أن، "تركيا قدمت الكثير من المساعدات التي ساهمت في تطوير المعسكر وقدمت معدات ومساعدات لوجستية وهناك تعاون جيد معهم."
وفي 10 يونيو/ حزيران 2014، سيطر تنظيم داعش على مدينة الموصل مركز محافظة نينوى (شمال) قبل أن يوسع سيطرته على مساحات واسعة في شمال وغرب وشرق العراق، وكذلك شمال وشرق سوريا، وأعلن في نفس الشهر، قيام ما أسماها "دولة الخلافة".
وتعمل القوات العراقية وميليشيات موالية لها وقوات البيشمركة الكردية (جيش إقليم شمال العراق) على استعادة السيطرة على المناطق التي سيطر عليها "داعش"، وذلك بدعم جوي من التحالف الدولي، بقيادة الولاياتالمتحدة، الذي يشن غارات جوية على مواقع التنظيم.