رصدت وكالة "الأناضول" عملية استخراج وانتشال رفات ضحايا عثر عليها، أمس الأربعاء، في منطقة جرف الصخر شمالي بابل وسط العراق، قيل إنها تعود لعناصر في الجيش والشرطة الاتحادية ومدنيين قتلهم تنظيم "داعش" قبل أشهر. ويظهر في التسجيلات المصورة والصور التي التقطها مصور "الأناضول"، عناصر يرتدون الزي العسكري يقومون بانتشال وجمع بقايا جثث من جدول للمياه، فيما يجمع زملاء لهم أعتدة وقطع للسلاح وبزات وخوذ وأحذية عسكرية من المياه ومن المنطقة القريبة منها. كما يظهر في التسجيلات آليات للحفر تقوم بمساعدة العناصر الذين يقومون بالنبش والحفر ومحاولة استخراج رفات الضحايا من المياه والمنطقة المحيطة بها. وكان مسؤولون عراقيون، أعلنوا أمس الأربعاء، عن عثور عناصر من لواء "علي الأكبر" التابع للحشد الشعبي(قوات شيعية موالية للحكومة)، على "مقبرة جماعية" تضم رفات منتسبين بالجيش والشرطة العراقية ومدنيين في منطقة صنيديج بناحية جرف الصخر شمالي بابل. وأشار المسؤولون في تصريحات صحفية، إلى أن تنظيم "داعش" كان اختطف عشرات الأشخاص خلال فترة سيطرته على الناحية ويبدو أنه قام بإعدامهم ورمي جثث بعضهم في جدول المياه فيما دفن آخرين بالقرب منه. من جهته، قال أحمد عيدان علوان، وهو أحد عناصر لواء "علي الأكبر"، المشاركين في عملية استخراج رفات الضحايا، إن عناصر اللواء مستمرون في البحث عن المزيد من بقايا جثث الضحايا من منتسبي الجيش والشرطة الاتحادية والمدنيين بعد عثورهم أمس الأربعاء على أجزاء من "المقبرة الجماعية" التي تضمهم. وفي تصريح لوكالة "الأناضول"، دعا علوان وزارة حقوق الإنسان العراقية والمنظمات المعنية لتقديم الدعم والمساعدة في البحث وتحديد هويات "المغدورين". وأشار العنصر، إلى أن المعلومات التي لديه، لم يحدد مصدرها، تقول إن "داعش" أعدم الضحايا وهم من منتسبي الشرطة والجيش ومدنيين في جرف الصخر بسبب رفضهم التعاون معه، وتم رمي جثثهم في جدول المياه ودفن بعض آخر بالقرب منه. من جانبه قال أبو حيدر العيداني، وهو ضابط في لواء "علي الاكبر" في تصريح ل"الأناضول"، إنه أثناء عمل عناصر اللواء بالتفتيش والبحث عن العبوات الناسفة التي زرعها "داعش" في جرف الصخر لتفكيكها، تم العثور في جدول فرعي ممتد من نهر الفرات على عظام وجماجم ومتعلقات عسكرية في منطقة لا تتجاوز مساحتها ال100 متر. وأضاف العيداني، أن المجزرة ارتكبها مقاتلو داعش قبل انسحابهم من جرف الصخر، لافتاً إلى أنه تم العثور على رفات ما بين 20 إلى 30 جثة فيما ما يزال البحث جارياً حتى الساعة (13.30)تغ للعثور على رفات ضحايا آخرين أو تفاصيل تشير إلى هويات الضحايا. وفي أكتوبر الماضي، استعادت قوات من الجيش العراقي المدعومة بالحشد الشعبي السيطرة على ناحية جرف الصخر بمحافظة بابل، من قبضة تنظيم "داعش". وفي 10 يونيو 2014، سيطر تنظيم داعش على مدينة الموصل مركز محافظة نينوى (شمال) قبل أن يوسع سيطرته على مساحات واسعة في شمال وغرب وشرق العراق، وكذلك شمال وشرق سوريا، وأعلن في نفس الشهر، قيام ما أسماها "دولة الخلافة". وتعمل القوات العراقية وميليشيات موالية لها وقوات البيشمركة الكردية (جيش إقليم شمال العراق) على استعادة السيطرة على المناطق التي سيطر عليها "داعش"، وذلك بدعم جوي من التحالف الدولي، بقيادة الولاياتالمتحدة، الذي يشن غارات جوية على مواقع التنظيم.