جاء إعلان باكستان عن إرسال قوة عسكرية للمشاركة في عملية "عاصفة الحزم" في اليمن وما سبقها من إعلان تركيا عن دعمها للعملية استعدادها للمشاركة في العملية، ليشك إضافة قوية للعملية العسكرية ودعمًا إضافيًا لها، ويثير في الوقت ذاته التكهنات حول ما إذا كان ذلك نواة لتحالف إسلامي عسكري. قال اللواء صادق عبدالواحد، مستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا, إن باكستان بلد أغلبيته من أهل السنة، ويعيش فيه أقلية شيعية هي الأكبر في العالم الإسلامي بعد إيران وهي بحاجة للدخول في هذا الحلف، فضلاً عن كونها قوة نووية من تغول هندي وإيراني في أفغانستان القريبة، وتعاني من ضائقة اقتصادية تؤثر على بنيتها العسكرية والسياسية، وتعتبر السعودية منقذًا، ليس هذا فقط، والبلدان يكادان أن يكونا شيئًا واحدًا في المجال الأمني في حال الخطر. وأضاف "أمريكا ليس لها دور فى التحالف، وهى تحاول أن تخلق دورًا لها، لكن التحالف هو عربي من لدرجة الأول ولا يوجد دول غير عربية فى التحالف", موضحًا أن "التحالف لا يشكل خطرًا على أمريكا حتى لو توسعت الدول فى الداخل إلى القوة العربية المشتركة". وأشار الخبير العسكري, إلى أن الولاياتالمتحدة صديقة للدول العربية وحليفًا قويًا لها، وتحاول إرضاء السعودية والإمارات خصوصًا. ورأى محمد محسن أبو النور، المحلل السياسي والباحث المتخصص فى الشئون الدولية، أن تحالف "عاصفة الحزم" تجاوز فكرة الإسلام وفكرة المحور السني وفكرة القوى الإقليمية إلى ما هو أبعد من ذلك بعد أن أعلنت أمريكا تأييدها لعاصفة الحزم، مستبعدًا تهيئة الأمور لتحالف إسلامي مستقبلاً لأن إيران دولة في الأساس إسلامية حتى لو كان هناك اختلاف فى العقائد. وأوضح أن انضمام باكستان على وجه التحديد يشير إلى أن اللاعب السعودي كان يرتب لمحاصرة إيران وتطويقها منذ فترة ليست قريبة، وتلك السياسة تعرف ب"استراتيجية الباب الخلفي". وعن موقف واشنطن من دعم باكستانوتركيا للعملية لفت إلى أن الولاياتالمتحدة على رأس الرابحين من عملية "عاصفة الحزم" موضحًا أن العملية جعلت المفاوض الأمريكي يبدو أكثر ارتياحًا على طاولة المفاوضات في لوزان السويسرية، بينما تتكتل قوى الشرق الأوسط في مواجهة إيران، التي تبدو الآن وأكثر من أي وقت مضى أضعف على الطاولة أمام السداسية الدولية.