توصلت أبحاث أجراها المركز القومي للبحوث المصري (حكومي)، إلى استخدامات جديدة لمخلفات زراعة الأرز، المعروفة محليا باسم "قش الأرز"، بخلاف الاستخدامات السابقة المعتمدة على تدوير تلك المخلفات. وسابقا، استخدمت تلك المخلفات في إنتاج حوائط سابقة التجهيز، لكن الجديد الذي توصلت إليه هذه الأبحاث، هو استخدامها كعلف ودواء. حيث نجحت دراسة أعدها علاء البدوي، الباحث بالشعبة الزراعية في المركز القومي للبحوث، في تحويل قش الأرز إلى علف يصلح لغذاء الحيوانات. وفي تصريح لوكالة الأناضول، أوضح البدوي: أنه "نجح في معاملة قش الأرز بمعاملة بكتيرية داخل بيئة بمواصفات خاصة، حولته إلى علف صالح لتغذية الحيوان، حيث ساهمت هذه المعاملة في زيادة معدل البروتين إلى 11%، وتقليل نسبة الألياف إلى 36%". وحسب البدوي، فإن "مخلف قش الأرز، يعامل بمعاملة ميكروبية، ثم يتم تغليفه لمنع دخول الهواء، بما يؤدي لتحوله بعد 6 شهور من تلك المعاملة إلى غذاء". وأوضح الباحث المصري إلى أن "خط انتاج هذا العلف، يتكلف 350 ألف جنيه (45,868 دولار)، ويمكن أن يُعوَّض هذا المبلغ خلال عام ونصف فقط من تأسيسه". ومن العلف، إلى الدواء، حيث نجح علي عز العرب، الباحث في قسم التغذية بذات المركز، في إنتاج مكملات غذائية من قش الأرز، وذلك بعد نجاحه في استخلاص مادة (سكر عديد) من قش الأرز، وهي المادة التي تصنع منها تلك المكملات. وأوضح عز العرب في تصريحات لوكالة الأناضول: أن "عملية استخلاص مادة سكر عديد تمر بعدة مراحل، تبدأ بتقطيع عيدان قش الأرز إلى قطع صغيرة، ثم يتم وضعها في مياه لتضاف لها مادة قلوية، ويتم غسل العيدان 3 مرات، ثم تجفف وتطحن لتتحول إلى بودرة، ومن ثم تصنع في صورة أقراص تباع في الصيدليات". وتُخلف زراعة الأرز ما بين 2 مليون ونصف المليون إلى 3 مليون طن من المخلفات الزراعية، وتعاني مصر سنويا من حرق هذه المخلفات خلال شهري سبتمبر وأكتوبر، لتؤدي إلى أزمة بيئة حادة تعرب باسم "السحابة السوداء"، والتي تتسبب في عدد من العوارض المرضية للمتعرضين لها. وقدمت الكثير من الأفكار البحثية لحل المشكلة بالوصول لأفكار لاستخدام قش الأرز في منتجات مفيدة، غير أن هذه الأفكار يصطدم تنفيذها بعدم وجود رابط بين البحث العالمي والتطبيق في مصر.