أعلن أسامة هيكل وزير الإعلام، أن اللجنة الإعلامية التي قام بتشكيلها لتقييم أداء التليفزيون في تغطيته لأحداث ماسبيرو التي وقعت مساء الأحد قبل الماضي انتهت إلى عدم وجود "تحريض" من جانبه في معالجته للأحداث التي أسفرت عن سقوط 25 قتيلا وأكثر من 300 جريح. لكن التقرير الذي أعده خبراء محايدون هم الدكتورة هالة عبد المجيد والدكتور محمود علم الدين والدكتور صفوت العالم والدكتور ياسر عبد العزيز قال إن هناك أخطاء وقع فيها التليفزيون المصرى وقنوات فضائية أخرى وطالب التليفزيون المصري بأن يكون أداؤه أفضل نظرا لانه التليفزيون العام الذى يستهدف خدمة جموع المصريين. وقال وزير الاعلام اسامة هيكل لوكالة أنباء الشرق الاوسط، إنه قام على الفور بتحويل التقرير إلى رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون الدكتور ثروت مكى لوضع التوصيات الواردة في التقرير موضع التنفيذ واتخاذ الاجراءات اللازمة لضبط الاداء الاعلامى في مثل هذه الحالات. وأضاف إن التقرير أوضح أن التغطية في بعض الأحيان كانت تتسم بعدم الحياد وإن الإفادات الواردة من قبل المراسلين وبعض المذيعين اقتصرت على رواية الأحداث من جانب واحد وهو جانب القوات المسلحة دون محاولة إبراز آراء المتظاهرين أو من يمثلهم او يتعاطف معهم، كما ان التقرير انتقد أداء المذيعة رشا مجدي. غير أن هيكل دافع عن تغطية التليفزيون للأحداث، وأعرب في تصريحات منفصلة لفضائية "الحياة" عن استيائه من أن "هذا الحدث استغل استغلال سيئا جدًا ضد التليفزيون وضده شخصيًا"، واعتبر أن هذا هذا الحدث لم يكن فتنة طائفية بل كان يهدف لإسقاط وهدم الدولة المصرية الأمر الذي كان سيشكل خطرًا دائمًا على المجتمع المصري. وروى وزير الإعلام كيف أنه لم يستطع دخول مبنى التليفزيون بسبب ما حدث وأغلقت الأبواب الحديدية على من كانوا بالدخل وظلوا محبوسين لا يستطيعون الخروج، وكانت كاميرات التليفزيون المصري تصور ما يحدث من النوافذ المطلة على موقع الحدث. وكشف أن إبراهيم الصياد رئيس قطاع الأخبار هو المسئول عن البيان الذي ألقته المذيعة رشا مجدي. ورفض الاتهام بالانحياز في التغطية لصالح القوات المسلحة، وقال إنه لم "يتحدث أحد عن أعداد القتلى والمصابين بالتليفزيون المصري وهناك من ادعو أننا قمنا بدور الدفاع عن القوات المسلحة، وقلت مسبقًا إنه من الصعب قول أن ما يحدث أمام التليفزيون "فتنة طائفية" بل هو مخطط أكبر بكثير من ذلك فهو يهدف لهدم الدولة المصرية". وأشار هيكل إلى أن التليفزيون ظل لسنوات طويلة جدًا في خدمة نظام بعينه ويعمل بتوجيهات مباشة من وزير الإعلام وهذا ما جعل الناس تفقد الثقة فيه. وعلى الرغم من دفاعه عن أداء التليفزيون المصري إلا أن الوزير أبدى استعداده للاعتذار للأقباط لو أظهرت التحقيقات أن التليفزيون المصري قام بالتحريض ضدهم. وتخلى هيكل عن هدوئه في مواجهة الانتقادات، وقال: لماذا لم تلوموا "الجزيرة" على تغطية أحداث كنيسة القديسين وأشعلت الأزمة وتلوموا التيفزيون المصري على تغطية أحداث ماسبيرو، ولماذا تنتقدون تغطية التليفزيون المصري وفي نفس الوقت أخذتم ونقلتم المادة التي صورها التليفزيون المصري عن ماسبيرو. وتابع: "نحن لم نكن نعرف مين يضرب في من فلم نعرف إذا كان الموجودين مسيحيين أم مسلمين، نحن كنا أمام حدث خطير فيوم الأحد الماضي كان أخطر من يوم 25 يناير، لأنه في ذلك اليوم انحازت القوات المسلحة المصرية إلى الشعب ضد الحاكم، أما يوم الأحد قبل الماضي حاولوا وضع الناس في مواجهة مع القوات المسلحة. واعتبر أن الهدف ذلك "لم يكن إحداث فتنة طائفية بل كنا أمام علامة فارقة لأن هذا الحدث كان الهدف منه الوقيعة بين الجيش والشعب وإسقاط الدولة المصرية".