قال وزير الخارجية السودانية علي كرتي، إن الحديث عن وجود حلف بين حكومته وإيران مجرد "فرية وافتراءات"، وذلك بعد أيام من انضمام السودان لتحالف "عاصفة الحزم" الذي تقوده الرياض لمحاربة الحوثيين المدعومين من طهران في اليمن. جاء ذلك في مؤتمر صحفي لكرتي بمطار الخرطوم الدولي حيث كان مرافقا للرئيس عمر البشير الذي اختتم اليوم زيارتيه المتتابعتين للرياض والقاهرة حيث شارك في الأخيرة بالقمة العربية. وبدأ البشير زيارة للرياض الأربعاء الماضي بدعوة من العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز امتدت ثلاث أيام، وتم الإعلان بعد سويعات من وصوله عن حملة عاصفة الحزم بمشاركة السودان. وفي معرض رده على أسئلة الصحفيين، عما إذا كان قرار حكومته سيؤثر على العلاقة مع حليفتها طهران، قال كرتي: "الحديث عن وجود حلف لنا مع إيران فرية ولم يحدث هذا على الإطلاق". وتابع "علاقاتنا مع طهران عادية جدا وبتمثيل دبلوماسي عادي جدا .. وحتى المراكز الثقافية الإيرانية بالسودان عندما خرجت عن إطارها أغلقناها". واتهم كرتي جهات لم يسمها بأنها كانت تروج لهذه "الإفتراءت وتسببت في كمون العلاقة مع السعودية خلال الثلاث سنوات الماضية". واستطرد:"لكن تم إصلاح الحال بإغلاق المراكز الثقافية الإيرانية (في سبتمبر الماضي)". وتوترت العلاقة بين السودان والسعودية على نحو بائن عندما استضافت الأولى سفن إيرانية حربية على ساحل البحر الأحمر شرقي البلاد 4 مرات في الفترة من أكتوبر 2012، ومايو 2014. وبلغ التوتر بين الخرطوموالرياض ذروته في أغسطس 2013 عندما تردد أن السعودية منعت طائرة كانت تقل الرئيس البشير من عبور أجوائها في طريقه إلى طهران للمشاركة في حفل تنصيب الرئيس الإيراني حسن روحاني. وفي مارس 2014 أوقفت الرياض تعاملاتها المصرفية مع البنوك السودانية وقلصت إيراداتها من الماشية السودانية التي تقدر بنحو 50% من حاجتها ضمن إجراءات وصفها خبراء تحدثوا لوكالة الأناضول، وقتها، بأنها "عقابية". وأوضح وزير الخارجية السوداني أن زيارة الرئيس البشير إلى الرياض تمثل "فاتحة للعلاقات التي شهدت كمون لأكثر من ثلاث سنوات وفتحت الباب لتعاون أمني". ورأى أن مشاركة السودان في حلف عاصفة الحزم أعاد السودان إلى "وضعه الطبيعي والطليعي في أمتنا العربية الإسلامية .. وموقف السودان الآن متقدم على بعض دول المنطقة". وفي سبتمبر الماضي أغلقت السودان المركز الثقافي الإيراني بالعاصمة وكل فروعه بالولايات بحجة "تهديده للأمن الفكري والاجتماعي" لكن خبراء قالوا لوكالة الأناضول وقتها إن القرار محاولة من الخرطوم "لاسترضاء الرياض الغاضبة من التقارب مع طهران". وكان المئات من أنصار البشير احتشدوا في مطار الخرطوم بدعوة من الحزب الحاكم لاستقباله وتأييد قرار المشاركة في عاصفة الحزم حسبما أفاد مراسل الأناضول.