حضر رئيس مجلس الوزراء العراقي حيدر العبادي، اليوم الخميس، جلسة نقاشية مغلقة أقيمت في المعهد الامريكي للسلام في واشنطن ضمت 25 خبيرا وباحثا أمريكيا من المختصين بشؤون العراق من مختلف المراكز البحثية الأمريكية، بحسب بيان لمكتب العبادي. وذكر البيان، الذي وصلت الأناضول نسخة منه، إن "الجلسة افتتحت بإيجاز قدمه العبادي عن الوضع في العراق والتطورات على الاصعدة الأمنية والعسكرية والسياسية والانجازات المتحققة خلال الفترة القصيرة من عمر الحكومة".
وأجاب العبادي بعد الجلسة على "أسئلة الباحثين التي شملت رؤية لما بعد القضاء على تنظيم داعش والمصالحة الوطنية والاصلاحات في المؤسسة العسكرية وفي المؤسسات الاخرى واللامركزية ومشاركة المرأة والعلاقات بين مكونات المجتمع ومع الإقليم وحماية الصحفيين ورؤية العراق للحلول وكيفية تجاوز العقبات والتحديات واهمية الحوار لحل الاشكالات العالقة".
ولم يعط البيان معلومات أكثر عن الجلسة التي قال إنها كانت مغلقة.
وفي بيان آخر لمكتب العبادي، أن الأخير قال في كلمة له خلال اجتماع ممثلي التحالف الدولي ضد الارهاب في واشنطن بحضور ممثلي 62 دولة، إن "على جميع الدول أن توقف المقاتلين الاجانب الذين يتدفقون إلى العراق للقتال مع التنظيمات الإرهابية"، مضيفا أن "داعش تستخدم موارد تتمثل بتهريب النفط ويجب العمل معا لايقاف هذا التمويل".
وشدد رئيس الوزراء العراقي على أهمية أن "يعمل الاعلام بطريقة مسؤولة إذ أن البعض يخدم هذا التنظيم الارهابي الذي يحاول تخويف الناس ويرتكب الاعمال البشعة مما ادى الى احتلال الموصل دون قتال"، مضيفا "انني لا اطلب ان يتم التحكم بوسائل الاعلام ولكني أطالب الاعلام بأن يكون موضوعيا ومسؤولا".
وفي رسالة وجهها إلى دول المنطقة والعالم عبر كلمته تابع العبادي: إن "العراق لا يخضع لتأثير أي دولة إنما يخضع لتأثير شعبه ويرعى مصالح ونرفض أي تدخل في شؤوننا الداخلية كما نرفض التدخل في شؤون الاخرين"، مشيرا إلى "أننا نشكر دعمهم ولكن ليس على حساب التدخل والسيادة العراقية".
كما التقى رئيس الوزراء العراقي في مقر إقامته في واشنطن السيدة كريستينا لاغارد المدير العام لصندوق النقد الدولي، بحسب بيان آخر لمكتب العبادي.
ودعا العبادي خلال اللقاء، الى "مزيد من التعاون والدعم للعراق الذي يواجه تحدي مالي واقتصادي اضافة الى التحدي الأمني"، مشيرا الى "اهمية دور صندوق النقد خلال المرحلة الحالية والمستقبلية".
من جانبها ابدت كريستينا لاغارد "دعم الصندوق لمساعدة العراق في مواجهة التحديات التي يواجهها من خلال برامجه في مجال بناء الطاقات البشرية والتدريب والبرامج الاخرى التي تساهم بتقدمه وتطور وضعه المالي والاقتصادي، بحسب بيان لمكتب العبادي.
وتم الاتفاق على عقد اجتماعات لاحقة بين المسؤولين العراقيين والمسؤولين في الصندوق لبلورة العمل خلال الفترة المقبلة.
إلى ذلك، التقى العبادي برئيس الاغلبية في الكونغرس الامريكي كيفن مكارثي وعددا من اعضاء الكونغرس من رؤساء اللجان ونوابهم وبحث معهم التحديات الامنية والاقتصادية التي تواجه العراق وخطر تنظيم داعش والانجازات التي حققتها الحكومة العراقية بالإضافة الى اوضاع المنطقة.
كما ناقش العبادي في اجتماع مع لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الامريكي "مستجدات الاوضاع في العراق والمنطقة وتبادل وجهات النظر حول ما يجري من احداث فيها بالإضافة الى عدد من الملفات والقضايا الأخرى".
فيما بحث مع السيناتور جون ماكين رئيس لجنة الامن والدفاع في مقر مجلس الشيوخ الامريكي "عملية تسليح وتدريب الجيش العراقي والحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي".
وتأتي زيارة العبادي الأولى إلى واشنطن منذ تسلمه منصبه نهاية العام الماضي في ظل تعقيدات أمنية وصعوبة تأمين العتاد والسلاح للقوات النظامية والعشائر بعد أن تمكن تنظيم "داعش" من فتح أكثر من جبهة للقتال في شمال وغرب العراق منذ يونيو/ حزيران الماضي.
وفي لقاء مع ميتش ماكونيل زعيم الاغلبية في مجلس الشيوخ، وبحضور عدد من رؤساء اللجان في مجلس الشيوخ ناقش العبادي "الحرب ضد الارهاب واوضاع العراق والمنطقة والتحديات والسبل الكفيلة لمواجهتها".
جاء ذلك فيما دعا رئيس لجنة الامن والدفاع النيابية العراقية حاكم الزاملي، اليوم الخميس، العبادي الى قطع زيارته للولايات المتحدة والعودة الى العراق لمواجهة "داعش".
وفي هذه الاثناء تتوارد الأنباء عن تقدم لتنظيم داعش خلال المواجهات مع القوات العراقية في مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار غرب البلاد، وكذلك في مفصاة بيجي الأكبر للنفط بمحافظة صلاح الدين شمال البلاد.
وفيما قال صيهب الراوي محافظ الانبار (غرب)، في مؤتمر صحفي الخميس، إن الطيران الحربي التابع للقوة الجوية العراقية وطيران التحالف الدولي نفذا ضربات جوية نوعية مؤثرة على مواقع تنظيم "داعش" في المحافظة خلال ال 48 ساعة الماضية، تسلمت دائرة الطب العدلي في الموصل شماليالعراق، جثة 150 شخصا أعدموا خلال هذا الاسبوع من قبل ما يسمى بالمحكمة الشرعية ل"داعش".
في جانب ميداني أخر، لايزال القتال مستمرا بين "داعش" وقوات الجيش المدعومة بالحشد الشعبي (ميليشيات شيعية موالية للحكومة) في مدينة بيجي بمحافظة صلاح الدين شماليالعراق وفق قيادي بالحشد الشعبي.
وتمكنت القوات العراقية من الوصول إلى مصفاة النفط التي تعد أكبر مصفاة نفط شمالي البلاد والتي تقع بأطراف بيجي بعد قتال عنيف منذ يومين، بينما اعاق قناصو "داعش" تقدمهم بعض الشيء.
وتتعرض المصفاة منذ السبت الماضي لهجوم من قبل "داعش"، الذي تمكن خلال تلك الفترة من السيطرة على أجزاء منها هي مصفى صلاح الدين 1 ووحدة المعالجة ومعهد النفط وبعض خزانات البنزين والنفط الخام.