قال إريك تراجر, الباحث بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى, إن أمريكا لها مصلحة قصوى في نجاح مهمة مصر باليمن، مشيرًا إلى أن الجيش الأمريكي يعتمد على الأمن الملاحي بمضيق باب المندب في دعم جهود التحالف الدولي, الذي تقوده واشنطن في مواجهة تنظيم "داعش"، إضافة إلى حرص واشنطن على الحفاظ على وجودها في المنطقة بشكل عام. وأضاف تراجر, في مقال نشره معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى, على موقعه الإلكتروني, أن دعم أمريكا لعملية "عاصفة الحزم" ضد الحوثيين في اليمن، هو رسالة طمأنة لحلفائها العرب, بأنها لن تتخلى عنهم, وهي تسعى لإبرام اتفاق نووي مع إيران. وسيطر مسلحو جماعة الحوثي بمساندة قوات موالية للرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح على منطقة "باب المندب"، المطلة على شواطئ مضيق باب المندب الاستراتيجي، وسط مخاوف متصاعدة من سعي الحوثيين للسيطرة على جزيرة "ميون" الواقعة على مدخل المضيق. وميون منفذ بحري استراتيجي، ومن يحكم السيطرة عليه يسهل عليه التحكم في مضيق باب المندب، الذي يتمتع بأهمية استراتيجية بالنسبة مصر، إضافة إلى الدول الكبرى لكونه يعد بوابة البحر الأحمر والمدخل الجنوبي لقناة السويس. ويرى مراقبون أن حصار الحوثيين لعدن في 25 مارس، لم يترك خيارًا أمام مصر, التي ترى في سيطرتهم على هذه المدينة الساحلية, تهديدًا لحركة الملاحة البحرية في مضيق باب المندب الرابط بين البحر الأحمر وخليج عدن، ما يعني بالتبعية تهديدًا لحركة الملاحة في قناة السويس, التي تمثل واحدًا من أهم روافد الدخل الأساسية التي تعتمد عليها مصر. وكانت اللجان الشعبية في عدن قالت في ساعة متأخرة من مساء الجمعة الموافق 27 مارس إن البحرية المصرية دمرت رتلا عسكريا تابعا للرئيس المخلوع صالح وجماعة الحوثي، كان متجها من مدينة الحديدة (غرب) إلى مدينة عدن (جنوب)، تم استهدافه في الخط الساحلي الذي يمر عبر طريق المخا وباب المندب. وجاءت هذه التصريحات بعد أنباء عن وصول أربع زوارق بحرية حربية تابعة لقوات البحرية المصرية إلى مضيق باب المندب, استعدادا للمشاركة في العملية العسكرية "عاصفة الحزم" ضد مليشيات الحوثيين باليمن، بالإضافة إلى تأمين عملية الملاحة في المضيق. وقال المدير العام لمديرية المضاربة ورأس العارة الواقعة في شواطئ مديرية باب المندب علي المحولي إن الحوثيين سيطروا سيطرة كاملة على منطقة باب المندب الاستراتيجية دون مقاومة، وبمساندة من قوات الجيش في اللواء 17 مشاة المرابط فيها والموالي للرئيس المخلوع صالح. وأضاف ل"الجزيرة" أن مسلحي الحوثيين عززوا من وجودهم وانتشارهم الأمني في مديرية "ذوباب"، أقرب منطقة ساحلية مطلة على مضيق باب المندب، بعد ساعات من وصول مئات المسلحين من مدينة المخا, التي سيطر الحوثيون على مينائها في 27 مارس . وأشار المحولي إلى أن عشرات الأسر بدأت عمليات نزوح واسعة من منطقة باب المندب, بعد تصاعد المخاوف من إمكانية تعرض مناطقهم, التي يتمركز فيها الحوثيون لعمليات قصف من قبل قوات التحالف العربي، في ظل وصول زوارق حربية إلى وسط المضيق، يعتقد أنها تابعة لقوات التحالف. وأوضح أن هذه المخاوف تأتي بعد تحليق طائرات حربية فوق الشريط الساحلي للمضيق وإطلاقها قنابل ضوئية لاستكشاف المنطقة، وبعد تحذير المتحدث باسم عملية عاصفة الحزم العميد ركن أحمد عسيري المدنيين من الاقتراب من المناطق التي تتحصن فيها الميليشيات الحوثية. وأعرب المحولي عن مخاوف كبيرة لدى سكان المنطقة أيضا من إقدام الحوثيين على إغلاق المضيق المائي, وتحويل منطقتهم إلى ساحة صراع إقليمي. وذكرت قناة "الجزيرة" أن أحمد علي عبد الله صالح نجل الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح زار الرياض قبيل بدء عملية عاصفة الحزم، لتقديم بعض المطالب مقابل فض التحالف بين والده وجماعة الحوثي، لكن السعودية رفضت تلك المطالب. واجتمع نجل صالح مع وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي اكتفى باستقباله في مطار الرياض. وعلمت "الجزيرة" أنه خلال اللقاء قدّم أحمد مجموعة من المطالب والشروط مقابل فض التحالف مع الحوثيين. ومن بين تلك المطالب دعم وضعه السياسي في اليمن ليصبح هو الرئيس القادم، ووقف الملاحقات الدولية لوالده ووقف تجميد أمواله. وقد رفض وزير الدفاع السعودي هذه المطالب جملة وتفصيلا وأنهى اللقاء, حسب "الجزيرة".