مرت العلاقات المصرية القطرية منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي بمراحل من الصعود والهبوط والأخر بلغت أقصاها بعد إعلان القاهرة سحب سفيرها من الدوحة اعتراضًا دعم قطر للإخوان في مصر، كما أعلنت الدول الخليجية أيضًا سحب سفرائها من الدوحة للسبب ذاته. وشهدت العلاقات المصرية القطرية، في 20 ديسمبر الماضي، التطور الأبرز منذ توترها (بعد الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي في يوليو 2013)، باستقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي، في القاهرة، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، المبعوث الخاص لأمير قطر، ورئيس الديوان الملكي السعودي خالد بن عبد العزيز التويجري، قبل أن يتم بعدها بيومين، غلق قناة "الجزيرة مباشر مصر"، التي كان النظام المصري يعتبرها منصة للهجوم عليه، ومحور خلاف رئيسي بين البلدين. ورغم تغيير قناة "الجزيرة"، الفضائية الرئيسة لشبكة الجزيرة، لسياستها من النظام الحالي بمصر حيث اتخذت مسارا يميل نحو التهدئة، عاودت القناة الهجوم على النظام المصري بعد وفاة العاهل السعودي، الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي كان يقود الوساطة بين الدوحةوالقاهرة. إلا أن زيارة تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر إلى مصر للمشاركة في القمة العربية بشرم الشيخ واستقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي له بالعناق قال خبراء إنها قد تكون البداية الحقيقة لإذابة الجليد في العلاقات المصرية القطرية. وقال الدكتور مصطفى كامل السيد أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية إن "قطر أدركت عدم احتمالية عودة الإخوان إلى الحكم من جديد كما أدرك أمير تميم بن حمد أنه كان يراهن على الحصان الخاسر". وأوضح أن "زيارة أمير قطر إلى مصر واستقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي له وعناقهما وكذلك اشتراكهما في التحالف العربي لمحاربة الإرهاب في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية في "عاصفة الحزم"، واتفاقهما في الرؤية حول الإرهاب، وأيضًا الضغوط السعودية التي تواجهها قطر لمراجعة علاقتها مع مصر وعودتها من جديد، ينبغي أن يمهد إلى احتمالية تسوية الخلافات بينهما". ولفت السيد إلى أن "العلاقات الدبلوماسية بين مصر وقطر قائمة بالفعل ولكن متوقفة على عودة السفير القطري إلى بالقاهرة"، وقال إن عودة العلاقات المصرية القطرية بالأمر الصعب التوقع خلال الفترة القادمة.