قالت دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية، إنّ تنظيم "داعش"، الذي أحكم سيطرته على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في سوريا، يرتكب "جرائم" و"مجازر" إنسانية بحق سكان المخيم. وقال زكريا الأغا رئيس دائرة شؤون اللاجئين، في المنظمة، في بيان نشر اليوم، ووصل وكالة الأناضول نسخةً منه إن عشرات الضحايا من القتلى والجرحى، سقطوا بفعل إحكام سيطرة مسلحي تنظيم داعش على مخيم اليرموك، مضيفا إن "التنظيم ينفّذ حملة من الإعدامات بحق اللاجئين الفلسطينيين". وأشار الأغا إلى أن المخيم يتعرض لحملة وصفها ب"الإبادة"، مضيفا:" داعش يرتكب جرائم إنسانية غير مسبوقة، واللاجئون الآمنون في بيوتهم، يتعرضون للقتل اليومي". وقال:" اليرموك يعاني من كارثة إنسانية بعد نفاد المواد الغذائية والأدوية، وعدم تمكن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) من تقديم خدماتها للفلسطينيين هناك". ودعا المسئول الفلسطيني، مجلس الأمن الدولي، والمنظمات الإنسانية إلى التدخل العاجل والعمل على "وقف سفك الدماء، وإنقاذ حياة اللاجئين، وإيجاد ممرات آمنة، من أجل إجلاء الجرحى والمصابين، وتقديم العون العاجل للسكان المحاصرين". ولفت إلى أن منظمة التحرير الفلسطينية تجري اتصالاتها بشكل مستمر مع كافة المؤسسات والأطراف الدولية الفاعلة، من أجل وقف نزيف الدم في المخيم، ومع الحكومة السورية لفتح ممرات آمنة للمخيم، لتأمين خروج للاجئين الفلسطينيين. وطالب الأغا الدول الداعمة للجماعات المسلحة داخل المخيم، بالضغط عليهم لوقف القتال والخروج منه، مؤكدا أن الفلسطينيين لا يتدخلون في الصراع الدائر في سوريا. وكان مسلحو تنظيم "داعش" دخلوا مخيم اليرموك (جنوبي العاصمة السورية دمشق)، الأربعاء الماضي، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات بينهم وبين كتائب يطلق عليه "أكناف بيت المقدس"، تسببت في وقوع جرحى من الجانبين، فيما أشار ناشطون محليون لوكالة للأناضول إلى أن الوضع الإنساني للمخيم سيء للغاية مع استمرار الاشتباكات. ووفق المرصد الأورمتوسطي لحقوق الإنسان، فإن 12 شخصا قتلوا من سكان المخيم فيما اعتقل 80 آخرون منذ الأربعاء الماضي. وتحاصر قوات النظام السوري مخيم اليرموك الذي يقطنه غالبية فلسطينية منذ نحو 3 سنوات. ويعتبر مخيم اليرموك من أكبر المخيمات الفلسطينية في الداخل السوري، ويبعد عن مركز مدينة دمشق بنحو 10 كم، وبحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فقد دفعت الأحداث ما لا يقل عن (185) ألفا من أهالي المخيم إلى ترك منازلهم، والنزوح إلى مناطق أخرى داخل سورية، أو اللجوء إلى دول الجوار. ودخل الصراع في سوريا عامه الخامس، حيث خلّف نحو 220 ألف قتيل، حسب إحصائيات الأممالمتحدة، وأكثر من 300 ألف قتيل، حسب مصادر المعارضة السورية، فضلًا عن أكثر من 10 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها.