جاءتني رسل من النظام لكى أبقى بعيدًا عن المشهد ورفضت
الجماعة أسكرتها السلطة عن فهم الأحداث
ظلمت من الإخوان وأدافع عنهم الآن
المصالحة مع النظام خيانة بعد قتله الآلاف من أبناء التيار الإسلامي
الأسد حازم أبو إسماعيل كان أبعد نظرًا وهو قوى فى سجنه ولم يتمكن منه سجانه
هيئة الدفاع فى قضايا الإخوان غطاء لمشروعية الأحكام
أكد منتصر الزيات محامى الجماعات الإسلامية وعضو هيئة الدفاع عن الرئيس محمد مرسى، أن المصالحة مع النظام الحالى خيانة بعد قتله الآلاف من أبناء الحركة الإسلامية، مشيرا إلى أن النظام يضغط على الإخوان منذ فترة لإجراء المصالحة ولم ينجح فى ذلك وأن الملك سلمان عاهل السعودية والولايات المتحدة تطلب من السيسى إتمام هذه المصالحة لإنهاء الوضع المأساوى فى مصر.
وأضاف الزيات فى حواره مع "المصريون"، أنه ليس لديه شك فى عودة الإخوان ليمارسوا دورهم المجتمعى مؤثرين ومتأثرين وهم رقم مهم فى الحياة السياسية والاجتماعية، فقد رحلت جميع الأنظمة وبقيت الجماعة مستمرة منذ 86 عاما. كما أوضح أن الوضع السياسى الحالى مرتبك ويشوبه الانقسام وستبقى مصر معطلة نتيجة لذلك، والمصريون وحدهم بيدهم تحديد مستقبل هذا النظام. وأوضح الزيات أن الكثير من الشخصيات تصطاد فى الماء العكر بإرهاب كل من له رأى معارض، فالجماعة الإسلامية قامت بمراجعات شجاعة وانتهت إلى تحولات حاسمة فى عدم اللجوء إلى السلاح والعنف لفرض آرائها واندمجت فى المجتمع وعادت إلى سيرتها الأولى فى الدعوة والنشاط المجتمعى، وإلى نص الحوار..
ما رؤيتك للوضع السياسى الحالى ومستقبل هذا النظام؟ الوضع السياسى الحالى شديد الالتباس ومعقد جدًا، فلأول مرة المصريون ينقسمون بهذه الطريقة التى غلب عليها الفوبيا، وواجب على الإعلام فى هذه المرحلة أن يدعم روح الحوار العام بين المصريين وتجفيف منابع الانقسام واتباع منهج هادئ يمتص الاحتقان ويفتح مجالات التحاور الموضوعى البناء، وطالما بقى الانقسام ستبقى مصر معطلة مستنزفة غير قادرة على الإفادة من طاقاتها ومواردها الطبيعية أو من الاستثمار أو السياحة، والمصريون وحدهم من يحددون مستقبل النظام الذى يحكمهم.
كيف ترى مستقبل الإخوان المسلمين؟ الإخوان باعتبارها حركة بشرية تخضع للقاموس العام لله فى خلقه بين مد وجزر أو تتراوح بين ضعف وقوة، لكننى أستطيع أن أستشرف مستقبلها من ماضيها، فهى بلغت الأيام القليلة الماضية 86 عاما منذ أسسها الإمام حسن البنا، فهى ضاربة فى جذر التربة المصرية بما يصعب اجتثاثها. حاول الملك فاروق إنهاءها باغتيال مؤسسها الأول حسن البنا عام 48، ولكنها استكملت الطريق رغم حداثة التأسيس، وحاول عبد الناصر استئصالها بتدابير وحشية ضعفت حينًا من الوقت، لكن عبد الناصر غاب عن المشهد وعادت جماعة الإخوان أكثر صلابة وأشد عودًا، وقويت فى عصر السادات، واستخدم مبارك ضدها كل صنوف القهر والتنكيل لكنه خلع وبقى الإخوان. ليس لدى شك فى عودة الإخوان ليعاودوا دورهم المجتمعى مؤثرين ومتأثرين، وهم رقم مهم فى الحياة السياسية والاجتماعية.
هل يحاول النظام إجبار الإخوان على المصالحة؟ توجد بالفعل ضغوط دولية على النظام الحاكم فى مصر للمصالحة مع الإخوان، وأن الملك سلمان والولايات المتحدةالأمريكية يضغطون على السيسى من أجل المصالحة مع الإخوان، لأن الوضع فى مصر أصبح مأساويا، لذلك السيسى يريد تركيع الإخوان قبل المصالحة معهم، وجزء من خطة السيسى اجتماعه مع مطاريد الإخوان لإظهارهم أمام الرأى العام على أنهم الإخوان الذين يتصالح معهم.
•كيف تقرأ تعليقات مطاريد الإخوان كما وصفتهم، على قيادات الجماعة؟ أنا ظلمت من الإخوان عمرى كله ولم يقفوا بجانبى فى انتخابات نقابة المحامين ولكنى أدافع عنهم.. جاءنى رسل من النظام كثيرًا لتؤكد لى أنهم مقدرون لى دورى فى وقف العنف، ولكن نريدك أن تبقى بعيدا، وكان ممكن أستمع للسلطات وأظل بعيدا، لكن "هروح من نفسى فين".
هل يمارس النظام ضغوطًا على هيئة دفاع الرئيس المعزول محمد مرسى؟ هيئة الدفاع فى قضايا الإخوان غطاء تعطى مشروعية فقط للأحكام، ووجودها لا يحقق الحد الأدنى لحقوق المتهمين فى القضايا، فهى لا تحصل على حقوقها الواجبة فى القيام بدورها، ولا توجد قيمة حقيقية لدوافعها، ولا تغير قناعات القضاة ولا تحقق تقدما إيجابيا واحدا لصالح المتهمين فى أى قضية فى هذا الإطار.
وصل الإخوان قبل 30 يونيو تحذيرات كثيرة من قرب إسقاط الريس محمد مرسي.. فى رأيك، لماذا لم يأخذ الإخوان بالنصائح؟ بالطبع غباء وسذاجة من الإخوان أسكرتهم السلطة عن فهم الأحداث، أتذكر أننى ذهبت إلى الرئيس مرسى وحضرت المؤتمر الوطنى لكى أحذر مرسى من الاحتقان فى الشارع المصرى ونصحته بحل الاحتقان عبر إجراءات يتخذها الرئيس، وطلبت منه أن يطلع الشعب على حقيقة الموقف الراهن.
• سخر نشطاء من تصريحات مرسى أثناء محاكمته عن إعلانه الكشف عن حقائق خلال فترة رئاسته، أمام القاضي، هل ترى أن مرسى محقًا فى رأيه؟ نعم لأنه كان رجلا مسؤولا ويشغل أعلى منصب فى البلد، والحقائق التى كان سيكشفها تعتبر من أسرار الدولة، كما أن مرسى قال إنه لم يكن يعرف عن موضوع التسريبات الخاصة، وكنت أترافع وذكرت التسريبات وفطن مرسى أن يكون التسريب له علاقة به وباجتماع المجلس العسكرى بخصوص سيناء وقت استشهاد ال16 مجندا، فقال ذلك بناء على التسريب وأنه أمن قومى لكن الإعلام هول من ذلك.
اذكر تفاصيل تهديد المستشار الزند لك فى الفترة الأخيرة؟ تابعت كما تابعتم تقديم المستشار الزند بلاغا ضدى إلى المجلس الأعلى للقضاء بزعم أنى أهنت القضاء المصرى، ولم أبلغ بشيء بعد، وأنا ثقتى كبيرة فى المجلس الأعلى للقضاء ورئيسه، لأنهم يشكلون قمة القانون فى مصر باعتبار رئيس المجلس رئيسا لمحكمة النقض وهى المحكمة التى تحوز ثقة المصريين حتى الآن وتراقب تطبيق المحاكم للقانون، أنا أحترم القضاء المصرى وكلامى كله فى تفصيلات قانونية أقرر رأيا فيها ولم يصدر عنى مطلقا أى إساءة لقاض مصرى، بدليل أننى أترافع فى كل القضايا الحساسة ولم يتخذ أى قاض منهم أو هيئة قضائية أى إجراء ضدى بالعكس التعاون تام بيننا كهيئة دفاع وبين تلك الدوائر التى نظرت قضايا الدكتور محمد مرسى وقيادات الإخوان، لا شك أن خلافاتى مع المستشار الزند قديمة من وقت أزمة طنطا. لا أعتقد أن أحدا يملك محاسبتى عن آرائى السياسية أو أدائى القانونى فى القضايا التى أعمل بها، أنا حريص جدا على عدم مخالفتى القانون باعتبارى مشتغلا بالقانون وملتزما به.
كيف رأيت إقالة وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم؟ مفيش حد قال إنه أقيل، بالعكس تم الإعلان عن تعيينه مستشارا لرئيس الوزراء، حدث تعديل وزارى محدود من بينه وزير الداخلية، الرجل أدى دوره فى خدمة النظام ومن الضرورى امتصاص غضب الناس.
أكدت مصادر إعلامية عن وجود إقرارات توبة توزع بين معتقلى الإخوان فى السجون، فكيف ترى ذلك؟ نعم وصل لعلمى من بعض أهالى الشباب المحبوسين فى قضايا التظاهر، أن الأمن الوطنى يعرض عليهم التوقيع على إقرار توبة يهيئ لهم فرصة الإفراج عنهم، لكن هذا يقتصر على أنصار الإخوان ولم يتم عرض هذه الإقرارات على الإخوان، وقناعتى أن هذه الوسيلة ممكن تكون طريقة لتصفية مواقف المحبوسين كمخرج للنظام فى التخفف من أعداد المحبوسين الكبيرة لكن الطريق الصحيح هو الحوار الذى لا يرتبط بشروط مسبقة وليس إجبار الشباب على توقيع الإقرارات التى قد يوقعون عليها لمجرد الخروج من السجن.
تتمتع بخبرة تفاوضية كبيرة، هل تتوقع أن تقوم جماعة الإخوان بطرح مبادرة للتصالح مع الدولة على غرار الجماعة الإسلامية؟ لا أعتقد أن الإخوان قادرون على طرح مثل هذه المبادرة لأن الأزمة عنيفة بينهم وبين السيسى، الشيوخ ليس لديهم الرغبة في التفريط فى تاريخهم وهم يستشرفون نهاية العمر ولا بأس أن تكون نهايتهم فى الشهادة شنقا أو موتا فى غياهب السجون، وشبابهم لن يقبل بأى مصالحات فى ظل وجود المشير السيسى رئيسا، قد نرى صناعة لمطاريد الإخوان فى شكل جماعة جديدة أو تسويق بعض هؤلاء المطاريد باعتبارهم الإخوان الحقيقيين، لكنهم مثلما فشل غيرهم سيفشلون.
هل تتوقع تنفيذ حكم الإعدام بحق بعض قيادات الإخوان؟ وماذا لو تم؟ كل الخيارات مفتوحة فى ظل الصراع المحتدم بين النظام والإخوان.
كنت تناقض الرئيس المعزول محمد مرسى والآن توليت هيئة الدفاع عنه، فلماذا؟ علاقتى بالرئيس محمد مرسى علاقة طيبة، وبينى وبينه محبة كبيرة من فترة طويلة قبل توليه الرئاسة، كنت أمارس حقى فى المعارضة وحقى فى النقد، لكن ولائى له، لم أكن مناهضا بالعكس كنت أقوم بواجبى فى النقد أحيانا وفى النصح أحيانا أخرى، وفى المواقف الحاسمة كنت على الفور أؤازره، دعمته فى الجولة الحاسمة فى الانتخابات الرئاسية وعند إعلانه الإعلان الدستورى الذى أثار ضده زوابع ذهبت وشاركت فى الحوار الوطنى وأسديت له نصحى ومساندتى وانصرفت، وموقفى من 30 يونيو يختلف عن 3 يوليو فمن حق المواطنين أن يتظاهروا ويطالبوا بانتخابات رئاسية مبكرة وكان على مرسى أن يرعى سمعه واهتمامه لمن خرج فى 30 يونيو وتقدير خطورة الموقف، لكنى رفضت تماما خارطة الطريق فى 3 يوليو ورأيتها خروجا أو انقلابا على الشرعية رغم أنى لست من الإخوان وكنت أعارضهم فترة توليهم السلطة، وعندما طلب من الزملاء فى هيئة الدفاع المشاركة معهم لم أتأخر وأديت واجبى المهنى فى القضايا التى شاركت فيها.
إدارة النظام الحالى لسد النهضة ونظام الدكتور مرسي.. كيف ترى تعاملهم مع الأزمة؟ طبعا الإدارة مختلفة، إدارة مرسى لم تكن نموذجية وشابها العشوائية وما الاجتماع الشهير الذى بث على الهواء دون علم الحاضرين ببعيد، لكن أيضًا اتسمت بقدر كبير من المسؤولية والوقوف عند الحد الأدنى فى رفض قبول التسليم بحق إثيوبيا فى بناء السد وحاول الضغط على إثيوبيا لوقف البناء، لكن النظام الحالى وقع اتفاقية دون تفويض شعبى ودون وجود برلمان ودون اللجوء لاستفتاء شعبى على موضوع فى غاية الأهمية، كل الخبراء فى موضوع المياه أبدوا قلقهم من توقيع هذا الاتفاق الذى بدا رفعًا للراية البيضاء.
تجديد الخطاب الدينى الذى يطمع إليه السيسى؟ كيف تراه، وهناك لقاء تم بينه وبين الهلباوى والخرباوى ونوح لإدارة هذا الملف؟ أى إدارة لهذا الملف بعيدًا عن الأزهر هو أمر عبثى، ويمكن أيضًا الاستفادة من بعض الدعاة المحترمين.
تناول القضاء أمورا سياسية تتعلق بدول أخرى مثل اعتبار قطر إرهابية أو حماس، ما خطورة ذلك؟ إقحام القضاء ولو كان مستعجلاً فى أمور سياسية سيادية تتعلق بعلاقات مع دول عربية وعمق استراتيجى لمصر فى غزة على هذا النحو أمر يضر بالمؤسسة القضائية ويسيء للدولة المصرية وحسنا أنه تم الطعن رسميا على الحكم باعتبار حماس إرهابية.
محاولة إدراج الجماعة الإسلامية ككيان إرهابى وفشله.. كيف ترى ذلك؟ فوبيا تسلطت على مصر، ووجود شخصيات تصطاد فى الماء العكر بإرهاب كل من له رأى معارض، الجماعة الإسلامية قامت بمراجعات شجاعة وانتهت إلى تحولات حاسمة فى عدم اللجوء إلى السلاح والعنف لفرض آرائها واندمجت فى المجتمع وعادت إلى سيرتها الأولى فى الدعوة والنشاط المجتمعى وأسست حزبا سياسيا، وكونها اتخذت موقفا سياسيا بانحيازها إلى الرئيس المنتخب والدستور المستفتى عليه 2012 لا يعنى أنها نكصت على أعقابها أو نقضت مراجعاتها، بالعكس هى مستمرة رغم كل الضغوط فى خطها السياسى والسلمى وجاء حكم محكمة الأمور المستعجلة بالإسكندرية حاسما فى استمرار منهج الجماعة الإسلامية.
أحكام البراءة لنظام مبارك وخطورة ذلك على القضاء.. الشعب قال كلمته عندما أجبر مبارك على التنحى وأسقطه وأسقط أركان نظامه.
كيف ترى الموقف من حازم أبو إسماعيل؟ تبين للجميع أن الأسد حازم كان أبعد نظرًا، ونتيجة لذلك كان من أول الإجراءات التى اتخذت فى 3 يوليو القبض على حازم رغم أنه لم يكن من أركان نظام مرسى، حازم قوى فى سجنه لم يتمكن منه سجانه وقريبًا سيكون لمحكمة النقض الكلمة فى الحكم الذى صدر بحقه.