الرئيس عبد الفتاح السيسي، بعد اجتماع استمر 6 ساعات، مع قادة الجيش، يوم أمس الأول (4/4/2015)، أدلى بتصريحات تليفزيونية قال فيها: "إن مصر لن تتخلى أبداً عن أشقائها في الخليج ونحن قادرون على ذلك"، مؤكداً: "سنقوم معهم بالدفاع عنهم وحمايتهم إذا تطلَّب الأمر ذلك". تصريحات الرئيس، لم تقطع بالمشاركة في الحملة العسكرية على "الحوثيين الإيرانيين" في اليمن، إذ تندرج تصريحاته تلك تحت لافتة كلاسيكيات الخطابات الرئاسية البروتوكولية، التي تنزع إلى "المجاملة".. واستدعاء أدبيات "التضامن العربي" في صيغته الإعلامية. بعض الإعلاميين المقربين من السيسي، قطعوا بأن الرئيس قرر المشاركة البرية في "عاصفة الحزم".. ومنهم الزميل ياسر رزق، والإعلامي عمرو أديب.. ولا أدري من أين استقى الزميلان، بأن قرار الحرب اتخذ فعلاً في اجتماع أمس الأول؟! الاجتماع كما أعلن عنه جاء إثر الهجوم الإرهابي ل"ولاية سيناء" على عدد من النقاط الأمنية في سيناء، وهي عملية كما يبدو كانت كبيرة، تشبه حوادث "الفرافرة" و"كرم القواديس" والكتيبة 101، وأن اجتماع الرئيس مع القادة العسكريين، كان لهذا السبب على وجه التحديد، وليس بشأن اليمن. فضلا عن أن الرئيس، كشف عن خياراته إزاء الأزمة اليمنية، إذ أكد أنه يبحث عن "حل سياسي".. "عشان يجنِّبنا كلنا خسائر ملهاش لازمة، وأنا قلت الكلام دا لأشقائنا في اليمن من كام يوم وبأكده تاني". فمن أين جاء اليقين بأن مصر سترسل قوات برية إلى اليمن؟!.. خاصة أن أخطر ما ورد في تصريحات الرئيس، أنه ألمح صراحة، إلى أنه يتصل بالحوثيين وبالفصيل المؤيد للرئيس المخلوع على عبدالله صالح، وهذا إلى وقت قريب جدًا.. وتأمل كلام الرئيس مجددًا: "وأنا قلت الكلام دا لأشقائنا في اليمن من كام يوم وبأكده تاني"!! وهل يمكن أن يرسل الرئيس قواته لتقاتل ضد الأطراف التي يتصل بها لحلحلة الأزمة سياسيًا وسلميًا؟! ويبدو أن السيسي، حُمل حملاً، ليدلي بتلك التصريحات "الإنشائية"، ردًا على صخب الجدل بشأن الدور العسكري المصري في الأزمة اليمنية، والتباس موقف القاهرة، وعدم وضوحه، وما إذا كانت تشارك فعلاً في العمليات.. غير أن كلام الرئيس، ربما يكون قد أوضح أن الخيار العسكري بالنسبة للقاهرة غير مطروح، ومن المتوقع أن تضيف تصريحات السيسي أمس الأول، متاعب جديدة لنظامه، مع الرياض، لأن الأخيرة ربما تكون قد اقتنعت بعد تصريحات الرئيس بصعوبة الرهان عليه، خاصة بعد تلميحاته "الودودة" عن الحوثيين وعلى عبد الله صالح، وأنه على اتصال بهما، فكيف يطمئن السعوديون إلى "نوايا" القاهرة بشأن الأزمة؟! عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.