رهن أحمد الأسدي، المتحدث باسم قوات الحشد الشعبي العراقية (متطوعون شيعة موالون للحكومة)، اليوم الأثنين، انسحاب فصائل الحشد الشعبي من القصور الرئاسية في مدينة تكريت، باستخراج رفاة ضحايا مجزرة "سبايكر" التي قتل فيها نحو 1700 من طلاب كلية القوة الجوية. وقال الأسدي، خلال مؤتمر صحفي في مقر البرلمان العراقيببغداد وتابعه مراسل الأناضول، إن "فصائل الحشد الشعبي ستبقى داخل القصور الرئاسية في مدينة تكريت بمحافظة صلاح الدين (شمال)، حتى يتم استخراج رفاة ضحايا مجزرة "سبايكر" التي قتل فيها نحو 1700 من طلاب كلية القوة الجوية في يونيو الماضي". وأعدم تنظيم داعش مئات المتدربين والطلبة العسكريين في قاعدة "سبايكر" عندما فرض سيطرته على تكريت منتصف شهر يونيو/ حزيران الماضي، وقالت مصادر أمنية إن سبب إعدامهم يعود إلى خلفيات طائفية. ويواصل أهالي ضحايا "سبايكر" اعتصامهم المفتوح في العاصمة بغداد، للمطالبة بمحاسبة المسؤولين عن الجريمة. وقرر رئيس الوزراء حيدر العبادي في (ابريل) الجاري سحب قوات الحشد الشعبي من مدينة تكريت وتولي قوات الشرطة المحلية وأبناء العشائر السنية إدارة الملف الأمني الداخلي بعد اتساع دائرة الرفض السُني لتواجد قوات الحشد داخل المدينة. وجاء قرار العبادي بعد أن تواردت أنباء وصور وتسجيلات مصورة عن قيام ميليشيات شيعية، شاركت القوات الحكومية في معركة استعادة "تكريت"، بعمليات نهب وسلب وحرق للبيوت في المدينة. وقال الأسدي إن "قوات الحشد الشعبي لاتزال تتواجد في أطراف مدينة تكريت والقصور الرئاسية، وهي ستبقى في منطقة القصور الرئاسية لحين استخراج رفاة ضحايا مجزرة سبايكر، وبناء متحف في المكان الذي نفذت فيه الجريمة". ويقع مجمع القصور الرئاسية وسط مدينة تكريت وهي عبارة عن مباني شيدها الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين في تسعينيات القرن الماضي، وأظهرت تسجيلات مصورة إعدام عشرات المدنيين على ايدي تنظيم داعش في المواقع الرئاسية في شهر يونيو الماضي. وأضاف الأسدي أن "هناك اشتباكات مازالت دائرة (حتى الساعة 16:20 تغ) في بعض مناطق ضواحي مدينة تكريت (لم يحددها)، وهناك عدد من عناصر تنظيم داعش يتحصنون في بعض الأبنية وسيقضى عليهم". وسيطرت قوات مشتركة من الجيش العراقي والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي على مدينة تكريت (175 كلم شمال بغداد)، يوم الثلاثاء الماضي، وذلك بعد معارك عنيفة خاضتها مع تنظيم داعش. وكشف العبادي، اليوم الاثنين، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس إقليم شمال العراق مسعود بارزاني في اربيل (شمال)، ان عدد المنازل التي تم حرقها في تكريت بلغ 67 منزلا و85 محلا تجاريا، وأكد انه تم اعتقال عدد من المتورطين بأعمال التخريب وآخرين لايزالون هاربين. وفي يونيو 2014، سيطر تنظيم داعش على مدينة الموصل مركز محافظة نينوى (شمال) قبل أن يوسع سيطرته على مساحات واسعة في شمال وغرب وشرق العراق، وكذلك شمال وشرق سوريا، وأعلن في نفس الشهر، قيام ما أسماها "دولة الخلافة". وتعمل القوات العراقية وميليشيات موالية لها، وقوات البيشمركة الكردية (جيش إقليم شمال العراق) على استعادة السيطرة على المناطق التي سيطر عليها "داعش"، وذلك بدعم جوي من التحالف الدولي، بقيادة الولاياتالمتحدة، الذي يشن غارات جوية على مواقع التنظيم.